الموضوع: جان جاك روسو
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2011, 10:37 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الحرية في التربية عند جان جاك روسو



دراسة نوقشت في قسم أصول التربية جامعة دمشق
بإشراف أ ـ د- فاطمة الجيوشي

يقول الطالب يعد جان جاك روسو أحد أهم فلاسفة التنور الفرنسي، حيث بدأت الفلسفة الطبيعية بالانتشار على يديه في فرنسا ومن خلال هذه الفلسفة وجه روسو سهام النقد نحو شرورالحياة السياسية والاجتماعية ونحو أساليب التربية آنذاك، ولم يكتف روسو بالنقد بلوضع تصوراته العقلية لمجتمع تتحقق فيه الحرية ويربى أفراده تربية طبيعية تتحقق من خلالها الحرية.



ويقول الطالب: (إن مبادئ الحق السياسي تجد أصولها في كتابات روسو السياسية وكذلك فإن الحرية في التربية تجد منطلقها ومبادئها في كتاباته وخاصةً كتاب(إميل أو التربية) وكثيراً ما ردد روسو إنه يعتبر كتابه(العقد الاجتماعي) مع كتاب إميل (أحسن ما أهداه لبني البشر) ولقد سمي روسو - فيلسوف الحرية.



ويقول الطالب إن مفهوم الحرية من المفاهيم الأساسية في الفكر الإنساني، وهام جداً في الاتجاهات الفكرية والسياسية والتربوية الحديثة، وهو تحتل المكانة الأهم في فكرروسو وفلسفته وانعكست هذه الأهمية في فكره التربوي الذي وضعه في كتاب (إميل أوالتربية).



ويقول الطالب (إن هذا البحث هو إسهام في عملية التحليل التي تتناول فكر واحد من كبار المفكرين الذين أرسوا الدعائم الأولى للحرية في التربية.



ويقول: إن وضع جان جاك روسو أطروحته عن الحياة الطبيعية السابقة لظهور الدولة والقوانين مفتاح الدخول لفهم فلسفته السياسية والاجتماعية والتربوية وقد ضع روسو تصوراته لهذه الحالة في كتابه(أصل التفاوت بين الناس) حيث يضعنا روسو أمام مشروع أنثربولوجي لكنه مشروع فرضي يقول روسو (ليس بالهين تمييز ما هو أصلي عما هو صناعي في طبيعة الإنسان الحالية).



يقول الطالب: أدرك روسو العلاقة بين السياسة والتربية في كل العصور وقد تجلى هذا الإدراك بوضوح في كتاباته السياسية والتربوية على حدّ سواء لأن غاية المشروع السياسي والتربوي هو تحقيق الحرية في النهاية وتخليص الإنسان من العبودية.



لقد كانت المقالة الأولى لروسو (العلوم والفنون) بمثابة الإشارة إلى مشكلة فساد الأخلاق وغياب الحرية وأصابع الاتهام كانت موجهة للعلوم والفنون والفلسفة والسياسة معاً وبداية مشروع روسو التربوي السياسي كانت في (الاقتصاد والسياسة) فالتربية برمتها تربية وطنية ترمي إلى إعداد المواطن بفضائله القديمة، إنه المواطن والإنسان معاً، الحكومة تصنع المواطن، والتربية أداة صنعه، السياسة تربي والتربية تصنع السياسة أو المواطنين لان كل مواطن سياسي.



ويقول الطالب: إن الغاية من تربية المواطن عند روسو هي الحصول على الحرية والفضيلة معاً وللحصول على هاتين الثمرتين لابد من البدء من الطفولة، ومتابعة تربيتها حتى يصبح الطفل رجلاً والرجل هو الإنسان والمواطن بوقتٍ واحد، يقول روسو: لايمكن أن يكون هناك وطنية بلا حرية ولا حرية بلا فضيلة بلا مواطنين.



ويقول الطالب: التربية التي بشر بها روسو في(الاقتصاد السياسي) تربية قومية تشمل من نعيش معهم في إطار المواطنة وفي كتاب (إميل أو التربية) يظهر روسو وكأنه يقوم بمشروع تربية فردية من البداية إلى النهاية، وهي تربية طفل واحد في كنف الأسرة الأمر الذي يجعل هذه التربية متناقضة مع التربية التي تعرفنا عليها في (الاقتصاد السياسي) فما عزّز الاعتقاد أن روسو فردي في تربيته.



ويقول الطالب: إن روسو اتجه في تربية المواطن تربية أهلية أو تربية المواطن في المنزل، إن الحرية في التربية هي أن يعمل الإنسان ما يرغبه أو يريده وألا يريد المرء إلا ما يقدر على تنفيذه حيث يرى روسو أن لكل فعل حر سببين يتضافران على استحداثه أولهما سبب معنوي هو الإرادة التي تحدّد الفعل وتعينه، وثانيهما وهو القوة التي تنفذه فالحرية في التربية مرتبطة بالضرورة والمربي فيزيقي بوصفه ممثلاً للطبيعة تجسد الضرورة، يقول روسو لقد تحطمت بالنسبة لي كل قيود الرأي ولا أعرف قيداً سوى قيد الضرورة.. إيه يا معلمي أنت الذي حررتني حين علمتني الخضوع للضرورة.



