الموضوع: جدران الخوف
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2013, 01:19 AM
المشاركة 3
محمد غالمي
كاتب وقاص مغربي
  • غير موجود
افتراضي
الصديق العزيز عبد اللطيف تحية أخوية..
كذلك بدا انتهاء الزيارة خنجرا يطعن أسباب الوصال مع أعز الناس.. وليس الوصال سوى متنفس يفرغ فيه المهموم الثاوي أوصابه بين جدران سجن لا مثيل له إلا ما كان من سجون تازممارت وأبو غريب وأبو سليم..
معاناة فاضت كفيض الكيل وراوحت بين النفسي (استفزاز عتاة النزلاء المجرمين.. استحضار حميمية العائلة ورفقة الصحاب..) والمادي حيث الاعتداء الجسدي و تغذية قد تكون منذورة للكلاب فحسب، فضلا عن الزمن النفسي الذي يدب دبيب أفعى جرحها النمل وأتى عليها بالتقسيط.. اعلم أخي عبد اللطيف أن الشهامة والأنفة والشموخ جميعها كفيلة بتضميد هاتيك الجراح النفسية.. وقد استحضرت بالمناسبة رائعة أبي فراس الحمداني يكابد في صمت داخل غيهب أسره، وهو من أنشد:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر // أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى أنا مشتاق وعندي لوعـــــــ // ولكن مثلي لا يداع له ســــــــر
إلى أن يقول:
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى // وأدللت دمعا من خلائقه الكبــــر

نص سردي متماسك الأحداث محكم الحبكة، وزانته لغة أدبية راقية استجابت للمقام..
كل الشكر لهذا العطاء الباذخ الكاشف عن مكامن الضر والبلوى..
محمد غالمي