عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2013, 06:41 PM
المشاركة 8
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حياك الله !
حين قلت لك:
منطقك هو منطق الخوارج لم أقل عليك غير ما أفادنا به لسان بنانك ، ألست بالقائل
(فالكفار الذين وصفهم الله في القرآن كفروا فضل الله عليهم أولاً، وأيضاً كفروا فضل الناس عليهم, فينافقون ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ويقولون أننا مصلحين، وهم بخلاء وكذابون وتحرِّكهم المصالح ويدَّعون الأخلاق ويمنعون الماعون ويعتدون ويقتلون ومختالون فخورون متكبرون..إلخ, ولا ينطبق الحكم إلا باكتمال الصفات على أي شيء. حتى الخلل العقدي عند الكافر أساسه أخلاقي لأنه مبني على جحود وعدم شكر, وهذا عدم أخلاق ونسبة للفضل إلى من ليس له الفضل. )
و هذا هو معتقد الخوارج نصاً ،و لم يبق منهم سوى الإباضية بدولة عُمان و بعض الأقليات بالجزائرو ليبيا.
فمعتقدكم الخارجي (الإباضي) يكفر العصاة من المسلمين تحت مُسمى ( كفر النعمة)
و كل ما فعلتَه _ أخي الكريم_ هو صياغة هذا المعتقد بالكفر الأخلاقي و شرحتـَه بأن كافرَ الفضل من قِبل الله و الفضل من قبل الناس كافر، و هو منطوق أسلافك.
و المؤمنُ بمثل ما تروجُ له _هنا_ يقسم الناس إلي صنفين لا ثالث لهم: مؤمن و كافر.
فالمؤمن هو كامل الصفات و الأخلاق، و الكافر هو ناقص الأخلاق و معدومها و بناءً على هذا الفهم الخاطئ لنصوص القرآن أدرجتم مرتكب الكبيرة من أهل القبلتين في عداد الكفار.


و اما تفسيرك النصيحة من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الدين النصيحة)بالإخلاص برهان آخر على كونك من الخوارج الآخذين بظاهر النص .
و إلا فالكلمة لها معنى لغوي و آخر اصطلاحي شرعي، و ما فهمه أهل السلف من ذلك الحديث من أن النصيحة ما يلي:
( وفي الحديث: إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم؛ قال ابن الأَثير: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له، فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها...) أي لا تفهم النصيحة كما تفهمها الإخلاص.
و بقية الحديث يفهم على ما فهمه السلف:
(
النصيحة لكتاب الله الإيمان بأنه كلام الله حقيقة نزل به جبريل على رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يشبهه شيء من كلام البشر ، وتعظيمه وتلاوته حق التلاوة والذب عنه والتصديق بأخباره والوقوف مع أحكامه وتحليل حلاله وتحريم حرامه و الإيمان بمتشابهه والعمل بمحكمه وتدبر معانيه والإعتبار بمواعظه وتعلمه وتعليمه ونشر فضائله وأسراره وحكمه والاشتغال بتفسيره وفق مراد الله ومراد رسوله ورد عنه إنتحال المبطلين وتحريف المبتدعين وغلو الغالين.

النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان به وتصديق أخباره وطاعة أوامره واجتناب نواهيه وتعزيره وتوقيره وتعظيمه حيا وميتا والذب عن سنته ونشر أحاديثه في الورى والرد على كل من أساء إليه وآذاه ، واتباعه في كل كبير وصغير وتقديم محبته على محبة النفس والولد والناس أجمعين وعدم الخروج على شريعته واعتقاد أنه سيد الخلق وخاتم الأنبياء ، وعدم إطرائه والغلو في محبته ورفعه فوق منزلته التي أنزله الله تعالى ، قال تعالى ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وقال ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )

النصيحة لولاة المسلمين السمع والطاعة لهم ومعاونتهم على الحق وتذكيرهم به وإعلامهم بما غفلوا عنه أو لم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتأليف قلوب المسلمين على طاعتهم والدعاء لهم في ظهر الغيب والصبر على أذاهم وجورهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين) رواه أحمد.
لنصيحة لولاة المسلمين السمع والطاعة لهم ومعاونتهم على الحق وتذكيرهم به وإعلامهم بما غفلوا عنه أو لم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتأليف قلوب المسلمين على طاعتهم والدعاء لهم في ظهر الغيب والصبر على أذاهم وجورهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين) رواه أحمد...)*

و قد ورد في شعر الإمام الشافعي نضَّر الله وجهه في شأن النصيحة:

“تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعطَ طاعة)
فهل أخطأ الشافعي في فهم النصيحة _حاشاه_ أم أنكم معاشر الخوارج تلوون أعناق النصوص لتوافق هواكم.
و شكراً.
_______
* من مقالة لـ
خالد بن سعود البليهد-عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا