عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2013, 08:41 PM
المشاركة 6
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أشكرك على كريم المداخلة.
و لكنك تنحى منحى الخوارج في إخراج الناس من الدين بسبب ما تسميه سوء الخلق.
و الإسلام هوية و ملة و كيان بنص القرآن_ لا كما زعمت هداك الله_ فالله يقول:
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).
و حتى لا يطول الكلام فيما لا فائدة فيه عندي لك جملة أسئلة:
ألم يقل الله تبارك و تعالى :
( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ( 102 ) التوبة
و السيئة خطيئة أو فساد أخلاقي كما زعمت ، فهل أخرج الله هؤلاء القوم من الإسلام أو من نطاق رحمته؟
ألم يقل الحق جلَّ في علاه في شأن من تخلف عن رسول الله في موطن من مواطن الإسلام و هي غزوة تبوك حين رغب بعض الصحابة بأنفسهم عن نفسه و تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(

لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
فهل صاروا كفارا لأنهم ارتكبوا هذه الخطيئة الأخلاقية؟


و أخيرا: إذا كان الإسلام _ كما تدعي _ هو الخلق الحسن حصراً ،و نقيضه _ أي الكفر_ سوء الخلق، فلماذا شرع الله الحدود
لماذا أوجد حد الزنا و حد السرقة و حد القتل؟أليست فعلة الزنا جريمة و السرقة جريمة و.....، و ما سمعنا أن الله و رسوله جعل الزاني المسلم كافرا أو السارق مرتدا، فمن أين لك ما أدعيت؟



أين ادعائي؟؟
كيف فهمت هذا أنت؟ هذا هو السؤال مع أني وضحت لك في الرد السابق وقلت :
((وليست الحكاية أنه من وقع في سوء الخلق صار كافراً، فسوء الخلق من الذنوب ))
ألم يكن هذا كافياً لتفهم أنني لست من الخوارج؟ لا ينبغي الاستعجال في التصنيف، فإذا قلت أن الدين أخلاق فكيف تفهم من هذا أن من يخطئ في الأخلاق يكفر؟ تقولني ما لم أقل!! هل يجوز هذا سامحك الله؟! أنت خرجت إلى موضوع آخر.

السؤال: هل الدين أخلاق أم لا؟ وليس ما حكم من وقع في سوء الأخلاق، فهذه قضية أخرى، وأنت خلطت بين قضيتيتن، فلم ترد على القضية الأولى المطروحة وأسهبت في الثانية التي لم تطرح، أنا طالبتك بأن تثبت أن الدين ليس أخلاق مع الخالق والمخلوقين، وأنت تركت هذا وقفزت إلى حكم من وقع في سوء الأخلاق، حتى تصل إلى التصنيف الذي تريد من الخوارج.

الحوار هداك الله هو أن تقف عند الفكرة نفسها ولا تقفز إلى الأمام ولا إلى الخلف ولا اليمين ولا اليسار، وقل أن فكرتي خطأ والدليل كذا، أو أنها صحيحة.

أنا ضد فكرة تكفير المسلم أصلاً؛ لأن الله هو من يكفر وليس نحن، فهو الأدرى بذنوب عباده وهو الذي يبلو السرائر، والإيمان والكفر في السرائر، قال تعالى {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإذا كان للزنا حدود والسرقة فهذا لا يعني أن الدين ليس أخلاقاً، بل هذه الحدود لحماية الأخلاق، فالزنا فساد أخلاقي بلا شك والسرقة لا جدال فيها.

كلمة "أخلاق" ترى أنها غريبة على الإسلام ، والمشكلة الأخرى تسميتك للإسلام بأنه "هوية" ، ولو كان الإسلام هوية لما وجد الحساب والعقاب، فكل مسلم يمتلك الهوية، فهويتك الوطنية لا تجعلك تحاسب هل أنت من هذا البلد أم لا، والجميع سواسية في الهوية، والآيات والأحاديث كثيرة عمن يكبون على وجوههم في النار وعمن يعذبون في قبورهم مع أنهم يتمتعون بالهوية، فتسمية الإسلام ملة لا يعني أنه هوية؛ لأن هذه الملة هي ملة الحنيفية، والحنيفية هي الميل عن الباطل إلى الحق، وهذا لا يسمى هوية وإنما يسمى اختياراً وعبادة لله، وليس كل من دخل في الملة مال عن الباطل إلى الحق في كل شيء، وإلا لكان الأمر سهلاً ولدخل حتى المنافق في الجنة لأن هويته الإسلام! لكن الله توعدهم بالدرك الأسفل من النار مع أنهم يتمتعون بالهوية!

