عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2013, 09:23 PM
المشاركة 14
حنان آدم
مداد فكر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخ الكريم : حامد الشّريف ,

ورد َ في المعجم اللُّغوي :[ مثابر - مُثَابِرٌ :
جمع : ون ، ات . [ ث ب ر ]. ( فاعل مِنْ ثَابَرَ ). " مُثَابِرٌ عَلَى العَمَلِ " : مُوَاظِبٌ ، مُدَاوِمٌ عَلَيْهِ . ]
وهذا مقصدي , جدُّك في الكتابة ولزومك لها بأي شكل ٍ كانت به .

لم أعلم أنّه مرت بك أزمات مثل هذه , ولكنّها تمرّ بأي صاحب مبدأ يثبت عليه رغم العوائق والعلائق الّتي يواجهها , فلا عليكم

في الجزئية التالية كنت أكثر وضوحاً في الانتقاص من النص الذي برأيك كان إحساساً رائعاً عبرت عنه المعاني وعجزت المفردات التي استخدمتها عن ايصاله وهنا تنتابني الحيرة مرة أخرى هل تستطيع كلمات لا تتصف بالجمال الشعري أن توصل إحساس وتحقق معاني تفيض بالمشاعر الصادقة على سوئها ؟
أي نعم المعاني كانت جليّة واضحة , لكن قوالبها والمفردات شعرت أنّها عجزت قليلاً عن الإحاطة بها
وهذا ليس انتقاص , بل هو مجرّد إبداء رأي , وجهة نظر , تحتمل الأخذ والرّد ولا تحتمل فرضها عليك
وها قد أوضحتُ لك ما أسميْتَهُ أنت تناقضا ً , أرجو أن تكون فهمت مقصدي واتّضح لك .

في الجزئية الأخيرة كان وصفك للمقالات والقصص بأنها جامدة فإن كنت تصفين كتاباتي بهذا الوصف فلك كل الحق لأنني ربما غير قادر على زرع الإحساس بين ثنايا السطور وكتاباتي على عمومها جامدة وليس بها أي احساس
حضرتك , لم أقل أبداً أنّك كذلك في رأيي السابق , وعد له تجدني قلت :
"ومنهجيّتها بها بعض الجمود بخلاف سلاسة الأدب وانسياب الشّعر , وهذا سيغزر الإحساس عند ويصبح وفيرا ً , ويكثر من مفرداتك الادبية حتّى تستطيع أن تلبس إحساسك منها ما تشاء"

منهجيّة هذا النّوع من الادب في رأيي ( القصص والمقالات ) بها بعض الجمود لأنّ لها حبكات معيّنة لا بد ّ من توافر عناصر القصّة مثلا كاملة , وكذا المقالة ,, بخلاف الخاطرة الحرّة .. لا تتقيّد بشيء من هذا

ولكن أن يوصف أدب القصة بهذا الوصف فأنا لا أوافقك أبداً فالقصة مسرحاً رائعاً للأحاسيس البشرية والتجاذبات النفسية وقد يكون وقعها أكبر في التواصل مع أحاسيسنا ومشاعرنا ــ حتى من الشعر الذي تقيده قوالب العروض والقافية والموسيقى الشعرية ــ إذا صاغها فنان مرهف الحس أجاد توظيف الأحرف لصنع الكلمات التي تقطر ابداعاً وتفيض بالمشاعر والأحاسيس وكثير هي القصص التي تستمطر عيوننا دمعاً سخياً ، وهناك فرق بين قصة ابداعية وقصص عادية جداً من الظلم أن تدرج ضمن أدب القصة ولعل ما أكتب يصنف من هذا النوع الذي يخلو من أي احساس ويحق لك أن تصفيه بالجمود
ردّي في الأعلى يوضّح رأيي فيما قلت , لكن أعقّب هنا على كلامك " ما أكتب يصنّف من النوع الذي يخلو من الإحساس "
لم أقل هذا أبدا ً ولم أعْنه ِ , فتوخّ الدقّة من فضلك وابسط في فهمك لكلامي لأنّي ما أردت انتقاصا ً أو معايبة لك بل جلّ الذي كتبته لك
كان رأي ارتأيته , وشعور أحسسته فيما كتبت أنت .


في النهاية أختي حنان ليس ذنبي أن لا أجد من يبصرني بأخطائي ولا تتوقعي مني من خلال مطالعاتي أن أستطيع تقييم تجاربي فالنفس البشرية في نهاية الأمر أكبر المنافقين لصاحبها لذلك قالوا قديماً الإنسان مرآة أخيه
نعم , هذا في الغالب , لكن لن نُعدم المخلصين بإذن الله في خير الأمم أمّتنا ,
وأي ْ نعم لا يُكتفى أحد ٌ بنفسه , " وجلعنا بعضكم لبعض سخريا " والمؤمن بأخيه كثير .

على العموم إن كنت صادقة في كل ما كتبت وأنا أراهن على صدقك وسعيك للصالح العام فأنا أرجوك أن تنتقدي هذا النص نقداً أدبياً يظهر ما أعوج منه ويحاول اصلاح ما كسر منه وسأكون لك من الشاكرين وأنا أعدك إن كانت محاولاتي هذه لا ترقى للشعر بأنني سأبتعد وعندي استعداد كبير للتوقف إما نهائياً أو مؤقتاً للاستزادة من العلم قبل خوض أي تجربة أخرى لأنني في النهاية أصنف نفسي على أنني متطفل على الأدب عموماً ولو كان الأدب رجلاً لأبعدني من ساحته من وقت بعيد
أشكر لك كريم َ خلقك , وللحق ّ هذا هو نقدي فقط لا اكثر ولا أقل ّ لأني لست بناقدة بالمعنى المعروف , أنا مجرّد قارئة متذوّقة لما أقرأ , فأبدي رأيي بما يمليه علي إحساسي وشعوري بالنّص الّذي أمامي وقليل علمي باللغة العربية .
ولا , لا تتوقّف , لديك موْهبة ما شاء الله ظاهرة بقوّة , استمرّ أكثر وأكثر وستُوفّق بإذن الله مع الحرص

شاكرة لك كل ّ ما أسديت - تقديري

سوسنة الكنانة