عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2020, 09:36 PM
المشاركة 41
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: أسماء الله الحسنى
( الأول )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد

من أسماء الله الحسنى : ( الأول ) :
ورود اسم الأول في القرآن الكريم والسنة الشريفة :

ورد هذا الاسم في قوله تعالى : " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " [الحديد:3] .

وهذا الاسم أيضاً ورد في السنة الصحيحة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم أَنت الأولُ فليس قبلك شيء ، وأنت الآخِرُ فليس بَعدَك شيء ، وأنت الظَّاهِرُ فليس فوْقَك شيء ، وأنت الباطِنُ فليس دُونَك شيء ، اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقرِ " [مسلم] .

من معاني الأول :
1 ـ الله مطلق القبلية ليس قبله شيء ، ولا بعده شيء :
لذلك الله عز وجل هو " الأول " بمعنى أن هذه الكلمة تعني أنه مطلق القبلية ، ليس قبله شيء ، ولا بعده شيء ، تعني أيضاً أنه مطلق القبلية ، وعالي الشأن والفوقية ، المعنى الأول .

2 ـ الله الأول على كل ما سواه ، المتقدم على كل ما عداه :
معنى آخر : الله " الأول " على كل ما سواه ، المتقدم على كل ما عداه ، وكل ما سوى الله بعد الله ، فإذا كنت مع " الأول " فأنت الأول ، إذا كنت مع " الأول " أنت المتفوق ، أنت الحر ، أنت عزيز النفس ، أنت الذي تشعر أنك محسوب على الله .
مرة سمعت كلمة عالم جليل رحمه الله توفي رحمه الله ، ذهب إلى لندن لإجراء عملية ، فجاءت اتصالات غير معقولة ، هذه الاتصالات لفتت نظر الإذاعة البريطانية أجرت معه لقاء ، سألته ما هذه المكانة التي حباك الله بها ؟ طبعاً اعتذر ، وتواضع كثيراً فلما ألحت عليه قال : لأنني محسوب على الله .

المؤمن محسوب على الله ، ليس محسوباً على جهة أرضية ، والإنسان حينما يحسب على جهة أرضية انتهى ، المؤمن شخصية فذة ، تعني مرتبة علمية ، وتعني مرتبة أخلاقية ، وتعني مرتبة جمالية ، المؤمن رقم صعب .
أي إنسان مبلغ من المال مهما كان كبيراً ، بهذا المبلغ يغير قناعاته فهذا المبلغ ثمنه ، ولمجرد أن يكون للإنسان ثمن انتهى ، المؤمن رجل مبدأ ، المؤمن رجل قيم ، المؤمن محسوب على الله .
لذلك لمجرد أن يحسب المؤمن على جهة أرضية انتهت مكانته عند الله .

الله عز وجل وجوده أزلي أبدي :
الله " الأول " على كل ما سواه ، المتقدم على كل ما عداه ، وكل ما سوى الله بعد الله ، الله " الأول " بمعنى آخر ، لأن بديهيات العقل تقول إن المُوجد قبل الموجود ، وإن المُحدث قبل الحادث ، وإن الخالق قبل الخلق ، وإن المدبر قبل المدَبر ، وإن الرازق قبل الرزق " الأول " الله عز وجل .
بل في بعض الأحاديث :

" كانَ اللَّهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ " [البخاري] .

لكن ما معنى كان الله ؟ هذه كان تامة ، شيء لا يغيب عن أذهانكم ، الأفعال الناقصة كان وأخواتها ، لا تعني الحدث ، تعني الزمن فقط ، تقول : الجو ممطر ، مبتدأ وخبر إذا قلت كان الجو ممطراً ربطت هذا الإسناد إلى الماضي ، فكان أضافت زمناً ، ولم تضف حدثاً لكن كان نفسها تأتي تامة
هو " الأول " هو " الأول " بلا بداية ، وجوده أزلي أبدي ، والآخر بلا نهاية .

من توغل في أي شيء وصل في النهاية إلى الله تعالى :
الله عز وجل هو " الأول " هو أبطن من كل باطن ، فإذا توغلت في الشيء ، أي شيء إذا توغلت فيه تصل في النهاية إلى الله ، هذه البيضة من الدجاجة ، الدجاجة من البيضة تسلسل لا نهائي ، لكن لابدّ من أول دجاجة من خلقها ؟ هو الله، هذه مصيبة جاءتني عن طريق فلان ، فلان من خلقه ؟ الله عز وجل ، من أعطاه قوة فنال مني ؟ الله عز وجل ، من سمح له أن ينال مني ؟ الله عز وجل ، ما في إنسان بالأرض إذا ضُرب بعصا يحقد على العصا ، يكون أحمقاً .
لذلك الأقوياء عصي بيد الله ينتقم بهم ، ثم ينتقم منهم ، هذا المعنى التوحيدي يلغي الحقد ، الله عز وجل ما سلمك لأحد ، ولا يسلمك لأحد .

" وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ " [هود:123] .
علاقتك معه ، رزقك عنده ، سعادتك عنده ، سلامتك عنده ، نجاحك في بيتك عنده ، نجاحك بعملك عنده " وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ " [هود:123] .
ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، الأمة الإسلامية الآن بحاجة ماسة إلى التوحيد ، إلى أن ترى أن الله بيده كل شيء ، هؤلاء الأقوياء على الشبكية يبدو أنهم مالكون كل شيء ، لكن في الحقيقة ليسوا شيئاً .

" يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ " [الفتح:10] .

" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى " [الأنفال:17] .

الأقوياء عصي بيد الله ينتقم بهم ثم ينتقم منهم هذا المعنى التوحيدي يلغي الحقد.