الهوية يتساوى فيها الجميع ولا تفاوت فيها، بينما في الإسلام تفاوت وللإيمان درجات، وتطالبني بالنص على إثبات "أخلاق" ولا تطالب نفسك بالنص على إثبات كلمة "هوية" ! لأني أنا أنا وأنت أنت!

انظر إلى قوله تعالى: {لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} فهؤلاء دخلوا في الهوية بموجب وجهة نظرك لكنهم لم يدخلوا في دين الله حسب الأية ، الهوية تقدم للبشر أما الدين فهو لله، هناك فرق بين الهوية وبين الدين، والله ليس محتاجاً إلى الهوية لأنه يعرف السرائر، وأنا ذكرت لك ثلاثة فروق إلى الآن، والله لا يعبد بالهوية بل كل الحياة لله ، وانتبه أيضاً فلست أكفر من يؤمن بالهوية ، فالله أدرى بذنوب عباده وأدرى بسرائرهم .


و أخيرا: إذا كان الإسلام _ كما تدعي _ هو الخلق الحسن حصراً ،و نقيضه _ أي الكفر_ سوء الخلق، فلماذا شرع الله الحدود
لماذا أوجد حد الزنا و حد السرقة و حد القتل؟أليست فعلة الزنا جريمة و السرقة جريمة و.....، و ما سمعنا أن الله و رسوله جعل الزاني المسلم كافرا أو السارق مرتدا، فمن أين لك ما أدعيت؟
وأين ما ادعيت؟ إن كنت تقصد الحديث فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي قال (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) إذا كنت تعترض على هذا فاعترض على الرسول. أنا لم أتكلم عن التكفير أصلاً وأنت أقحمتني بالموضوع، لتخرج بالتصنيف الذي تريد، والله أمرنا بالتثبت قبل الاستعجال قال تعالى {فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة} والله هو من أمر بالتبين ولست أنا، حتى لا تقول أني أنا أدعي ذلك أيضاً ، ولا أقول أن الذي لا يتثبت كافر، أرجو أن تنتبه.

و لله درَّ الإمام ابن عقيل فيما أورده عنه ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
( إنما أهلك الإسلام طائفتان : الباطنية و الظاهرية)
ثم علق ابن الجوزي :
فالباطنية يقولون أن للدليل معنى غير ما تؤديه اللغة و تفهمه الناس لا يعرفه إلا هم، و الظاهرية أخذت كل نص على ظاهره فغلط الفريقان و الحق منزل بين المنزلتين.
معنى هذا الكلام فتح الباب للانتقائية، فمرة تأخذ في الظاهر ومرة تأخذ الباطن، والسؤال: من هذا الذي يختار ويتصرف كما يشاء وبلا منهج ثابت؟ فمرة يؤول ومرة يأخذ الظاهر، بينما الصراط المستقيم منهاج واضح ومستقيم، ووضوح المنهج من وضوح الرؤية، والمنهج الذي مرة يأخذ بالظاهر ومرة بالتأويل والباطن ليس منهجاً واضحاً.

قلت: ما رأيك لو جاء أحد على مثل فهمك و قال :
إن الدين هو النصيحة و من لم ينصح الناس فهو كافر لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( الدين النصيحة)، هل ستسلم له؟


و شكرا

النصيحة المقصودة في الحديث هي الإخلاص، بدليل باقي الحديث ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" ) فالنصيحة لله يعني الإخلاص له، وبالطبع أنها لا تعني أنك تنصح الله أو كتاب الله! وفي الآية {ونصحت لكم} ولم يقل (ونصحتكم) ، وقوله تعالى على لسان نبيه هود {وأنا لكم ناصح أمين} (الأعراف 68) أي مخلص، بدليل {أمين}.

وشكراً..