عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2017, 11:51 AM
المشاركة 49
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وحيدةٌ
في سهاد الليل
بالزمن المر
ليلها فراغ
أو منافي .

تروي شجر الحنين
لمن في القلب
وإن نسوها
ففؤادها
عَصِيٌ على التجافي .

تُوقِدُ شموع الذكريات
من جمر
في خرز الدمع
تفيض به المآقي .

كانوا هنا
عصافير ذات زغب
يركضون خلفها
كأفرخ صغارٍ
فيضمهم حضنها الدافئ .

فلما استوت الأجنحة
وبلغت أشدها
طاروا !!
ولم يبق سواها
تمضغُ
ماتنوء به الأحشاءُ
من لظى الإشتياق .

غادروا
لم يتركوا شيئا
تزهو به نضارة الورد
في الوجه المجعد
من أثر السنين
ووقعها القاسي .

لكنها تظل نهرا
ينثر الأعذار
على جسد الغياب
والتنائي .

وحيدة
وحدة راهب
أو حكيم
في برجه العاجي

ترفو جوارب الوفاء
وتمر بها أطيافهم
تترى
ومشاهد الأيام الخوالي.

هي الأم
أيقونة الإيثار
إذا جاء أحدهم
فلا مطارق للَّوم
في يدها
ولا أحجار
تنسج الرضا
على وسائد الإصطبار
وتلملم ماكان
من عطر الذكريات
في دفتر الايام
تلقاه به
مع إبتهالات بالأمن
والسلام .