عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2015, 11:12 PM
المشاركة 2
رغد نصيف
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

(7)
تلك مأساة أوجع من أختاها!!


نسأل و تنهال الإجابة كضربة قاضية تلقي بأحلامنا تحت أقدام القدر و نفقدها تباعاً, أخبرونا أننا سنمكث في سجن مخصص للمهاجرين غير الشرعيين و أن المدة ليست بقصيرة, وقتها لم نستوعب أقوالهم أعيانا الطريق بصعوباته و ألامه كنت بحاجة إلى راحة طويلة ثم أتكفل بالتفكير يبدو الأمر يتخذ طريقاً لم أسلكها من قبل و لم أخطط لها.


وزعونا على غرف كل غرفة تحمل في جوفها 4 أشخاص, كنا أنا و وصديقي و شخصين من باكستان, أعارني أحدهم ملابسه و فرحت بها رغم أني لم أرتدي غير ما يخصني كان زياً باكستاني عريضاً و بدوت بغير هيئة, في هذه الرحلة انتحلت عدة شخصيات لقد زرت مدنا و تعرفت بالكثير منهم من الهنود و الباكستانيين منهم من قضى 10 أشهر هنا أقل و أكثر, لكن إلى أين! ما هو مصيرنا يا ترى! وقتها أدركت إني سقطت في فخ و أن أحدهم سيشعل النار و يحرق مصيري و معه أحلامي على رأسها حبيبتي التي شعرت بفقداني لها, اتصلت بها وحدثتها عن مصيري هي بثت الهدوء حاولت جعلي أتقبل الأمر إلا أنها كانت في طور الصدمة و لم نكن على قيد الخير كان الخير بعيد لا جلبه صباح و لا رايته قريب.


بدأت أتعرف على السجناء و أغلب السوريين اتفقوا على رأي واحد أن بغضون أسبوع سنخرج كنت أدور كبندول بين كل هذه الاحتمالات, و عشت بعض الأيام كي اقتل الوقت لعبت الورق و بارزت بطل الشطرنج النيجيري كما ينادونه و بالتأكيد خسرت, تقبل الخسارة بات أمرا سهلاً.

مرَّ أسبوع ولم يحدث شي , وكأننا قطعة أثاث قديمة مرمية على الطرقات ولا يلاحظها احد , تذكرنا منظمة اللاجئين كانت قد ألقت على مسامعنا محاضرة في ساموس و أن احتجنا إلى شيء أن نتصل بهم تحدث معهم أحدنا واخبرونا أن نوكل محامي لنا, كان معنا شخص موكل أمره إلى محامي و ما لبث حتى خرج, و كنا نريد أن نتصل بالمحامي ذاته ليخرجنا من هذه الفوضى و اتفقنا معه خاصة أنا كنت أخشى المقابلة, اخبرني أنه سيساعدني. الذكريات عدوتي أصبحت أتذكر أيامي صور حبيبتي ابتسامتها و أحاديثنا, أهلي, حنين أمي و اجتماع الأقارب كانت طيوفهم تحوم حولي و تخنقني تطالبني العودة, آه يا وطني لمَ كل هذا العناء لو كان فيك الخير الكثير لكنت الآن أتجول في شوارعك, اشتقت لكل شيء لرغيف الخبز للتراب في وطني.

مرت أيام و لم يأتي خبر من المحامي و لا أي خبر, قررنا الاعتصام أننا لن نبقى هنا طويلاً في البداية لم التزم لكنني ألتزمت أخيراً و هم أيضا أخبرونا أن لقاءاتنا ستتم, لا يحق لهم حجز السوريين بسبب الحرب و كنت عراقي إذا علموا بجنسيتي سأغرق في السجن 45 يوم ثم أعود خالي الشعور إلى الوطن يا لها من عودة مشئومة.

(8)
الأخبار السيئة تأتي مسرعة



على حافة الهاوية المقابلة كانت الكابوس الأكبر الذي يهددني في هذه الفترة, الأخبار السيئة تأتي مسرعة و هكذا علمت أننا سنقابل شخص سوري صعب كثير الأسئلة و يدقق كثيراً يسأل عن الشوارع الأزقة, المدارس و المستشفيات وأنا لم أكن أعلم شيئاً , اتصلت بالمحامي لأعلمه بموضوع المقابلة فقام بنقض الاتفاق بعد أن تسلم أتعابه ثم تمركزت دائرة اليأس .

الاختبار ذكاء و أنا كفيل بيه, كنت أمام طريقين بعد ان تم تغير السوري في اليوم التالي وكانت المقابلة مع المصرية أو الرجل الروماني إلا أنني لم أفكر كثيراً حتى اخترت المصرية لما رأيته أن الجانب الأخر متشدد, حدث ما أزاح ارتباكي تشاجرت مع فلسطيني قبل المقابلة, اسود الكون في وجهي و قلت فليحدث ما يحدث. ما إن رأتني حتى قالت لي أنني لست بسوري استندت على الملفات السابقة أخبرتها و كيف علمتِ بهذا! أخبرتني أن أختار أي بلد أخر و أخبرتها كيف أبيع وطني, لامبالاتي المفرطة أقنعت حتى المحلل الذي يجلس بجانبها, أصبحت اكذب, أخبرتها إنني درست الفنون في مصر ثم قررت السفر إلى تركيا
-لماذا لم تدرس في العراق أو لبنان؟
-مصر أم الدنيا و الفن
و أخبرتها عن بعض الأماكن لا يعرفها إلا من توغل في شوارع مصر و كان منها, استفسرت عن المستمسكات أخبرتها أنها في حضرة البحر و لم أعد أملكها

-مع من كنت تسكن؟ (قالت)
-أسكن في شقة مع أصدقائي سوريين (أجبت)

ثم أخذت أدون معلومات عني أني سوري من دير الزور كتبت بعض الأسماء الوهمية مثل شوارع ومستشفيات في دير الزور مع لامبالاة مفرطة حتى و هي تكتب أسمي أخبرتها أن هنالك حرفاً ناقصاً في نهاية الكلمة, ختامها أني سوري و من دير الزور.

خرجت و قلبي يتطاير فرحاً, انجاز عظيم قمت بيه كل هذا و وصديقي مازال في الداخل يبدو أن الروماني كشفه لم يتعرف إلى أي المعلومات حتى النشيد الوطني السوري مع أنه أقام هناك لمدة! مرت الأيام عجاف لا مطر لا الأمل تساقط و لا أنا رأيت ثثباً من النور أبصر من خلاله, حتى أتى خبر بان 12 منا سيتنفسون الصعداء و كنت منهم و اسم صديقي لم يكن موجوداً, ودعته و أخبرته أنه سيخرج قريباً حصلت على أغراضي و إقامة الستة أشهر و زففت الأخبار إلى حبيبتي و أهلي.




أخيرا أنا خارج القضبان لي القدرة على أن أتنفس الهواء بالكمية التي أرغب, أن أغمض عيني و افتحها و السماء السقفي أن اطلب طعاما من الشارع أن أتحدث بلا قيود بلا أوامر, كل شيء قابل للتعويض إلا الحرية إذا اختصرت بحجرة تفتك بالروح و تلقي بها في غياهب الشرود البعيد فتغدو بلا إنسانية, السجون اختراع بشري قاسي.

الشوارع هنا تتسم بالحياة تلك الحياة التي لم أراه في وطني الحب هنا علني, الأزقة مشرعة على الشمس لا شيء يحجب الجمال, غلف السجن مخيلتي باتت النبتات الأرضية تثير في فكري التساؤل!



(9)
هروب أخر


طريق برية تستقبلنا و أخرى عن طريق البحر و أنا بدأت أتحمس اتفقنا مع مهرب جزائري, قضيت ثلاث أيام في حضرة أثينا أتجول في شوارعها استشعر وجودي فيها إلا أنها كانت عجوز تسارعت الأمراض إلى الفوز بها, بين أصحاب الهوى و المخدرات كانت تحتضر حتى بدت لي أبنيتها مهددة بالسقوط في أي لحظة أن تنهار هذه المدينة بمن فيها ذات غضب و تنقلب سعيراً على أصحابها.


بدأت رحلتنا بعد الثلاث أيام العصر تم الحجز بالقطار إلى منطقة تدعى سالونيك تبعد مسافة 600 كيلو عن أثينا بالقرب من الحدود المقدونيا وكان عددنا تقريبا 20 نفراً وكانت هناك رجلا سوريا وزوجته معنا, تحضرنا واجتمعنا الساعة 12 ليلا وانطلق القطار إلى سالونيك القطار كان يضج بنا نحن و السوريين و القلة من اليونان أعيانا السفر بات الوحش القاتل الذي يتناولنا ذات صباح و مساء كوجبة سريعة لغول كبير, لم أعد أحتمل الصور و التنقل و الوجوه الجديدة غربتي كانت بلا حدود لا وطن يحتضنني لا مستقبل ينتظرني بدأت أتشبث بأخر خيوط الأمل قطعت وعداً لنفسي أنني سأصل, وصلنا إلى سالونيك الساعة 6 فجرا وحجزنا في فندق لغاية الساعة 12 ,اتصل بنا المهرب لنجهز أنفسنا ونذهب إلى محطة الباص لننتقل إلى قرية تبعد عن الحدود 30 كيلو وصلنا إلى القرية الساعة الثالثة ظهراً وبدأ مشوار التهريب.


علينا أن نقطع مسافة 30 كم و أكثر إلى الحدود مشيا وبعدها ينقلنا المهرب إلى داخل مقدونيا عبر السيارة ثم نكمل طريقنا راجلين و المبلغ لهذه المهمة 1500 يوروا.


أي شجاعة تدفعك لفعل كل هذا, رحلة على ألواح خشبية منفصلة تربطها خيوط العنكبوت و أمالنا و كان لها أن تسقطنا في أي لحظة و نسلم أرواحنا للموت الذي ينتظرنا في القرب ما يسبقها سرنا على طريق من الحصا سكة قطار كانت ترحب بنا كنا مجرد عابري سبيل و السبيل مفقود مفقود.

بعد إن قطعنا هذه المسافة وأصبحنا على الحدود المقدونيا , حلت علينا غيمة الشرطة المقدونية و تناثرنا كأخر حبات لؤلؤ يربطها خيط رفيع لا يحتمل العناء, ثم فشلنا للمرة التي لم أعدها .

ها أنا اعبر البحور و أضغط على قلبي فأعصره ألما من أجلك حبيبتي يحدث أن أحدث روحي بلا صوت فقط أخبر أعماقي أني لا افعل هذا من أجلي فقط أنه قلب حي و أوصال المحبة مرتبطة بيه .

عدد من المجموعة لم يعودوا و نحن قررنا أن نبيت في الغابة أن نأخذ باص إلى عاصمة مقدونيا في اليوم التالي و هناك لن يستطيعوا أن يعيدونا إلى الحدود اليونانية سنكون بخير, فقدت حقيبتي و أنا أركض عندما ظهرت الشرطة قررت أن أعيدها في اليوم التالي أنا و رفيقي في هذه الرحلة حدث أن نقرر السير في طريق لعله الطريق السليم و أخذنا نعبر طرقاً منها تعود للنفايات و أخرى عادية حتى أستقر بنا الوضع على طريق سريع فمشنا مسافة 50 كيلو متر فوصلنا إلى محطة وقود هناك قررنا أن نبيت من شدة الإعياء و التعب والبرد, و قررنا أن نتخذ المرافق الصحية ملجأً فرشنا الأرض بالمناديل البيضاء و قضينا ليلة لم أكن نفسي سأهبط إلى هذا المستوى لقد رأيت الجحيم.

في الصباح كان علينا العودة إلى البداية من شده التعب سلمنا أنفسنا إلى الشرطة المقدونيا و أرجعونا إلى الحدود و كأنها الطرق تدور بنا ما بالها الأيام تعادينا, عدنا إلى أصدقائنا و أخبرناهم أنا كنا في قبضة الشرطة, استقلنا قطار إلى سالونك ثم اثنا و شقة أستقر فيها 9 من الأشخاص و أنا, قررت أن أتخذ طريقاً أخر و أتفق مع مهرب أخر عن طريق ألبانيا, و كان علي أن أقطع طريقا في الباص إلى منطقة تدعى أنينا, حتى الطقس بدأ يعبر عن غضبه أن الدنيا كانت لعنة على من هم أمثالي كل شيء كان ضدي حتى خرج لي صوت حبيبتي من سماعة الهاتف و تشكلت أمامي حورية من البحار الأسطورية وقتها سافرنا مع الحب رحلة أنعشت حواسي و خلقت لي عالماً وردياً كفيلاً بالعيش.

(10)
مجزرة جماعية و لا موت مَنسي


الوضع المريب أجبرني على العودة إلى أثينا لا قدرة لي على السير في طريق وحدي, مجزرة جماعية و لا موت مَنسي. طريقة أخرى لعلها تنفع, قررنا أن نرحل عن طريق العجلات الهوائية أنا و من معي ابتعناها من أول منطقة في مقدونيا بعد أن عاودنا الطريق مشيا إلى حدود مقدونيا و انطلقنا متفرقين قطعنا طريقاً و مررنا بقرية ومشتنا لمده 5 ساعات ثم ما لبثنا نلتقط أنفاسنا حتى جاورتنا سيارة شرطة تحمل في صندوقها اثنين من الذين كانوا معي يبدو أنهم مروا بمحطة وقود لشراء الماء و تم التبليغ عنهم, لم تسعفني أي حسرة أني أحترق, أحترق هما و جوعاً وخوفاً و قلة حيلة.


الوطن نعمة ندركها عند فقدانها و هذا ما حدث معي أنا الذي خرجت طوعاً, أخذني الشوق إلى دهاليز الذاكرة ها أنا أطوف زقاقاً جمعني بأصحابي و هذه مائدة تعود لأهلي و هذه الابتسامة تعود لحبيبتي كل شيء في عراقي كان جميلاً و لسوء الحظ كان غائباً عن بصري إلا أنني أراه الآن جيداً و كأنني أعيشه لحظة بلحظة.

لنعاود المحاولة, و هكذا كانت الخطة أن نرحل من جديد و راجلين من اثينا بدأ يهاجمني التعب قدماي انزلقت لم تعودان لي, كل شيء فيَّ يصرخ بألم, كنت وحيداً في عين نفسي و العالم أنا وحيد بقيود الوجع على أبواب المرض, حتى أنني تجرأت و أخذت سيجارة من رفيق لي (من الحشيش) مادة مخدرة لعلها تسرق الألم لعلني أفقد شعوري بكل شيء, قررنا أن نستقر في الغابة التي تضج بالحياة مدينة مصغرة و كأنها لعبة و لم أعلم من كان يتحكم بهم إلا أنه القدر لم يكن في صوبي لقد تلاعب بي أيضا. كانت رحلة غريبة في حضرة الغابة و الشرطة وحوش تفترسنا تهدد مصيرنا ما لبثوا حتى فرقوا جمعنا و عدنا لنكمل الطريق حتى أستقر بنا الأمر إلى العودة و فقدنا جزء من أموالنا, رافقني الحظ السيئ يبدو أنه أصبح قريني.

(11)

نيرانُك يابلادي اروعُ من جنات الخلود
فٓفيك رآيتُ الحزنٓ و الفرحٓ و الاملٓ الموعود
فكيفٓ هٓجرتُك وٓعذابُك اجملُ من دول اللجُوء

#صفاء

ها هي قواي تخونني ككل شيء حتى حبيبتي تغيرت نبرة صوتها و أحاديثها يبدو أنها ممتعضة جداً لا بأس سنجتمع و سأحمل معي الرضا, اتصلت بأهلي بالأصحاب و كم اشتهيت عودة تلثم الجراح التي خلفتها في روحي هذه الرحلة, و اتخذت قرار العودة بعد أن خارت قواي كي لا أفقد نفسي حتى أخر رمق.

زرت السفارة العراقية هناك و جميع مستمسكاتِ كانت بين يدي بعد أن بلغت أهلي, و قررت أن أطير إلى اسطنبول ثم العراق.


آه يا وطني ما أعذبك في طريق العودة كان الخيال رفيقي يجلس بجانبي و يبتسم لي ابتسامات متقطعة كنت قد أبحرت في النعيم الذي ينتظرني بين أهلي و حبيبتي ما من فراق أخر و لا غربة تجهض ليال الفرح.


أعددت مفاجأة فحصلت على فاجعة, اتصلت بحبيبتي ما أن وصلت إلى البيت و كان الرد "حمداً لله انك بخير اطمئن قلبي عليك و أرجوك أن لا تتصل مرة أخرى" !! اصطفت علامات التعجب يتلوها الاستفهام من أجلك فعلت كل هذا, من أجلكِ فقط أنا في حالي هذا يبكيني الصخر تعانقني الأرواح الميتة, سرعان ما غادرت روحي مع كلماتها لقد سحقتني في لحظة واحدة.

