الموضوع: قصيدة رثاء
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
3023
 
سعيد النوتكي
من آل منابر ثقافية

سعيد النوتكي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
8

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة

رقم العضوية
10474
10-02-2011, 08:21 PM
المشاركة 1
10-02-2011, 08:21 PM
المشاركة 1
افتراضي قصيدة رثاء
إَلَهِي مَلِيكَ الخَلْقِ يَا مَالِكَ الأَمْرِ
لَكَ الحَمْدُ فِي السَّرَّا لَكَ الحَمْدُ فِي الضُّرِّ

لَكَ الحَمْدُ فِي المَحْيَا لَكَ الحَمْدُ فِي الفَنَا
لَكَ الحَمْدُ فِي المَهْدِ لَكَ الحَمْدُ فِي القَبْرِ

لَكَ الحَمْدُ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ دَائِمًا
يَفُوقُ عَلَى كُلِّ المَحَامِدِ وَالشُّكْرِ

لَكَ الرُّوحُ وَالمَسْكُونُ بِالرُّوحِ كُلُّهُمْ
لَكَ الأَرْضُ وَالمَدْفُونُ فِي بَطْنِهَا القَفْرِ

وَمَنْ فَوْقَهَا مِنْ سَابِحٍ وَمُسَبِّحٍ
وَمَا عَاشَ فِي عُمْقِ البُحَيْرَةِ وَالنَّهْرِ

لَكَ الطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مُسَبِّحٌ
لَكَ الحُوتُ يَا اللهُ فِي ظُلْمَةِ البَحْرِ

وَمَا تَحْتَهُ مِنْ كَائِنٍ غَابَ شَخْصُهُ
وَمَا فَوْقَهُ مِنْ مَاخِرِ السُّفْنِ إِذْ تَجْرِي

وَيَا مَالِكَ الكُرْسِيِّ ذَا الطَّوْلِ وَالعُلا
وَمَالِكَ أَمْلاكِ السَّمَاءِ ذَوِي الطُّهْرِ

وَمَنْ حَوْلُهُ لَفَّ الوُجُودَ وَطَوْلُهُ
يَطَالُ البَرَايَا مِنْ كَبِيرٍ وَذِي صُغْرِ

حَكِيمٌ هَدَانَا لِلسَّبِيلِ بِحِكْمَةٍ
وَأَوْقَدَ مِصْبَاحَ الطَّرِيقِ إِلَى الخَيْرِ

جَرَى حُكْمُهُ لَمْ يَسْطِعِ النَّاسُ رَدَّهُ
إِذَا مَا قَضَى بِالحُلْوِ أَمْضَى وَبِالمُرِّ

وَفِي كُلِّ شَيْءٍ قَدَّرَ اللهُ حِكْمَةٌ
وَلَكِنَّهَا تَخْفَى وَمَا ثَمَّ مِنْ خُبْرِ

وَمَنْ يَكْشِفُ المَسْتُورَ إِنْ كَانَ رَبُّنَا
أَرَادَ لَهُ غَيْبًا وَأَخْفَاهُ بِالسَّتْرِ

نَزَلْنَا ضُيُوفًا فِي البِلادِ وَلَمْ نَزَلْ
ضُيُوفًا وَرَبُّ العَالَمِينَ لَنَا يُقْرِي

يَمُنُّ عَلَيْنَا مِنْ عَمِيمِ نَوَالِهِ
إِلَى أَنْ يَدُّقَ المَوْتُ فِي سَاعَةِ الصِّفْرِ

فَتَهْتَزُّ أَعْوَادُ الحَيَاةِ وَنَنْتَهِي
وَيَسْقُطُ وَرْدُ الرُّوحِ مِنْ عُودِهَا النَّضْرِ

فَلا يَنْفَعُ الطِّبُّ الحَدِيثُ وَأَهْلُهُ
وَلا تَنْفَعُ الرُّقْيَا ولا العَوْذُ بِالسِّحْرِ

سَيَشْتَدُّ نَزْعُ الرُّوحِ حَتَّى كَأَنَّنَا
سُكَارَى وَمَا بِالجِسْمِ شَيْءٌ مِنَ السُّكْرِ

