عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2013, 01:44 PM
المشاركة 952
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع عناصر القوة في رواية -19- الحب في المنفىبهاء طاهرمصر


- انعكس خطاب الفشل والخيبة علي أسلوب الرواية، فجعلها تندرج في سياق خطاب نقد الذاتوتحريضها، بالتركيز علي خيباتها وزوال أوهامها، وهو خطاب ميز الرواية العربية،خصوصا بعد هزيمة 67 التي عرت خطاب الأحلام وأعلنت بداية خطابالأزمة.

- والسخرية كأداة بلاغية، تندرج في هذاالنقد الجاد، يلجأ إليها بهاء طاهر لتقديم رؤياه للعالم العربي وأوضاعه في فترة منفتراته الحرجة (اجتياح إسرائيل للبنان) ونهاية حكم عبد الناصر وبداية حكم أنورالسادات بمصر، أمام هذه التحولات المتسارعة التي عرفها الوضع العربي لم يكن أمامالسارد والشخصيات من وسيلة إلا السخرية من ذواتهم ومن الواقع الذي انتهي إلي غير ماكانوا يريدون. بذلك كانت السخرية أداة بلاغية مؤسسة لرواية حب فيالمنفي.

- تتأسس السخرية في رواية حب في المنفي علي ثلاثركائز:ـ الأولي: السخرية من الذات ويقوم بهاالسارد، الثانية السخرية من الأنا العربية والواقع العربي، والثالثة سخرية الشخصياتمن بعضها البعض.

- السخرية من الذات: انعكست التحولات الكبريالتي عرفها الواقع الخاص والعام للسارد، وفشل الأحلام والشعارات وانكسارها علي أرضالواقع، علي السارد فأدخلته في قلق وجودي وتوتر دفعاه إلي السخرية من ذاته ومن قيمهومبادئه الخاصة من الذات، وتتأسس علي عنصرين وهما:

-عدم رضي السارد علي وضعه الجديد يدفعه إلي السخرية من ذاته والنقمةعليها.
- إحساس السارد وإيمانه بالعجز والفشل يدفعانهإلي السخرية من ذاته.
- السخرية من الوضع العربي: تدخلالسخرية من الوضع العربي في إطار نقد الذات العربية عموما بمبادئها وقيمهاومنجزاتها وخيباتها، وتنتج السخرية عبر نقطة التوتر بين ما كان يطمح إليه العربوبين ما آلوا إليه من خيبات وفشل علي العديد من المجالات (عسكريا، سياسيا،اقتصاديا، اجتماعيا وثقافيا)، مما يدفع السارد إلي النقد.
- تعمل السخرية هنا علي تجاوز ما يظهر في السطحإلي عمق الأشياء وتزيل الأقنعة وتعري الواقع، وتجعله يظهر علي الصورة الحقيقية التيهو عليها، منذ أن انجلت الأوهام وفشلت المشاريع الكبري سواء علي مستوي الوحدةالعربية وعلي مستوي الفكر الاشتراكي.

ـ السخرية من عادات المهنة بالمقارنة مع ما هي عليه في المنفي.
ـ السخرية من التلفزيون: التلفزيون عندنا جهازللتخلف العقلي.
ـ السخرية من الوضعالثقافي.
- سخرية الشخصيات من بعضها البعض: تتأسسانطلاقا من اشتغال الشخصيات علي التقاط المفارقات في كلام وأفعال وأفكار بعضهاالبعض، الأمر الذي يفضي إلي خلق موقف باعث علي السخرية، في إطار حوار سقراطي يتأسسعلي صراع الأوعاء.

- كما أن صراع الأوعاء،خصوصا بين السارد وإبراهيم، يدفعهما إلي السخرية من بعضها البعض.
- كما تعمل الشخصيات علي إزالة الأقنعة عن بعضهاالبعض وتأكيد أن ما تقوم به من أفعال ليس مجانيا، مثلا بريجيت تجاه الأعمالالإنسانية التي يقوم بها الطبيب مولر تقول بريجيت: مما في ذلك دموعك أنت أيهاالمنافق! أنت ولجنة أطبائك الدولية .

- وكذلك السارد مع الأمير حامد صاحب مشروع جريدةبالمنفي الذي أراد أن يختبئ وراءها ويغطي أفعاله الدنيئة .
- إن السخرية أداة بلاغية تكشف الوجه الحقيقيللواقع وتكون خارجية (من قبل شخص آخر) عكس الاعتراف الذي يكون ذاتيا وتلقائياوإراديا (داخلي) والذي بدوره يسير في تعرية الذات ونقدها.