الموضوع: من بلاغة العرب
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
6078
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
08-18-2011, 08:48 AM
المشاركة 1
08-18-2011, 08:48 AM
المشاركة 1
افتراضي من بلاغة العرب
عبدالله علي باسودان


من بلاغة العرب في عصرما قبل الإسلام

وصية أ كثم بن صيفي لرهطه :

"يا بني تميم لا يفوتكم وعظي وإن فاتكم الدهر بنفسي إن بين حيزومي وصدري لكلاماً لا أجد له مواقع إلا أسماعكم ولا مقاراً إلا قلوبكم فتلّقوه بأسماع مصغية وقلوب واعية تحمدوا مغبته. الهوى يقظان والعقل راقد، والشهوات مطلقة والحزم معقول، والنفس مهملة والرويِّة مقيدة ومن جهة التواني ترك الرويِّة يتلف الحزم، ولن يعدم المشاور مرشداً والمستبد برأيه موقوف على مداحض الزلل
ومن سمع سُمِع ومصارع الرجال تحت بروق الطمع ولو اعتبرت مواقع المحن ما وجدت إلا في مقاتل الكرام وعلى الاعتبار طريق الرشاد ومن سلك الجدد أمن العثار ولن يعدم الحسود أن يتعب قلبه ويشغل فكره ويورث غيظه ولا تجاوز مضرته نفسه.
يا بني تميم الصبر على جرع الحلم أعذب من جني ثمر الندامة ومن جعل عرضه دون ماله استهدف للذم، وكلم اللسان أنكى من كلم السنان والكلمة مرهونة مالم تنجم من الفم فإذا نجمت مزجت، فهي أسد مجـَّرب أو نار تلهب، ورأي الناصح اللبيب دليل، ونفاذ الرأي في الحرب أجدى من الطعن والضرب ."

وصية عمرو بن كلثوم لبنيه :

يا بني إني قد بلغتُ من العمر مالم يبلغ أحد من آبائي وأجدادي ولابد من أمر مقتبل، وإن ينزل بي ما نزل بالآباء والأجداد والأمهات والأولاد فاحفظوا عني ما أوصيكم به :

"إني والله ما عيّرت رجلاً قط أمراً إلا عُيّر بي مثله، إن حقاً فحقاً وإن باطلاً فباطلاً، ومن سبّ سُبّ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لأعراضكم، وصلوا أرحامكم تعمر داركم، وأكرموا جاركم يحسن ثناؤكم، وزوجوا بنات العم بأولاد العم فإن تعديتم بهن إلى الغرباء فلا تألوا بهن الأكفاء.
وابعدوا بيت النساء من بيوت الرجال فإنه أغض للبصر وأعف للذكر، ومتى كانت المعاينة واللقاء ففي ذلك داء من الأدواء، ولا خير فيمن لا يغار لغيره كما يغار لنفسه، وقلَ من انتهك حرمة لغيره إلا انتهكت حرمته،
وامنعوا القريب من ظلم الغريب فإنك تذل على قريبك، ولا يحل بك ذل غريبك، وإذا تنازعتم في الدماء فلا يكن حقكم للقاء، فرب رجل خير من ألف، وود خير من خلف، وإذا حُدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا فإن مع الإكثار يكون الإهذار،
وموت عاجل خير من ضني آجل، وما بكيت من زمان إلا دهاني بعده زمان، وربما شجاني من لم يكن أمره عناني، ما عجبت من أحدوثة إلا رأيت بعدها أعجوبة، واعلموا أن أشجع القوم العطوف،
خيرالموت تحت ظلال السيوف، ولا خير فيمن لا رويـَّة له عند الغضب ولا فيما إذا عوتب لم يعتب،
ومن الناس من لا يُرجى خيره ولا يخاف شره فبكؤه خير من درَه وعقوقه خير من بره، ولا تبرحوا في حبكم فإنه من أبرح في حب آل ذلك إلى قبيح بغض، قد زراني إنسان وزرته فانقلب الدهر بنا فبرته واعلموا أن الحكم سليم، وأن السيف كليم إني لم أمت ولكن هرمتُ ودخلتني ذلة فسكتُ وضعف قلبي فأهترت سلمكم ربكم وحياكم."