يقول الطالب: الحرية حق طبيعي للإنسان عند روسو،لأن الإنسان ولد حراً، والتربية والنظم السياسية والاجتماعية والمسيحيه كانت في عهد روسو أداة ووسيلة لاستعباد الإنسان وتشويه طبيعته فلا سبيل إلى صون حرية الإنسان وتخليصه من الفساد إلا بتربيته منذ الولادة والتربية تبدأ من الولادة باعتبارهما عملية التحرير الحقيقية، والتربية ستكون منظومة الممارسات التي ستنتقل حرية الطفل من المفهوم الى الفعل ومن النظرية الى التطبيق.


يقول الطالب: من هنا يمكن اعتبارالمبادئ السابقة لفلسفة روسو التربوية بمثابة الشروط العامة التي تجعل الحرية في التربية ممكنة وبدونها ستبقى الحرية مجرد شعار لن تجد طريقة إلى التنفيذ كإضافة إلى ذلك لجأ روسو إلى تحديد شروط أخرى منها ما يخص المربي ومنها ما يخص الطفل والبيئة التي يعيش فيها، فالمربي يجب أن يكون حراً، عاقلاً، له روح عالية لا يباع ولا يشترى حيث يقول روسو من يود أن يسود الولد يجب أن يكون سيّد نفسه).



يقول الطالب: أن علاقة روسو مع (إميل أو التربية) تمت وفق عقد قوامة الطاعة الدائمة للمربي لكن من أين استمد روسو شرعية عقده مع إميل الذي يظهر منه أنه صادر حرية إميل.



يقول الطالب: لقد حدد روسو مفهوم الحرية بأنه التوازن بين الإرادة والقوة، فالرجل الحرهو الذي (يفعل ما يريد، وألا يريد أكثر مما يستطيع)، وتبدأ عملية تحويل الحرية من الإمكان إلى الفعل منذ ولادة إميل، وذلك من خلال قيام المربي بالدراسة العقلانية لاحتياجات الطبيعة وما تملكه من قدرات وقوى لمقابلة بينهما وتحديد تصور دقيق لنطاق الحرية المناسب لهذه الطبيعة حتى لا يأتي هذا النطاق فضفاضاً يدفع الطفل الى عالم الوهم ولا ضيقاً يشعر الطفل فيه بالقسر والعبودية.



يقول الطالب: أن مبدأ الحرية في التربية هو من إبداع روسو، لأن الحرية في التربية كانت قبله أحلاماً تربوية، ولم تتعدد حدود الإدانة والرفض لأشكال القسر والإكراه التي كانت سائدة في النظام التربوي، لكن روسو جعل الحرية في التربية أساس نظامه التربوي والهدف الدائم الذي يتحرك المربي نحوه ويسترشد به.. وإن روسو وجه الأنظار إلى الطبيعة وطالب بفهمها والاسترشاد بما تطلبه.



يقول الطالب: إن نظام الحرية في التربية عند روسو يسمح لكل طفل أن ينمو وفق قدراته دون أن يشعر بالإكراه، أي أنه يأخذ الفروق الفردية بالحسبان حيث يسير كل متعلم فيه حسب قدراته واهتمامه وجهده.. ولقد حرر نظام الحرية في التربية عند روسو عقول المربين والقائمين على النظام التربوي من كل النظم التربوية القديمة بما تحمله من تسلط وقسر في أسلوب الإدارة وتصميم المناهج، وطريقة التعلم، وجاء نظام الحرية عند روسو منسجماً مع النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي اتضحت معالمه في العقد الاجتماعي، وهو دولة جمهورية قائمة على التعاقد الحربين أفرادها يعرف كل مواطن حقوقه السياسية والاقتصادية، لا يتدخل في حرية الآخرين.



وبيّن روسو أن أي نظام للحرية لايمكن أن يقوم على أساس الطبيعة وحدها بل لا بدّ من وجود مثل أعلى تهتدي به الرغبات والأهواء الطبيعية كي تترقى وتنحو، وأن القيم الطبيعية لا تكفي لوحدها دون المثل الأعلى المتجسد في القيم العامة للجنس البشري التي اختارها الانسان في تقدمه نحو الحضارة.



ويقول الطالب: لقد أكد روسو أن الحرية في التربية في كل زمان ومكان لا يمكن أن تتحقق إلا بسيادة العقل وتنظيمه للرغبات والأهواء والشهوات، لأن العقل هو ماهية الإنسان والحرية معاً. وأكد روسو أن الحرية في التربية يتبادل التأثر والتأثير في النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري للمجتمع.



وأكد روسو أن الحرية الفردية لا يمكن أن تعيش وأن تُصان وأن يكون لها معنى إنساني ان لم تنم وتعيش داخل المجتمع، فالمجتمع هوالوسط الطبيعي للحرية الفردية.



ويرى الباحث: أن أفكار روسو تزداد قيمة من خلال إبراز الأثر الذي تركته في الفكر الفلسفي والسياسي والتربوي المعاصر واللاحق له، فقد ترك روسو في الفلسفة المثالية آثاراً لا تمحى حيث كان روسو مبشراً ومؤذناً للعديد من الأفكار الفلسفية والسياسية والتربوية.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)