عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2020, 10:39 PM
المشاركة 59
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: صيـــــد ثميـــن من كلماتـــكم ..
هذه الأبيات بعنوان الغربة
قصيدة كتبت على مرحلتين
نقلتها من ( غرفة الضيافة ) ونحن نستقبل فيها [[شاعرًا رائدًا]]
هو ( محمد عبد الحفيظ القصاب )
ردًّا على سؤال كان قد وجهه إليه شاعر رائع ( عبد السلام زريق )
يسأله فيه عن مشاعره بالغربة :

( الغربة )
1-عبدَ السلام سألتَ ليتكَ لمْ تَسَلْ !
ورميتَ صاحبكَ القتيلَ بها ارْتَجَلْ!

2-حَرّرْتَ طابورَ الرُماةِ على دمي
من سجن أوردتي فجاهدَ إذْ قَفَلْ

3-عن أيّ جرحٍ قد سألتَ وغربةٍ
طالتْ رخيمَ القلبِ من قَرْعِ الأَسَلْ

4-عن أيّ حدٍّ إذْ تقطَّع ساعدي
من قيْدِ صَلبي في دَياجيرِ الأَمَلْ


5-من كلِّ صَفعٍ في زمان ظُلامتي
غُدِرَتْ خدودُ الشمس في وجه الأَجَلْ

6-عن أيِّ تيهٍ في سراديب النهى
والغربة السوداء في رحم الجَدَلْ

7- للروح غربتها تشيخ وتنحني
وعصاكَ منْسأة ُ الملاكِ إذا رَحَلْ

8-ومطاحنُ الأنفاس تمْحَقُ ذاتها
ما إنْ بذرْتَ العمر يسرقه الكَلَلْ

9-ومَصَارعُ الأيَّام ِعُقْرُ وَجِيفِها
غاصَتْ رِكَابُ الوقْتِ في جِيَفِ الوَجَلْ

10-وتَمَنَّعتْ ساعاتُها في خَفْقَةٍ
وَقَفَتْ تُراقبُ ما أصَابَ مِنَ الخَلَلْ

11-هَجَرَتْ نُفاياتُ الدقائق ِخُمْسَها
والغَمْزُ أتْلَفَ في ثَوانِيها العَجَلْ

12-أجْراسُها دُقَّتْ على رَمْل ِالنَوى
ورَجِيفُها رَدْحُ الإيَاس ِإذا رَمَلْ

13-غُرْبُ الجنين ببابِ أرْحَمِ حُجْرةٍ
غَرُبَتْ و آلامَ الأمومةِ لمْ تَزَلْ

14-عينٌ على فَقْدِ الهواءِ بظلمة ٍ
أعْمَتْ هواءَ الفَقْدِ إنْ سَاءَ اعْتَدَلْ

15-صَمْتُ البكاءِ نَميرُهُ في وَحْشةٍ
وبكاءُ صمْتِ الدمْعِ مُحْتَشِماً هَمَلْ

16-غَرَقُ الجوارحِ في بحارِ نَمائِها
جُرْحُ الغريقِ مصائدٌ منها أَكَلْ

17-رَكَلَ الستائرَ كلّما هَفّتْ غَزَا
سَتَرَ المُحَيّا كلّما المغْزى رَكَلْ

18-تنمو غصونُ الكاسياتِ سَكِينَة ً
غَصَنَتْ نشوزَ العارياتِ بما حَمَلْ


مقصلة الطفولة
------------------------
19-يحبو وهَدْهَدَةُ الجفونِ سَقيمَةٌ
مدّتْ صَغيرَ الكفِّ يَرْمِشُهُ الشَلَلْ

20-بَثَّ التُرابَ بِظِفْرِ أَنْمُلَةِ الرَدَى
ناغَى وبَكْمَاءَ النهودِ ومَا نَهَلْ

21-مَزَقَ اللحودَ كواكباً شقَّ الفضا
ءَ وسكْرةُ الموتِ اسْتَهَلَّتْ في الفَشَلْ

22-ويْحَ الطفولةِ من حِمَامِ هَلاكِها
حَمَلَتْ فَنَاءَ ولادَتي قَبْلَ الأَزَلْ


تحية إلى شاعرَي منابر [[الكبيرَين]]
18/11/2020