عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2011, 02:38 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


قلت للفتيات و قد مادت بي الأرض النشوي: لستن سوى لعنات نزقة، ...بريئات تماًماً من دم يوسف ،ناقة صالح ،و تفجيرات البنتاغون ..لكن، و يا للأسى فأيديكن ملطخة بسوء الانعتاق من قدسية الموت، لهذا أنتن في الدرك الأسفل من الحياة . سخرن مني و أخذن في التفرق فمضيت في طريقي ،شاقا" الزحام......فجأة رفعت بصري نحو السماء، كانت تنوء بالسحب الحبلى بالماء، والتي توشك على معانقة الأرض العطشى، عندها بداْ البرق يزمجر...اسناني تكاد أن تتساقط اصطكاكا لفرط الجزع المفاجىء....كنت قد بلغت الممر الأخير للخروج ، الزحام هنا طفيفا"قد بدا...لكن البرق،..البرق أيضاً كان قد بدأ بالعمل ... ياللهول لست أدري، لماذا دائماً عندما أكون في مثل هذه الأمكنة ،و ينصب البرق سياطه حولي أشعر بأني في طريقي للانشطار إلى نصفي برتقالة؟!........ و مضيت في طريقي ...في هذا الطرف من الرصيف ،و دائما في مثل هذه الساعة يدب نشاط غريب ،الناس هنا يبيعون كل شي بأي شيء ،بعضهم يقايض لفائفا" للمارجوانا بمخطوطات عتيقةه للدين والفلسفة !...البعض يساوم على قطع أثاث بالية، ...أدوات خردة، و مواد غذائيةه منتهية الصلاحية ..فلكل شيء هنا ثمن ما،حتى المومسات، اللاتي يتناثرن في زرافات صغيرة ،يلكن العلكة بعنف ،ويضحكن بنشاز حتى تهتز الأقراط في آذانهن !... أيضا" لهن ثمن ما ..
الناس هنا أيضاً يعقدون الصفقات بهدوء مميت ،إذ يكفي فقط أن تلوح بسبابة في الهواء،لتنهال عليك مئات العروض، تتلوها مكاتبات صامتة ،بالفطرة قد لا يخرقها أحياناً إلا دوي رصاصة غادرة، تستقر في جسد ما أو صرخه ألم مباغت، تنطلق في الظلام ،قد سبقها نصل حاد، استقر في مؤخرة ما ............ و مضيت في طريقي ،المطر بدأت زخاته في الاشتداد،سترتي الصوفية استحالت لماعون ماء ..قد أفاض علي بردا" وعطاسا"...و مضيت في طريقي ،حتى احتميت تحت سقف مبنى مجاور ،كان خاليا"....و سرعان ما شعرت بالنعاس . .

في الصباح الباكر تدحرجت نحو بيتي ،أشعث منكوش الشعر.. ماضيا" في طريقي و عندما حازيت الرصيف ألقيت عليه نظرة متعبة ...كان خاليا"، نظيفا ،لامع السياج فظننت أن المطر كان يغسله طوال الليل ، عندها تمنيت لو أن المطر لم يتوقف قط .

(تمت) سيد حماد



الأديب الكريم سيد حماد المحترم

في البدء أشكر لك ثقتك بالإشراف في منابر الخير ، وهذا شيء هام وفاعل نؤكد على ضرورته ، فالفائدة يجب أن تكون توأماً مع المتعة . . وهذا ما نطمح إليه دوماً .
قصتك شابهت بالطبع جزأها الأول . . ودلت على موهبة وفكر نير . . وقد أعجبتني فعلاً لما تحويه من فكرة وفهم وتحليل .
موضوع الأخطاء الإملائية ستتجاوزها بإذن الله ، وأنا متأكد من ذلك . .
نحن ننتظر جديدك دوماً . .
تقبل مني كامل المنى . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **