.
.
.
إذا خيِّر الإنســــــــــان بين أفاضلٍ
تخيَّر منهم من له الفــضل ينسبُ
وأطـــــــــــرق عمّن دونه وأتى لهُ
لينهل منه الشَّـــــــهد إذ هو أطيبُ
فـــما حــــيلةٌ يأتي بــــها ليــــنالهُ
ويحظى بما يلقى لــــــديه ويكسبُ
سوى أنَّه قد شـــــقَّ طوعاً طريقهُ
إلى القلب هل هذا تُــــــــراه يقرِّبُ
يعـــــــــيش الفتى دهراً ويدرك أنَّهُ
لـــــــــيالٍ وأيـــــــــامٌ تُعدُّ وتحسبُ
فلم يبقَ منها غـــــــير ما كان يأتهِ
بشــــوقٍ ويفضي عنه وهو مرحَّبُ
وما ذاك إلا أنَّ للـــــــــــقلب حكمهُ
فللقلب ما يهــــــوى وما هو يطلبُ
وللقلب ما يرجـوه مهما تعالت الـ
ـمسافات إن كان المــــــراد محبَّبُ
أتيتك لا أرجوا ســــــــــواك وإنَّني
علمتُ بأني لــــــــستُ إلَّاك أرغبُ
فلا تحرمنِّي ما تمنَّـــــــــــيتُ نيلهُ
وتمنعني ذاك الذي كـــــــنتُ أرقبُ
فخيرك ســــــبَّاق وجودك نافــــــذٌ
وفضلك بـــــحرٌ ليس يفنيه مطلبُ
ومهما تعالى فــي المـطالب مطلبٌ
فأنت له أهــــــــلٌ وأنــــــت له أبُ
دعوت ُ إلا هي راجـــــــيا ومؤملاً
بأن يجعل التقوى لشخصك تنسبُ
وأن لا يريك الضــــرَّ في من تحبهُ
وأن يؤتك الخـيرات من حيث تطلبُ
.
.
.