وَلَكِنَّهُ المَوْتُ الذِي غَارَ نَابُهُ
إِلَى كُلِّ شِرْيَانٍ فَأَوَّاهُ مِنْ غَوْرِ

يُقَطِّعُ أَسْبَابَ الحَيَاةِ بِنَزْعِهِ
وَيُخْلِي فَضَاءَ النَّفْسِ مِنْ بَلَّةِ القَطْرِ

وَشَيْئًا فَشَيْئًا تُنْزَعُ الرُّوحُ عُنْوَةً
وَيَا لَيْتَهُ نَزْعٌ وَمَا ثَمَّ مِنْ نَشْرِ

فَهَلا اعْتَبَرْنَا بِالأَحِبَّاءِ إِذْ مَضَوْا
فَهَذَا قَضَاءُ اللهِ فِي خَلْقِهِ يَسْرِي

سَلَكْنَا سَبِيلا فِي الحَيَاةِ كَأَنَّنَا
مَلَكْنَا زِمَامَ الرُّوحِ فِي سَاعَةِ العُسْرِ

وَنُبْصِرُ فِي شَرْقِ البِلادِ وَغَرْبِهَا
نُفُوسًا رَمَاهَا المَوْتُ فِي مَوْضِعِ النَّحْرِ

وَلِلْمَوْتِ أَقْوَاسٌ تَطِيشُ سِهَامُهَا
فَتُصْمِي الذِي تَرْمِي وَتَفْرِي بِلا نُذْرِ

أَرَى النَّاسَ فِي سَهْوٍ وَفِي كُلِّ جَبْهَةٍ
عَلائِمُ لِلرَّامِي لِيَرْمِي بِلا وَتْرِ

وَثَمَّةَ حَبْلٌ شَدَّ فِي القَلْبِ شَدَّةً
وَلَكِنَّهُ مُرْخَى إِلَى آخِرِ العُمْرِ

فَإِنْ شَدَّهُ مَوْلاهُ جَفَّتْ مِيَاهُهُ
فَلَمْ يَدْرِ مَا قَدْ كَانَ فِي عَهْدِهِ يَدْرِي

أَلا إِنَّ طَعْمَ المَوْتِ مُرٌّ وَإِنَّنَا
جَمِيعًا سَنَلْقَى المَوْتَ مِنْ بَابِهِ المُرِّ

وَسِيَانَ عِنْدَ المَوْتِ عَبْدٌ وَسَيِّدٌ
وَسِيَانَ عِنْدَ المَوْتِ مُثْرٍ وَذُو فَقْرِ

وَسِيَانَ عِنْدَ المَوْتِ طِفْلٌ وَشَيْبَةٌ
وَسِيَانَ ذُو دِينٍ قَوِيمٍ وَذُو كُفْرِ

أَلا كُلُّ نَفْسٍ سَوْفَ تَلْقَى حِمَامَهَا
وَلَوْ فَرَّ إِنْسَانٌ فَمَا فَازَ بِالفَرِّ

سَيَأْتِيهِ دَاعِي المَوْتِ إِنْ فِي فِرَاشِهِ
وِإِنْ كَانَ فِي سِلْمٍ وَإِنْ كَانَ فِي كَرِّ

وَإِنْ كَانَ فِي سَهْلٍ يُعَمِّرُ مَنْزِلا
وَإِنْ كَانَ فِي كَهْفٍ عَلَى قِمَّةِ الوَعْرِ

عُيُونُ الرَّقِيبِ اسْتَوْعَبَتْ كُلَّ كَائِنٍ
وَرَدْنَا إِلى الدُّنْيَا ولا بُدَّ مِنْ صَدْرِ

وَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا سِوَى دَارِ مُتْعَةٍ
وَنَحْنُ عَلَيْهَا كَالمُسَافِرِ بِالقَطْرِ

لَقَدْ طَاشَ سَهْمُ المَوْتِ مِنْ كَفِّ طَائِشٍ
فَأَوْدَى غُرُوبَ الشَّمْسِ بِالكَوْكَبِ الدُّرِي

شَرَى خُبْزَةً لِلْمَوْتِ لَمْ يَدْرِ طَعْمَهَا
لِيَطْعَمَ خُبْزَ المَوْتِ مِنْ دُونِمَا نُذْرِ

وَنَادَاهُ رَبُّ العَالَمِينَ لِرَحْمَةٍ
فَتَلَّ الجَبِينَ النَّضْرَ مُسْتَسْلِمَ الأَمْرِ

فَحَزَّتْهُ سِكِّينُ الإِطَارَاتِ بَغْتَةً
وَسَالَ الدَّمُ الزَّاكِي يُفَوِّحُ كَالعِطْرِ

وَنَادَتْهُ حَوْرَاءُ الجِنَانِ لِشَوْقِهَا
وَقَالَتْ لَقَدْ وُفِقْتَ إِذْ جِئْتَ بِالمَهْرِ

أَبُوهُ الذِي رَبَّاهُ قَدْ كَانَ شَاهِدًا
وَقَدْ كَذَّبَ العَيْنَيْنِ فِي لَحْظَةِ الغَمْرِ

وَأَطْلَقَ مِنْ صَدْرِ الأُبُوَةِ صَرْخَةً
أَيَا بَدْرُ يَا بَدْرِي أَيَا بَدْرُ يَا بَدْرِي

وَأَرْسَلَ جُثْمَانَ الوُجُومِ عَلَى ابْنِهِ
وَحَمَّلَهُ فِي رَاحَةِ الحُبِّ وَالصَّبْرِ

وَسَارَ وَلا يَدْرِي إِلَى أَيْنَ سَيْرُهُ
أَخِي أَيْنَمَا تَمْضِي فَلا نَفْعَ فِي السَّيْرِ

فَقُلْ يَا إِلَهِي هَذِهِ رُوحُ فَلْذَتِي
فَخُذْهَا وَزِدْ لِي يَا رَحِيمُ مِنَ الأَجْرِ

وَأَيِّدْ فُؤَادِي يَا مُؤَيِّدَ فِطْرَتِي
وَأَنْطِقْ لِسَانِي يَا مُعَلِّمُ بِالذِّكْرِ

وَمِنْ حَقِّكَ الشُّكْرُ الجَزِيلُ فَخَلِّنِي
أُتَمْتِمُ عُمْرِي بِالمَحَامِدِ وَالشُّكْرِ

وَمَا بَدْرُ إِلا زَهْرَةٌ جَفَّ عُودُهَا
لِيَنْضُرَ فِي بُسْتَانِ جَنَّاتِهِ النُضْرِ

وَحَلَّقَ عَنْ دُنْيَا الخَطَايَا لِيَرْتَقِي
صُعُودًا فَيَا للهِ مِنْ بَسْمَةِ الثَّغْرِ

وَإِنِّي وَإِنْ كَانَ الفُؤَادُ مُمَزَّقًا
فَعِنْدِي جُنُودُ الصَّبْرِ فِي مَأْتَمِ الصَّدْرِ

فَيَا رَبِّ صَبِّرْ وَالِدَيْهِ وَأَهْلَهُ
وَيَا رَبِّ صَبِّرْ أُمَّ بَدْرٍ عَلَى المُرِّ

فَقَدْ أَوْهَنَ الفَقْدُ المَرِيرُ فُؤَادَهَا
وَحَطَّمَ أَحْلامًا رَأَتْهَا عَلَى بَدْرِ

وَلَكِنَّهَا بِالصَّبْرِ لاذَتْ فَقَوِّهَا
وَأَخْلِفْ لَهَا فِي بَدْرِهَا أَحْسَنَ الذُّخْرِ

وَهَبْهَا بُدُورًا كُلُّهُمْ مِثْلُ بَدْرِهَا
وَأَحْسَنُ مِنْهُ فِي البَشَاشَةِ وَالبِشْرِ

فَيَا رَبِّ صَبِّرْهُ وَيَا رَبِّ صَبِّرْهَا
وَيَا رَبِّ صَبِّرْنَا وَيَا رَبِّ بِالصَّبْرِ

وَيَا بَدْرُ يَا بَدْرَ البُدُورِ وَحُلَّةَ الشُّهُورِ وَرَيْحَانَ القُبُورِ وَيَا زَهْرِي

