عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2011, 02:49 PM
المشاركة 10
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنني أشكر الأستاذة سارة الودعاني على إثارة هذا الحوار الذي أرجو أن يكون مفيدًا لنا جميعًا، وهو حوار مفتوح لجميع وجهات النظر، ومسألة الاختلاف والاتفاق حولها هي وجهة نظر أيضًا !
أحببت أن أطرح وجهة نظري من خلال استعراض بسيط لفكرة حوار الأديان، والتي دائمًا ما يتهيّب المرء من الخوض فيها، ولست بحاجة للخوض في دين ما، لأن الأديان مرجعها هو الله - جل وعز - بلغ بها عباده على لسان رسله وأنبيائه، بعيدًا عن مسألة التحريف الذي وقع فيه البشر، والفرق بين تلك الأديان والدين الإسلامي أن دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وضع للناس كافة كما دلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، أما الأديان الأخرى فقد اختص الله بها أقواما بعينهم.

وقد نشأت فكرة حوار الأديان من قوله تعالى "وجادلهم بالتي هي أحسن"، كما أثبتت السيرة العطرة لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - مواقف حوارية مع أهل الكتاب، فحاور عليه الصلاة والسلام نصارى نجران وغيرهم من الوفود.
وقد بدأت فكرة حوار الأديان في العصر الحديث من قيادة هذا الوطن - أعني المملكة العربية السعودية ممثلة في شخصية رجل نشأ على العقيدة الصحيحة والمنهج السليم والفكر المعتدل، هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وهي فكرة سامية هدفت إلى إعادة النظرة المعتدلة والمنصفة لدين الإسلام من جميع دول العالم التي خرجت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بصورة سيئة وسوداء عن الدين الإسلامي بوصفه دين إرهاب وتدمير وتفجير وتطرف فكري، وبيان سماحة هذا الدين العظيم وأنه دين سلام عالمي ورحمة ومحبة وإخاء.. ومن تمسك بدينه فقد قال الله في محكم التنزيل: "لكم دينكم ولي دين"، ولن نستطيع هداية الناس أجمعين وإلا لما كانت هناك جنة وهناك نار، ولكن واجبنا تجاه هذا الدين أن نبلغه ونظهر محاسنه أمام الآخر، من خلال الاستفادة المثلى من حوار الأديان.
وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز، وزير الخارجية، بتوقيع اتفاقية مع الحكومة النمساوية لإنشاء مركز الملك عبدالله للحوار بين الحضارات وأتباع الأديان السماوية والثقافات في فيينا، على أن يصبح مؤسسة دولية ذات طابع قانوني دولي خاص بها، مع القدرة على المشاركة واكتساب الأموال والإسهام في الأعمال الخيرية المشروعة، ويهدف إلى دعم الحوار بين أتباع الأديان السماوية والحوار بين الثقافات المتعددة بوصفها هيئة ذات منافع في مراقبة وحل الصراعات في العالم. ويعد هذا المركز امتدادا لجهود المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تجاه الإسلام والمسلمين عندما دعى عام 2008 م في مدريد إلى مؤتمر عالمي للحوار، وأشار حينها خادم الحرمين - أيده الله - بأن أي معضلة في العالم لن تحلّ إلا بالحوار.

أقف هنا لإتاحة الفرصة لطرح وجهات نظر أخرى أحترمها وأقدرها من أحبتي المنابريين الرائعين..
شكرًا أ. سارة الودعاني.

محبكم/ أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!