عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2013, 04:33 PM
المشاركة 963
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- روايته شرخ في تاريخطويل عبارة عن قصص حب خائبة، أقامها الراوي والبطل أسيان علىالتوالي مع سوزي، ومرام، ولبنى. ويعود السبب الرئيسي لهذه الإخفاقات إلى النظامالاجتماعي العام الذي يمنع الأفراد من التعبير عن أنفسهم بحرية، وإظهار انفعالاتهمبصورة عفوية. إن الحب مستحيل، لأن المحيط يتفنّن فيإقامة الجدران التي لا يمكن اختراقها بين الناس ذوي الأخلاق الحسنة. ونصادف هنا منجديد نقد القوى الاجتماعية المحافظة السائدة، تلك القوى التي تتمسك بالمظاهر، بدلاًمن القيم الاجتماعية الإيجابية، وتمنع الناس من أن يعيشوا كما يرغبون، في فرحوتفتّح.

- طريقة الكاتب تجمع بين التاريخ «العلمي» والتجربةالشّخصية. فالتجربة الشخصية تسمح بالولوج إلى هذا التاريخ السرّي الذي لا يعرفهالتاريخ الرسمي، والذي يعطي مكانة للتاريخ «الشعبي» على أن حضور شخصية «فيضة» يسمحبتجاوز هذا الإطار التاريخي الصرف وإعطاء معنى لحركة الحياة، وزحزحة السّرد نحو هذا «التاريخ السرّي» الذي يحمل في طياته قيماً عالمية، تتجه نحو غرض واحد، ألا وهوالحديث عن الممارسة المعاصرة للسلطة في العالم العربي لإبراز الجوانب السلبية فيها،والمطالبة بقدر أكبر من الديمقراطية.

- والرؤية التي يقدمها عن هذا العالم ما تزالمتشائمة. فالبلدان العربية لم تنجح في إرساء الديمقراطية والسلم على أرضها. ومنخلال القصص الخاصة بالأشخاص تطالعنا خيبة الآمال الكبرى التي حرّكت التقدميين العربفي العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وحركات التحرر.

- وقد عبّر الكاتب عنهذا في مجلة ألف قائلاً: «بمعنى أنا أريد أن أحشد أكبر كمية، أكبر حجم ممكن منالتجربة ومن البشر في خلق فني ما، فماذا أفعل، أتساءل عندها: أيها الأقدر علىتقديم هذا الحشد، الواقعية أم الأسطورة؟ ويأتيني الجواب: الأسطورية.الواقعية أمالرمزية؟ يأتيني الجواب: الرمزية. هل أهجر الواقع؟ أبداً، الواقع عنصر قائم ونحنلسنا منصرفين تماماً إلى الرمز والأسطورة لأنهما بالأساس نشآ منالواقع».



- رواية ألف ليلة وليلتان : نقد للتاريخ العربيفي القرن العشرين، وصعود البورجوازية الصغيرة إلى السلطة في بداية الستينات،وإخفاقها في مهمتها لتحقيق التقدم والإصلاح.

- يبرز في الرواية عنصر رئيسي وهو «النعاس» وحياة الناس منظمة فيه، كما هي الحال في الحياة الواقعية، بالتناوب بينالنوم واليقظة، ولكن هذه اليقظة ليست إلا جسدية، فالواقع أن المجتمع العربي استكانإلى النعاس، ولن يستيقظ إلا بعد الهزيمة، حيث يقرر قسم من الأشخاص مغادرة عالم ألفليلة وليلة ومعيشة حياتهم الخاصة.

- وتنتظم القصة حول فعل «أفاق» الذي يفتتح الرواية، «في زمن ما يفيقون»، وكأن الأشخاص يعيشون في حالة من «النوم، التعب، ليلة بدونصباح، نوم أبدي، الخدر الدائم»، وكأن الزمن قد توقف بالنسبة إليهم، وهم لا يفعلونإلا تكرار النماذج الماضية، غير قادرين على إيجاد حل للأزمات التي يجتازونها،فعالمهم لا يملك من الحداثة إلا المظاهر، فهو يتزين بالكلام الجميل، ولكن مساوئالماضي ما تزال مستمرة في القلوب، وهو متجمد في أساليب قديمة من التفكير، على غرارالزمن المتوقّف، فالعالم تكبّله التقاليد والديمقراطية الغائبة، وضيق هوامش الحريةبسبب الضغوط السياسية والعقائدية والفنية التي يخضعلها.