عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
8231
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-31-2010, 04:39 PM
المشاركة 1
08-31-2010, 04:39 PM
المشاركة 1
افتراضي خورخي لويس بورخيس
خورخي لويس بورخيس




ولد بورخيس في بيونس آيرس وكان والده خورخي غويلرمو بورخيس محاميا وأستاذا لعلم النفس، وكان مصدرا للإلهام الأدبي حيث قال عنه بورخيس: «حاول أن يصبح كاتبا ولكن محاولته فشلت»، وقال أيضا: «كتب مقاطعا شعرية جيدة جدا». أما والدته ليونور أسيفيدو سواريز فقد تعلمت الإنجليزية من زورجها وعملت كمترجمة. عائلة والده كانت ذات أصول إسبانية وبرتغالية وبريطانية وعائلة والدته كانت إسبانية وربما لها أصول برتغالية. كان عائلته في المنزل تتحدث الإسبانية والإنجليزية ولذا فقد نشأ بورخيس قادرا على أن يتحدث لغتين. كانت نشأته في ضاحية بالرمو في بيت كبير به مكتبة ضخمة.

إسمه الكامل خورخي فرانسيسكو إسيدورو لويس بورخيس أسيفيدو ولكن، وتبعا للعادات في الأرجنتين، لم يكن إسمه الكامل يستخدم أبدا.

كان والده قد أجبر على التقاعد في سن مبكرة نتيجة لتدهور بصره، وهي نفس الحالة التي أصابت ابنه في مابعد، لتنتقل العائلة إلى جنيف لتلقي العلاج من قبل أخصائي عيون هنالك بينما كان خورخي وأخته نورا (ولدت في 1902 م) يدرسان إلى المدرسة. وفي جنيف تعلم خورخي اللغة الفرنسية حيث واجهته بعض الصعوبات في البداية، كما تعلم بنفسه اللغة الألمانية وتخرج من كلية جنيف في عام 1918 م.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أمضت عائلة بورخيس ثلاث سنوات في لوغانو، برشلونة، مايوركا، إشبلية، ومدريد. وهنالك في إسبانيا أصبح بورخيس عضوا في حركة حراسة المقدمة الأدبية المتطرفة. جاءت أول قصيدة لبورخيس "ترنيمة للبحر" مكتوبة على أسلوب والت وايتمن، ونشرت تلك القصيدة في مجلة غريسيا (بالإسبانية: Greece).


بداياته الأدبية
في عام 1921 م عاد بورخيس مع عائلته إلى بيونس آيرس محضرا معه الأفكار التطرفية الأدبية وبدأ مشواره الأدبي ككاتب بنشر قصائد ومقالات في مجلات أدبية. كانت أولى مجموعات بورخيس الشعرية تحت عنوان "حماس في بيونس آيرس" (Fervor de Buenos Aires) في عام 1923 م. وساهم بورخيس في مجلة مارتين فيرو لحركة حراس المقدمة التي كانت تتبنى أسلوب "الفن لأجل الفن" على النقيض من مجموعة بيدو والتي كانت محفزة أكثر بأهداف سياسية. وكذلك فقد ساهم بورخيس في إنشاء المجلات «بريسما» (1921-1922 م وهي منشورة من القطع الكبير كانت توزع بشكل أساسي بلصقها على حوائط بيونس آيرس) ومجلة "بروا" (1922-1926 م). ومن بداية إصدارها كان بورخيس مساهم منتظما في مجلة "سور" التي أنشأت في 1931 م بواسطة فيكتوريا أوكامبو والتي أصبحت فيما بعد أهم مجلة أدبية في الأرجنتين. قامت أوكامبو بتقديم بورخيس بنفسها إلى أدولف بايوي كاسارس، الذي أصبح فيما بعد كثيرا مايشارك بورخيس في أعماله وصهره وأحد أعلام الأدب الأرجنتيني.

في عام 1933 م عين بورخيس كمحرر في الملحق الثقافي في جريدة "كريتيكا" (Crítica) التي نشرت فيما بعد مقاطع من "تاريخ العار العالمي" (Historia universal de la infamia). جاءت هذه المقاطع على شكل متوسط بين التخيلية والواقعية حيث استعمل أسلوب الكتابة التخيلي في قص أحداث حقيقية، وسرقات أدبية حيث زعم أنها كانت مترجمة من أعمال مشهورة قلما تقرأ. وفي السنوات اللاحقة عمل بورخيس كمستشار أدبي لدار النشر إميسي إديترز وكتب عمود أسبوعي في إل هوجار (El Hogar) التي ظهرت بين 1936 و1939 م.

بدأ من عام 1937 م اكتشف أصدقاء بورخيس أنه كان يعمل كمساعد أول في فرع ميغول كان من مكتبة بيونس آيرس البلدية. قام الموظفون الآخرون في المكتبة بمنع بورخيس من تصنيف أكثر من 100 كتاب يوميا، الأمر الذي كان يستغرق منه ساعة واحدة. وكان يقضي بقية الأيام في قبو المكتبة يكتب المقالات والقصص القصيرة. وعندما أخذ خوان بيرون السلطة في عام 1946 م طرد بورخيس من عمله هذا وعين في منصب مفتش دواجن في سوق بلدية بيونس آيرس ولكنه استقال فورا (كان عندما يخبر عن هذه القصة يجمل لقب هذه الوظيفة باسم "مفتش دواجن وأرانب"). في ذلك الوقت كانت تهجمات بورخيس على الحكم باروني تقتصر على إضافة توقيعه إلى عرائض تدعوا للديمقراطية. ولكن بعد وقت قصير من استقالته خاطب جمعية الرسائل الأرجنتينية قائلا بأسلوبه الخاص به: بأن «الدكتاتوريين يجلبون الظلم، وأن الدكتاتوريين يجلبون العبودية، وأن الدكتاتوريين يجلبون القسوة، والأبغض من ذلك أنهم يجلبون الحماقة».

توفي والد بورخيس في عام 1938 م فكانت صدمة أخرى له خلال تلك السنتين (37-1938 م). وفي ليلة عيد الميلاد في 1938 م أصيب بورخيس بجرح بالغ في رأسه في حادث وكاد أن يموت خلال علاجه بسبب تقيح الدم، وقد جاءت قصته القصيرة الجنوب في عام 1944 م بناء على هذه الحادثة. وأثناء تعافيه من الإصابة بدأ بالكتابة بأسلوب أصبح مشهورا به وظهرت أول مجموعة قصصية له "حدائق الممرات المتشعبة" (El jardín de senderos que se bifurcan) في عام 1941 م. تضمنت المجموعة قصة "إل سور" وهي قطعة حوت بعضا من عناصر السيرة الذاتية، بما في ذلك الحادث الذي تعرض له، وهي القطعة المفضلة لدى الكاتب. وبالرغم من تقبلها الحسن لدى الجمهور لم تنجح هذه المجموعة القصصية في حصد الجوائر الأدبية التي كان العديد يتوقعها لها. وقد خصصت أوكامبو جزءا كبيرا من عدد يوليو 1941 م من مجلة "سور" للتنفيس عن بورخيس حيث شارك عدد كبير من الكتاب والنقاد الأرجنتينيين وغيرهم من متحدثي الإسبانية في كتابته.
نضوجه الأدبي
بفقده عمله ومع بدأ بصره يضعف بالتدريج أصبح بورخيس غير قادر على إعالة نفسه ككاتب فبدأ عملا جديدا كمحاضر عام. وبالرغم من وجود بعض الاضطهاد السياسي فقد كان بورخيس ناجحا إلى حد معقول وأخذت شهرته تزداد بين الناس حتى عين في منص رئيس جمعية الكتاب الأرجنتينيين (1950 - 1953 م) وكأستاذ للإنجليزية والأدب الأمريكي (1950 - 1955 م) في الجمعية الأرجنتينية للثقافة الإنجليزية. وتم إنتاج قصته القصيرة "إما زونز" في فيلم بإسم "أيام الغضب" (Días de odio) في عام 1954 م، من إخراج الأرجنتيني ليوبولدو توري نلسون. وفي تلك الفترة أيضا بدأ بورخيس كتابة المسرحيات.

