عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3762
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-09-2011, 11:33 PM
المشاركة 1
02-09-2011, 11:33 PM
المشاركة 1
افتراضي جريمة عاطفيـــة
جريمة عاطفيـــة




لهنري بيل المشهور بـ "ستاندال"




خرج جوليان قاصداً بلدة فيريار، كان وعد ماتيلدا أن يراسلها حال وصوله. لكنه نَكَلَ بوعدهِ لأن رحلته لن تستغرق وقتاً طويلاً ثم إنه وجد مبرراً في حالتهِ النفسيّة المضطربة.. فأصابعه لا تقَوَى حتى على حَمل قلم ولا يمكنه أن يكتب حرفاً واحداً مفهوماً للعيان.



وصلَ جوليان البلدَة في صَبيحة يَوم أَحَدْ، وعند نزولهِ من العَرَبَة انعطفَ مباشرةً قاصداً محلّ بائع الأسلِحَة المَشهور، لم يكن ينتظرْ كلّ ذلكَ التِرحَاب من صاحب المحلّ الذي أغرقه بعبارات الودّ والمجاملة، ممّا جعل جوليان يتنبّه إلى مكيدة البائع المدسوسة، في صِيَغ الترحيب والإطراء الفضّ الّذي كانَ يمهّد بهِ في كلّ مرّة يشتّم فيها رائحة زبون دفيّع، لم تمضي لحظات حتى شاعَ خبر قدوم شاب غريب توجه رأساً الى محلّ بيع الأسلحة مثلما تشتعل النّار في كومة قشّ، لم يستطع جوليان أن يلوي ظهر البائع المتحمّس الذي أفهمه مراده في اقتناء مسدّس مناسب لقبضة يده وبضع رصاصات.. وما إن سمعَ صاحب المحلّ ذلك حتى وجد جوليان نفسه محاطاً بكومة أسلحة من كلّ الأصناف فما كان منه إلا أن انتقى ما يناسبه.



تعوّد الأهالي في المدن القصيّة على سماع دقّات أجراس الكنسية في لحنها المتناغم وما إن تنتهي من عزفها الحالم حتّى يشرعون في إصلاح هندامهم والتوجه مباشرةً إلى الموعد الدّيني أين يقام القدّاس الأسبوعي كلّ يوم أحد في كنيسة البلدة.




قصدَ جوليان الكنسية، وبينما كان في الطريق بعيد وصوله قابلته النّوافذ العليا للمبنى مزدانة بستائر كبيرة قرمزيّة اللّون وحين تخطّى عتبة الباب ليدخل قابله مباشرةً مقعد السيدة دورينال على بعد خطوات منه، تسمّر الرجل في مكانه وتلوّى كحرباء ثم راح يتأمّلها بنهم بينما هي غارقة في صلواتها .. للحظة تذكرعيناها الجميلتين لطالما أحبهما وذابَ لأجلهما لحدّ العبث، فقد كانتا مبعث قشعريرة لاتقاوم، وها هي اليوم بالذّات تؤثّر عليه كأيّ يوم مضى، تردّد في النّظر إلى وجهها، تأكّد أنه لو يفعل وإن حدّق فيها سيتراجع عما عزمَ على فعلهِ "إني قادر على فعل ذلك" قال جوليان مخاطباً نفسه بحماس وفي قرارة نفسه شكّك في قدرته على المضي في تنفيذ خطّته إلى نهايتها.




يتبع
.
.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)