وَيَا بَدْرُ يَا قَلْبِي وَيَا قَلْبَ إِخْوَتِي
وَيَا رُوحَ أُمٍّ نَشَّأَتْهُ عَلَى الحِجْرِ

وَيَا قُرَّةَ العَيْنَيْنِ لِلْوَالِدِ الذِي
يُزَكِّيهِ بِالأَخْلاقِ مِنْ أَوَّلِ العُمْرِ

لَقَدْ مِتَّ لَيْلَ الجُمْعَةِ الزَّاهِرِ الذِي
يَمُوتُ بِهِ الأَخْيَارُ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ

وَمِتَّ شَهِيدًا إِذْ رَمَوْكَ مُعَفَّرًا
وَمِتَّ صَغِيرًا لَمْ تَطَأْ طِينَةَ الشَّرِّ

سَيُحْيِيكَ ذِكْرُ النَّاسِ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ
فَمَا مَاتَ مَنْ يَحْيَا عَلَى أَلْسُنِ الذِّكْرِ

سَيَذْكُرُكَ البَيْتُ الذِي أَنْتَ رُكْنُهُ
وَيَبْكِيكَ مَا بَيْنَ المَلاعِبِ وَالجُدْرِ

وَأُرْجُوحَةٌ كَانَتْ تَصُرُّ لِبَدْرِهَا
فَقَدْ زَادَتِ الأُرْجُوحَةُ اليَوْمَ فِي الصَّرِّ

وَحَاسُوبُكَ الحَاوِي لِوَجْهِكَ صُورَةً
وَخَطُّكَ فِي الكُرَّاسِ بِالقَلَمِ الحِبْرِ

حِذَاؤُكَ وَالكُتْبُ التِي رَاقَ رَسْمُهَا
حَقِيبَتُكَ المَمْلُوءَةُ الجَيْبِ بِالعِطْرِ

سَيَشْتَاقُكَ البَيْتُ الجَدِيدُ وَغُرْفَةٌ
أُعِدَّتْ لِبَدْرٍ فَاسْتَحَالَتْ إِلَى قَصْرِ

وَأَلْعَابُكَ اللائِي انْكَسَرْنَ عَشِيَّةً
مُصَابُكَ كَسْرٌ مَا لَهُ قَطُّ مِنْ جَبْرِ

سِوَى جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ تَعْمُرُ دَارَهَا
فَذَاكَ عَزَاءٌ لِلْمَصَائِبِ وَالكَسْرِ

وَيَا بَدْرُ أَلْقَيْتَ السَّلامَ عَلَى الدُنَا
وَنَادَاكَ رَبُّ الرُّوحِ يَا بَدْرُ بِالبِشْرِ

فَبُدِّلْتَ دَارًا فِي جِوَارٍ مُنَعَّمٍ
وَنُجِّيتَ مِنْ دُنْيَا النَّقَائِصِ وَالوِزْرِ

لَكَ الحُورُ يُقْرِينَ الفُؤَادَ بِنَظْرَةٍ
وَوَجْهٍ تَرَى مَاءَ النَّعِيمِ بِهِ يَجْرِي

تَغَارُ النُّجُومُ الزُّهْرُ مِنْ حُسْنِ وَجْهِهِا
فَللهِ مِنْ حُسْنٍ يَزِيدُ عَلَى الزُّهْرِ

يَتِهْنَ دَلالا فِي جَمَالِ وَرِقَّةٍ
وَيُبْدِينَ حَبَّ الدُّرِّ فِي حَبَّةِ الثَّغْرِ

وَيَلْبَسْنَ مِنْ وَشْيِ الحَرِيرِ مُنَعَّمًا
مَوَشًّى بِأَنْوَاعِ الجَوَاهِرِ وَالدُّرِّ

مِنَ المِسْكِ أَصْلُ الخَلْقِ مِسْكٌ مُزَعْفَرٌ
وَمِنْ طِينَةِ الكَافُورِ وَالعِطْرِ وَالتِّبْرِ

بَرَاهَا الذِي آوَاكَ يَا بَدْرُ فَاسْتَوَتْ
كَمَا شَاءَ حَوْرَاءً فَلِلهِ إِذْ يَبْرِي