بعد فترة وجيزة علمت بأمر خطبتها, لم أكن أملك القوة إلا أن ازلل ذاتي و أغلق المنافذ لم يعد يهمني ليل و لا نهار, كل شيء بات روتيناً مملاً و كل الناس أعدائي بعد أن رحلت حبيبتي من سيكون رحيماً بي و يا وجع أيامي بعدكِ, رحلتِ مخلفة في روحي حطام سنوات من عشق لقد كانت مملكة قائمة على عطرك تبثين فيها الحياة الآن تسكنها خفافيش الظلام, السواد يليق بك حبيبتي الألم يليق بي و نلتقي في كابوس تغادريني أنتحب و أسقط أرضا أنني أحتضر, ليته البحر نال من أنفاسي ليتني أوجعت قلبكِ و بات الأمر عادياً و اختاري أي حياة بعدي, لعله البحر بأمواجه و البر بتلاله و خطورته أرحم من فعلكِ الذي اهتز له كياني, إني أحتضر اليوم و كل يوم أنني مازلت على قيد حبك إلا إنني في طريقي إلى النسيان, أعبر ذات الطريق الذي تعبرين.



(12)
لا شيء

القدر لم يكن دوماً عازفاً على وتر الحُلم الذي يطوقنا بل أغلبه كان كافراً بنا و كأننا لا شيء يذكر و أن جل دعواتنا هباء منثورا، و الكثير من الأمال لم تكن سوى كذبة كل يوم و زاد فشلنا الا أننا لا نرى الا على نطاق ضيق جداً لا يتقبل أن الحائط فيه باب ما يتسلل منه النور و تعبر من خلاله وصايا الخير.


هي لم تكن ملاكاً بل فطرتي هي الملاك صدقي زين لي رؤية اخرى بعيدة عن الواقع، بعد رحيلي عنها يبدو أن الضجر طوقها فأتخذت غيري خليلاً ما أوجع أن تُستبدل بأخر و أنت بمرتبة حبيب! الا أنها لم تكن سوى كذبة صالحة للكفر بها حتى اصبح نسيانها واجب.


ها أنا أقترب منها أنوي أن أخطفها من فكي الخوف الا أنها كانت ترتحل الى جوف الحوت و لم تعترف انها كانت من الظالمين، كل شيء بائس قوة تمسكي و أفلاتها لحبل الوصل.


وجدتني هستيريا تقتحم قاعتها تخبرها أنها كاذبة، ترى لماذا نخبر الكاذبين بكذبهم نحن نتخلص منهم و من ذنوبهم لا تقوى أرواحنا على أن تحمل أوزارهم، و بصوت جهور أخبرتها أنني على علم أنها كانت مأساتي بصور عديدة و أنا اريدها و لا أحصل عليها و أنا لا اريدها ما تركتني الا و أنا قوي جداً، ها هو القدر يثبت بصمته في قصتي و كأنني أبنه اليتيم يظهر و يختفي كشبح في حُلم.


من السخرية أن أشعر بالسعادة اليوم بعد أن علمت أنكِ كذبت على قلبي و أنتِ تخبريني أن ابتعد خوفاً من اهلك و أنت تتخذين غيري خليلاً فقط بسبب وصية صديقتكِ، من الألم أن تدافعي عنه و أنا الذي أفنيت العمر من اجلكِ، من القُبح أن تشتكي لدى ادارة الكُلية التي تجمعنا.


ها أنا اليوم اقلب عليكِ الكون و أدعكِ ترتجفين بين كفتي العدل، و ها أنت لا تتكلمين الا قليلاً لا تملكين البرهان و أنا قابلتك ببهتان كنت قد زرعت لك شجرة كاذبة تخبرك أن لدي مستندات أني سأقلب الكون على راسك و لغباء الموقف أنت صدقتني ها هو الكذب ينقلب على الكاذب و ها أنا أخرج بكامل أمالي، ها أنت تعتذرين ما أروع نظرة الانكسار في عينيكِ الا انها لا تفي بالغرض لا تضاهي الفاجعة التي اصابتني بسببك و من اجلك، أنا من أخبرتكِ ان نسيانكِ مستحيل و كوني من بعدكِ لا شيء أصبحت اليوم شخصاً أخر جعلكِ درساً قابلاً للتصفح أن يتعلم منه القوم حكمة و ها أنا اخرج من جرحي لأرى النور من جديد و لحسن الحظ أنني لم أعبر تلك البحار السبع و اصل الى الضفة الاخر أتعلمين ما كان ليحصل سأصل بمفردي و أنتِ هنا تشعرين بالسعادة سأعتصر الماً بعيداً عن أهلي و أصحابي لكنني اليوم معهم و ها أنتِ خارج قوس خارج قلب في قبضة قدر اؤمن بقوته و حسنه.

,,وَ أَتَكحلُ بِكَ لأنكَ عَزائيَ الأَسودْ,!!

https://www.facebook.com/pages/Ragha...5084772?ref=hl