الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2016, 03:17 PM
المشاركة 1868
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل في محكم التنزيل ( إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) والصلاة والسلام على النبي العدل القائل (الظلم ظلمات يوم القيامة) وعلى آله وصحابته ومن تبعهم إلى يوم الدين.

أما بعد

إخوة الإيمان : إن الظلم عاقبته وخيمة ومآل صاحبه الى الخسران .. وقد حذرنا ديننا الحنيف من الظلم واخبرنا أنه محرم بين العباد بل لا يجوز ظلم البهائم فقد دخلت امرأة النار في هرة سجنتها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشائش الأرض

فكيف بـ من يظلم اولياء الله ويتعدى عليهم علوا وتجبرا ..


وقد أخبرنا الجبار في كتابه العزيز عن مآل الظلمة (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا ) ، (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)

ففي قصص الظلمة عبرة لـ أولي الألباب وتسلية لكل مظلوم ولعل منها هذه القصة التي ذكرها الإمام الذهبي في كتاب الكبائر يقول:

أن رجلا مقطوع اليد من الكتف كان ينادي في النهار من رآني فلا يظلمن أحدا فقال له رجل: ما قصتك؟ قال: يا أخي قصتي عجيبة، وذلك أني كنت من أعوان الظلمة، فرأيت يوما صيادا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني، فجئت إليه وقلت له: أعطني هذه السمكة، فقال: لا أعطيكها أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي، فضربته وأخذتها منه قهرا ومضيت بها، قال: فبينما أنا ماش بها إذا عضت إبهامي عضة قوية وآلمتني ألما شديدا حتى لم أنم من شدة الوجع وورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال: هذه بدوّ آكلة اقطعها وإلا تلفت يدك كلها، قال: فقطت إبهامي ثم ضربت يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم فقيل لي: اقطع كفك فقطعتها وانتشر الألم إلى الساعد فآلمني ألما شديدا ولم أطق النوم ولا القرار وجعلت أستغيث من شدة الألم، فقيل لي: اقطعها من المرفق فانتشر الألم إلى العضد، فقيل لي: اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله فقطعتها، فقال لي بعض الناس: ما سبب هذا فذكرت له قصة السمكة، فقال لي: لو كنت رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة، فاستحللت منه واسترضيته، لما قطعت يدك فاذهب الآن وابحث عنه واطلب منه الصفح والمغفرة قبل أن يصل الألم إلى بدنك قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على رجليه أقبلهما وأبكي، وقلت: يا سيدي سألتك بالله إلا ما عفوت عني، فقال لي: ومن أنت؟ فقلت :أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا وذكرت له ما جرى وأريته يدي، فبكى حين رآها، ثم قال: قد سامحتك لما قد رأيت من هذا البلاء، فقلت :بالله يا سيدي، هل كنت دعوت علي؟ قال: نعم، قلت: اللهم هذا تقوّى علي بقوته علي وضعفي وأخذ مني ما رزقتني ظلما فأرني فيه قدرتك. أ.هـ

فـ ليعلم كل ظالم ان الله سيقتص منه ولو بعد حين
وليعلم كل مظلوم ان الله ناصره ولو بعد حين

قال تعالى (وما الله بغافل عما تعملون ) فلا يظن الظالم واعوانه أن الله لا ينتقم منه لهؤلاء المظلومين الذين يصبحون ساخطين عليه ويبيتون يدعون عليه والله يعلم ما كان منه وما يكون.

(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) ولا يظن المظلوم أن الله غافلا عن حقه المسلوب وحاله المكروب بل وعدا من الله ان ينصره على من ظلمه ويجزيه عن ذلك الجزاء الأوفى ..


اللهم إنا نعوذ بك من الظلم واهله , اللهم إنا نعوذ بك ان نكون من اعوان الظلمة , اللهم فرج عن المكروبين وعن المظلومين وعجل بنصرهم تحت كل سماء وفوق كل أرض ياذا الجلال والإكرام