أرسلْ لبُرقةَ توقيعي على كتبي
بأول السطر إنّي العاشقُ العربي
أبلغْ طَرابُلْسَ..لو أفنوا شوارعَها
وداهموا الدّور بالتخريب واللهب
لو أعدموا الضّادَ و(المختار) ثانيةً
أظلُّ أنقشُ للأجيال من أدبي
لا ترحمُ النار طفلا حين يطلبها:
أريد يا نارُ ثأرا... فاقبلي طلبي
ويكبرُ الطفل في أحضان مذبحة
مشوّه الوجه.. محروقا بلا سبب
إن البلادَ تعيدُ اليوم عزّتها
لو لم يظل سوى عودٍ من القصب:
لعاد للأرض يروي عن ملاحمها
وينشق الطيب من قارورة الحِقَبِ
يحرّض المجد أن تبنى علاقته
على التلاحم من (سرتٍ) إلى (حلب)
ويعلن الشعب بعد الظلم وحدته
فَاطْوي الْجِراحَ.. أيا أحزانُ وانتحبي
ما عدْتُ أملأ كأس الشعر قافيةً
من العذاب.. ليُروى الليل من طربي
هذا طلاقٌ عن الروميّ في بلدٍ
تبوّأ القتلُ فيها قمّةَ الرُّتَبِ
أبصرتْ ( سرتَ) و(بنغازي) تطارده
ولا ملاذ سوى التفكير في الهرب
صفحا بلادي عن العشّاق ..قد صدقوا
ولم يبيعوكِ بالدولار والذهب
صفحا بلادي فهذا الطيب من دمهم
وإن تمنّيتِ للأحرار... فانتسبي
على المشانق يعلو رأس قاتله
هو ابن بُرْقَةَ لا يجثو على الركب