وَلَوْ أُطْلِعَتْ لِلأَرْضِ حُورِيَّةُ السَّمَا
لأَزْرَتْ بِنُورِ الشَّمْسِ مِنْ نُورِهَا تُزْرِي

فَيَا حُسْنَهَا تَمْشِي عَلَى المِسْكِ أَذْفَرٍ
تُجَرْجِرُ أَذْيَالا عَلَى ضِفَّةِ النَّهْرِ

وَتَسْقِيكَ بِالكَأْسِ الذِي صِيغَ فِضَّةً
مِنَ المَاءِ غَيْرِ الآسِنِ العَذْبِ وَالخَمْرِ

وَيَأْتِيكَ رِزْقُ اللهِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ
عَلَى رَاحَةِ الوِلْدَانِ يَأْتِي عَلَى الفَوْرِ

فَوَاكِهُ مِمَّا تَشْتَهِيهِ وَتَرْتَجِي
وَمَا شِئْتَ مِنْ لَحْمٍ وَمَا شِئْتَ مِنْ طَيْرِ

مَوَاهِبُ لا مَقْطُوعَةٌ قَطُّ إِنَّمَا
تُخَلَّدُ فِيهَا دَائِمًا أَبَدَ الدَّهْرِ

عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَقَابِلا
مَعَ الزَّوْجَةِ الحَسْنَاءِ مَسْتُورَةِ الخِدْرِ

وَفِي خَيْمَةٍ سِتُّونَ مِيلا عِمَادُهَا
تُعَانِقُ أَبْكَارًا وَيَا رَوْعَةَ البِكْرِ

عِرَابًا وَأَتْرَابًا كَوَاكِبَ بَضَّةً
تَرَى وَجْهَكَ الوَضَّاءَ فِي صَفْحَةِ النَّحْرِ

وَفِي الجَنَّةِ الظِّلُ الظَّلِيلُ مُمَدَّدٌ
فَسِرْ مَا تَشَا أَوْ طِرْ كَمَا الطَّائِرِ الحُّرِ

عَلَى رَفْرَفٍ بَيْنَ الحَدَائِقِ طَائِرٍ
يُقِلُّكَ مِنْ قَصْرٍ وَيُؤْوِيكَ فِي قَصْرِ

وَرَبُّكَ يُقْرِيكَ السَّلامَ فَهَلْ تَرَى
نَعِيمًا كَمَرْضَاةِ المُهَيْمِنِ ذِي الأَمْرِ

وَقَدْ سَخَّرَ الرَّحْمَنُ وِلْدَانَ خِدْمَةٍ
لِبَدْرٍ وَهُمْ فِي حُسْنِهِمْ فَلْقَةُ البَدْرِ

فَيَا مُلْهَمَ التَّسْبِيحِ فِي جَنَّةِ الرِّضَا
ظَفِرْتَ بِنُجْحٍ فِي جِنَانٍ مِنَ الوَفْرِ

سَلامٌ عَلَى بَدْرٍ سَلامٌ عَلَى اسْمِهِ
سَلامٌ عَلَى قَلْبٍ يُشَعْشِعُ بِالطُهْرِ

سَلامٌ عَلَى رُوحٍ تَقَضَّى مَقِيلُهَا
وَقَدْ سَافَرَتْ عَصْرًا إِلَى عَالَمِ الخَيْرِ

سَلامٌ حَبِيبِي مِلْءَ رُوحِي وَخَافِقِي
سَلامٌ حَكَاهُ الدَّمْعُ فِي العَيْنِ إِذْ يَجْرِي

سَلامٌ كَأَنْفَاسِي سَلامٌ كَأَدْمُعِي
سَلامٌ عَلَى شَمْسِي سَلامٌ عَلَى بَدْرِي

فَعِشْ يَا حَوَارِيًا مَعَ الحُورِ هَانِئًا
وَدَعْنِي بِحُزْنِي أَصْطَلِيهِ عَلَى جَمْرِ

يَقُولُونَ قَبْرُ البَدْرِ فِي الأَرْضِ مُوْحِشٌ
وَإِنِّي نَقَلْتُ القَبْرَ يَا بَدْرُ فِي صَدْرِي

سعيد النوتكي
1-5-2011م