في عام 1955 م، بعد قيام مبادرة أوكامبو، عين بورخيس من قبل الحكومة العسكرية المناهضة للبارونية كرئيس للمكتبة العام. [1] وكان بورخيس عندها قد فقد بصره تماما، كسابقه الشهير بول غروساك الذي كتب له بورخيس نعي. وقد علق بورخيس على هذه المصادفة الساخرة في أحد أعماله فقال:

لا أقلل بدمعي وعتبي
ما رأينا من إبداع ربي
في تناقض ما لم بي
يعطيني معا الظلام والكتب
وفي العام التالي حصل على الجائزة الوطنية للأدب وعلى أول دكتوراة فخرية له من جامعة كويو. من عام 1956 وحتى 1970 م تقلد بورخيس منصب أستاذ للأدب في جامعة بيونس آيرس والعديد من المناصب المؤقتة في جامعات أخرى.

ومع كونه غير قادر على القراءة ولا الكتابة (ويذكر أنه لم يتعلم القراء بنظام بريل) كان بورخيس يعتمد على والدته الذي كان دائما على علاقة قوية بها والتي بدأت بالعمل معه كمساعدته الشخصية.
شهرته دوليا
بدأت شهرة بورخيس الدولية في مطلع عقد 1960. ففي عام 1961 م حصل على جائزة فورمنتر مشاركة مع صاموئيل بكيت. ولما كان هذا الأخير معروفا وذا اسم عند متكلمي الإنجليزية في حين كان بورخيس غير معروف عندهم وأعماله غير مترجمة، أخذ الفضول يدور حول هذا الكاتب المغمور الذي شارك الجائزة مع بكيت. قامت الحكومة الإيطالية بمنحه لقب قائد (Commendatore) تكريما له، كما عينته جامعة تكساس في أوستن لسنة واحدة. قاد هذا الأمر إلى قيام بورخيس بجولة لإعطاء المحاضرات في الولايات المتحدة، ثم ظهر أول ترجمة لأعماله بالإنجليزية في 1962 م، وتبع ذلك جولات في أوروبا ومنطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية في سنوات لاحقة. منحته إليزابيت الثانية ملكة المملكة المتحدة وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1965 م. وقد حصل بورخيس بعد ذلك على عشرات الأوسمة والتكريمات في ما تلى من سنوات، ومثال ذلك حصوله على وسام جوقة الشرف الفرنسية (Légion d'honneur) وجائزة كيرفانتس.

بدأ بورخيس في عام 1967 م تعاونا مع المترجم الأمريكي نورمان توماس دا جيوفاني والذي يرجع له الفضل في شهرته بين متحدثي الإنجليزية، كما تابع أيضا نشر الكتب مثل كتاب "كتاب البدايات الخيالية" (El libro de los seres imaginarios) في عام 1967 م والذي كتبه بالمشاركة مع مارغريتا غيوريرو و"تقرير الدكتور برودي" في 1970 م (El informe de Brodie) و"كتاب الرمل" في 1975 م (El libro de arena). وكذلك فقد أعطى العديد من المحاضرات والتي جمع معظمها في مجلدات مثل مجلد "سبع ليال" (Siete noches) و"تسع اختبارات دانتية" (Nueve ensayos dantescos).

لما عاد بيرون من المنفى وتم إعادة انتخابه كرئيس للبلاد في عام 1973 م استقال بورخيس من منصبه كمدير للمكتبة الوطنية.

وفي عام 1975 م، وبعد وفاة والدته، بدأ بورخيس سلسلة أسفار إلى بلاد مختلفة من العالم وتابع سفره هذا حتى وفاته.

توفي بورخيس بمرض سرطان الكبد في جنيف، المدينة التي درس فيها دراسته الجامعية وقبر في "مقبرة الملوك" (Cimetière des Rois) فيها