عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
4906
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
09-14-2014, 10:22 AM
المشاركة 1
09-14-2014, 10:22 AM
المشاركة 1
افتراضي عندما بكى الفرح !!
عندما بكى الفرح !!
==========
حسام الدين بهي الدين ريشو
================
بدا شفق الغروب اقحوانيا تلك الليلة مبكرا عن موعده .
كانت تنظر اليه تغمرها سعادة اشتاقت اليها طويلا ؛ فالليلة سيكون زفافها الى من اختارت بعد انتظار طال كثيرا جلسا سويا بملابس الزفاف كانا متناسقين طولا ولونا وسعادة .
نظرت اليه والبهجة في عينيها تمطر شبقا وشوقا للحظة جاءت بعد حنين .. وهمست له :
أكنت تترقب مثلى تلك اللحظة ؟
جاشت نفسه بالذكريات ورفرف طائر الشوق على وجهه وهو يجيب :
ولم لا !
رفعت أهداب عينيها الطويلة والمتوحشة رغبة وقالت :
مامررنا به من صعوبات واعتراضات كانت تقطع مابيننا حينا ... لقد كنت أشفق عليك كثيرا ... وكانت أيامي تتساقط كأوراق الخريف الذابلة !!
أجاب سعيدا كفتى مراهق أخذته النشوة لأول مره :
لقد كنت أتعجب أحيانا من تفاؤلك أن تنتهي قصة حبنا هذه النهاية المأمولة لي على الأقل .. مع ثقتك في انتصاري .. ألم تقولي أنك سجلت أحداثها كي نحكيها معا لأبنائنا ذات يوم ؟
ابتسمت قائلة :
كثيرا ما أحسست أني مهيضة الجناح .. خاصة بعد تجربتي السابقة ... وفي عيني دائما
كانت دموعي حُبْلى بأوجاعي وقلقي .. ويتخلل نظراتي يأس لا نهاية له .. لولا فسحة من الأمل كانت تجتاحني بين الحين والحين يمدها بالقوة ايماني بمقولة لصديقتي ( النساء كالشعوب .. اذا أردن الحياة فلابد أن يستجيب القدر ) !
قال :
لقد هجرت من أجلك الأهل والخلان ... أسهر متأملا وجهك الناعم كالمرآة الى أن يختفي قمر الليل عن عيون السهارى وأرى الشمس وهي تنهض آتية من خلف الليل الذي يعتريه الشحوب عندما يشعر بمقدمها !
ضحكت .. وضحكت ثم أردفت قائلة :
سأعوضك عن تلك الأيام المثقلة بأنين السهر ولوعة البعد ونتوءات الصعوبات ..
وارادت أن تضحك من جديد ... لكنها توقفت فجأة .. وأدت الضحكة الوليدة واعتراها شحوب ليس هنا موضعه .. بينما كانت عيناها تنظر الى بعيد ... الى مدخل القاعة ؛ وبدت كزهرة برية قُطِعَ عنقها نصل حاد !!
كان هناك رجلا يدخل القاعة نحيلا .. شاحب اللون حزينا يرتدي الملابس الرسمية لمثل هذه المناسبة ؛ بدا مرتبكا يحمل بين يديه باقة من ورود .
ياللهول .. - حدثت نفسها _ أنه الرجل الثاني في حياتها .. استقطبته رقتها وشبقها وجرأتها الى عالمها ... صحيح أنها لم تقل له يوما شيئا عن الحب .. حتى في لحظات انكسارها .. لم تتجاوز معه الحد ...
ربما قالت له .. أنت اروع وأنقى قلب ... ارحم نفسك ياملاكي عش محلقا ومغردا صداقتنا ابدية
... لكن حديثه عن الحب كثيرا ما ارضى غرور الأنثى فيها ... كانت تحلم احيانا بأن يتعلق في كل شعرة من جدائل شعرها الهمجي عاشق ...
احبها كثيرا .. وكثيرا مادغدغ مشاعرها عن صدق قائلا :
مع أن عينيك ناعستين .. لكنهما كانتا الشرارة التي لامست روحي فألهبتها حاملة اياي الى عوالم سحريه ... نهداك النافران كأرنبين جبليين فرا من صائد ... عيناك تشدان قلبي أليك رغما عني ... أنا الذي عصر الحرمان قلبي عصرا وجف عنه الحب الذي يبرد جحيم وحدته !
لم يكن يُصدق ماتزعمه من قصة حب .. كان يظنها تدعي ذلك كي يزداد تعلقه بها ... كثيرا ما قال لها مغنيا :
( انا عمر بلا شباب وحياة بلا ربيع .. أشتري الحب بالعذاب .. أشتريه فمن يبيع ؟)
وكانت في ظل النشوة تبتسم له قائلة :
أخفض صوتك .... ستوقظ النيام في القبور !!
فيرد عليها قائلا :
صدقيني .. لقد كانت حياتي قبل اشراقك فيها ... صمت صاخب وابتسامة دموع .. خريف ربيع .. مبتدأ ليس له خبر .. زورق بلا ميناء .. وميناء بلا فنار .. جوع الشوق .. وظمأ الحب !!
أخبرته بزفافها القريب معتذرة له .. لم يصدق ؛ خاصة أنه كان يلمس بحدسه الهائمون حولها .. وقالت له :
لا شك أن أحدنا الجاني والآخر هو الضحية .. أنا لا استحق منك كل هذا العذاب .. لتكن شجرة وارفة .. قد تفقد غصنها لكنها لا تموت !!
تذكرت ذلك كله .. وهي تنظر اليه .. وهو يضع باقة الزهور في هدوء بين مثيلاتها .. ثم استدار منصرفا ..لكنه تهاوى طريحا على أرض القاعة !!
وتجمع المدعوون حوله .. متسائلين .. لمن ينتمي اللعريس .. أم للعروس !!
ومن بعيد كان يتناهى الى الحفل صوت سيارة الأسعاف بلونها الأبيض كلون فستان العروس ؛ مختلطا بصوت أغنية تنبعث من القاعة :
أريد قلبها وقفا على ذاتي
يتفتح الأمل في قلبي اذا ضحكتْ !
يقتلني اليأس اذا غضبت !!
لكني مازلت أريد قلبها وقفا على ذاتي
أحبُ ماتُحِبُ
وان كان فيما تحب مماتي !!