عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
16

المشاهدات
3042
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
03-17-2020, 06:07 PM
المشاركة 1
03-17-2020, 06:07 PM
المشاركة 1
افتراضي كورونا رسالة .. نتمنى ألا تُـــرد إلى الراسل
[justify]

كورونا رسالة .. نتمنى ألا تُـــرد إلى الراسل
فى أحد العمليات العسكرية تم اكتشاف سيارة مفخخة قبل انفجارها وبالطبع تم جلب خبير المتفجرات لمعالجة الموقف ووقفت الآليات العسكرية على مبعدة تراقب الموقف , وجاء الخبير وهو يرتدى الزي المصفح بالغ الثقل ليفتح حقيبة السيارة ويخرج أدواته ..
وفوجئ فريق المراقبة بالخبير يتراجع قليلا ثم يبدأ فى خلع الرداء الواقي تماما ويبدأ العمل في تفكيك القنبلة !!
هنا هرع إليه المراقبون ليسألوه عن موقفه الجنونى ولماذا خلع رداءه الواقي وهو يعمل على تفكيك القنبلة , فنظر إليهم ببساطة قائلا :
( كمية المتفجرات فى السيارة كافية لمحو المنطقة بأكملها لو انفجرت , لهذا فلو فشلت فى تفكيكها فلن ينفعنى الرداء الواقي فهو أشبه بورقة بلاستيك بالنسبة لقوة القنبلة , ولهذا فضلت التحرر من الرداء الثقيل لأصبح أخف حركة وأضاعف فرصة النجاح فلو نجحت لن أحتاجه , ولو فشلت فلن ينفعنى )
وهذه المقولة ترجمة صحيحة تماما فى مواجهة ما لا قبل لنا به , فما تواجهه الأرض الآن من حرب كورونا أقوى من كل تحصين , والأخذ بالأسباب وحده لن يكفي ,
لذلك ففيروس كرورنا يحمل رسالة حقيقية نتمنى حقا أن ينتبه لها الجميع لأن الأرض بأكملها لن تحتمل عواقب رفض الرسالة وردها على الراسل ..

هذه الرسالة فى عدة نقاط ..
* البلاء العام هذه المرة يعم الأرض بشكل كامل وكاسح وأنا لا أعلم واقعة فى التاريخ عمت كل ثقب إبرة على وجه الأرض مثل كورونا إلا طوفان نوح عليه السلام , فإذا عدنا لعقوبة الطوفان التى عمت الأرض سنكتشف أنها كانت عقابا فريدا وشاملا لأن الأرض وقتها عمها الشرك والنكران تماما اللهم إلا بقية قوم نوح الذين ركبوا معه , وهذه دلالة لا تغيب عن عاقل إن تأملنا ما يحدث بالعالم منذ عام 2011 وحتى اليوم بعد أن تحققت مقولة مصطفي محمود فى أن العصر عصر الجنون فعلا وأصبحت حياة ملايين البشر مجرد ورقة رهان أو ورقة ربح لمد خط أنابيب بترول , وأصبح تشريد وقتل الملايين على الهوية فى كافة أصقاع الأرض مجرد خيار سياسي لقادة العالم لا يمثل إلا خبرا من عدة سطور فى وكالات الأنباء ‍!
* هذه الكارثة تزامنت مع عدة مشاهد كان أشدها على الإطلاق فراغ البيت الحرام من الطائفين حتى لو لوقت محدود , فأعمى القلب والبصيرة فقط هو الذى يغفل عن دلالة هذا , ورغم أن الطواف والصلاة بالحرم تم منعها عبر التاريخ لكوارث حروب وما شاكلها إلا أن خلو الحرم وقتئذ ومنع الحج فى هجمات القرامطة والصليبيين كانت دلالته مختلفة تماما لأن المسلمين كانوا وقتها يجاهدون قدر طاقتهم ومنعهم عن الحرم حدث الدفاع عنه , أما اليوم فمنع الحرم بسبب كورونا لا يذكرنى إلا بالطير الأبابيل التى منعت جيش إبرهة عن بيته والفارق أننا نحن المسلمون اليوم أصبحنا مكان إبرهة وجيشه فطردنا رب العالمين منه كأقل جزاء مستحق لعصر الجنون الذى نعيشه بعد أن جاء لبيته الحرام المتردية والنطيحة والموقوذة وما أكل السبع !
* النقطة الثانية تتمثل فى حكمة الله من البلاء أصلا , وهى حكمة بسيطة جدا فالله يقرر البلاء على الناس ليتضرعوا إليه وينزعون إلي اللجوء إليه والإعتراف بجريمتهم مصداقا لقوله تعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ )
فلنا أن نتخيل مدى كفر الإنسان وجبروته إذا تم إهمال هذه الرسالة واستمر حثالة البشر بيننا من دعاة الظلم والعلمانية والإلحاد فى غيهم وجبروتهم بينما رب العزة لم يطلب منا ومنهم إلا أمرا واحد , الإقرار والخضوع والندم !
ولنا أن نتخيل العواقب إذا زاد الإصرار والغى والمهازل التى حدثت طيلة السنوات السابقة من العبث بكل معتقدات المسلمين وثوابتهم , فعندئذ سنكون كمن رد الرسالة على صاحبها عز وجل , والله أعلم حينها بالعاقبة[/justify]