عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2013, 03:49 PM
المشاركة 46
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وبعده تحدث الأستاذ أسعد أبو صوي فقال:
- ها هي الكاتبة أستريد ليندجرين تعود بقصة أخرى وهي " ليلى ترحل عن البيت " بعد قصتها "الأخوان" قصة تخاطب الأطفال في السنين المبكرة من العمر ربما في سن الخامسة حتى العاشرة.

- كتبت القصة بخط واضح، تتخللها رسومات توحي بمجرى القصة، وتقع في ثلاث وستين صفحة، كما وغطيت بغلاف متين، ويوحي لون الغلاف الأحمر بقصة " ليلى والذئب " حيث ارتدت ليلى تلك القبعة الحمراء، ولذلك سميت " ليلى الحمراء "، وربما كان اسم الطفلة ايضا له دلالة على العلاقة، حتى لو كان من المترجم.

- هذا وقد تم ذكر " ليلى والذئب " في القصة ص34، حيث علقت السيدة سلمى فوق سرير ليلى لوحة تصور " ليلى والذئب " وفي هذا انذار للطفل أن مغامرة كمغامرة ليلى الحمراء ستحدث لليلى هذه في ا لقصة.

- تحتوي القصة على تفسير للاحداث والاعمال تسهيلا لقرائها الاطفال، ولربما في هذا توجيه لهم ايضا، تبدأ الكاتبة بايضاح ا ن ما نراه في حلمنا ليس بالضرورة حقيقة واقعة، فهناك حاجة للفصل بين الحلم والواقع.

- أن الحلم الذي رأته ليلى في ضرب إخوتها لصديقها الكلب " بامسي " ما هو الا تعبير عن شعور الغضب تجاه أخيها أيمن، حيث كان يسخر من قناعتها بأن كلبها أصبح دبا، وفي معرض الدفاع عن فكرتها تلجأ لحل وسط بتسميته دبا كلبيا. جوها النفسي مشحون يوازيه ردة فعل عملية مرافقة، هدفت نيل استعطاف الاهل وتأييدهم لموقفها.

- تصحو غاضبة في الصباح، معترضة على لبس الكنزة الصوفية لانها تخز وتخدش، وهي الناعمة اصلا، تصر على رأيها مخالفة رأي أمها بأن الكنزة ناعمة، لا تلمس الكنزة إمعانا في الرفض، اذ لو لمستها لما كان بالامكان ان تعارض شعورها الحقيقي بنعومة الكنزة.

- تصر بدل ذلك على لبس الثوب المخملي المخصص ليوم العطلة الاسبوعي، برغم انها لم تكن في عطلة الاسبوع، لا تريد ان تخرج من فكرة أنها على صواب في ما تقول وما تشعر، لذلك فضلت ان تبقى بلا ملابس، ان الطفل في هذا السن هو في حالة "انا على ما يرام" وأنت (أي احد الأبوين) لست على ما يرام، وهي حالة تبدأ بتلقي الأوامر من الابوين بأن لا تعمل هذا، وخطأ، لتحل محل الحالة التي تسبقها وهي مرحلة "انا على ما يرام" "وانت على ما يرام" التي تبقي الانسان طيلة حياته مشتاقا لهذه المرحلة ذات الشعور الجميل، ولهذا نرى أنه عندما يخاطب شخص باسمه الأول من قبل شخص يعرفه في أول لقاء يشعر بسعادة غامرة.

- ترفض تناول الشوكولاتة الساخنة صباحا كما اعتادت وهي "تشعر بشيء من الدفء عندما تناديها امها فلا تجيب" "وقد تقبل ان تشرب الشوكولاتة الساخنة وقد لا تقبل" فهذا تابع لمجرى ما سيحدث بينها وبين امها، لم ترد الصباح على امها في المطبخ، فهي تريد أن تراها أمها عابسة اذ لم يحن الوقت بعد لاظهار الدفء، كلها صرخات من الطفلة تعبيرا عن مشكلة تعانيها.

- تتنازل قليلا عن موقفها فهي تريد شرب الشوكولاتة الساخنة ما دامت أمها تصر على ذلك، فهي ليست بحاجة إلى الشوكولاتة الا لإصرار امها ظاهريا، وهي تبحث عن سبب لشرب الشوكولاتة دون التنازل عما قالته سابقا، لكن أمها ليست مصرة حسب رأيها، بل ويجب عليها ان ترتدي الملابس، فسدت الطريق أمام ليلى نفسيا " وجن جنونها " الصراخ يوحي بالألم سواء ا لنفسي او الجسدي، لذلك فالجارة ظنت ان ليلى تبكي لوجع او مغص ألم بها، فلا يجوز الصراخ لسبب بسيط ، وهذا درس آخر للاطفال.

- افرغت ليلى شحنة الغضب في قص الكنزة، وهي تعود لتحضن بامسي بين ذراعيها، وتشده لصدرها لأن الجميع "لئام معنا".

- وتفسر القصة تصرف ليلى هذا، فان من يقطع الكنزة لا بد وان يجد من يلقي ا للوم عليه، وهذا ايحاء للطفل وتفسير لتصرفاته، وهذه احدى ميزات ا لقصة الجميلة، لفت الكنزة على شكل كرة ووضعتها في سلة المهملات.