أتأمَنَنّ لدنيا غدرها عمَمُ = والخيرُ فيها جوادٌ ما له قَدَمُ
لم تعطِ إلا لمنْ بالذلِّ يصحبها = حتّى إذا تمّم البنيانَ ينهدمُ
مثل العروسِ بهاء في تزيّنها = والروحُ سوءٌ بها والنكْثُ والعقمُ
الناس فيها سكارى والردى يقَظٌ = والذكرياتُ شجونٌ والصبا حلمُ
العمرُ كدّ لمجهولٍ وأمنية = والشيبُ ضرٌّ وتنبيهٌ ومختتمُ
كالخصب بغْرٌ سقاه والربيعُ زها = تُبنى الأماني ويجني ريعَها عرمُ
قد قايضوا الدين بالدنيا فما ربحوا = وكيف يربحُ من في فمهِ الطُعمُ
مثل النجوم قريبات وقد جُمعت = وَهُنْ بعادٌ كأنْ ما ضمّها سدمُ
لصاحب الحقِّ لم يقفوا وإن فقهوا = وللعتاةِ همُ الخدّام والحشمُ
في الصدر غلّ ولكن ضرسهم ضحك = مثل الضواري جياعا حين تبتسمُ