عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2018, 09:34 AM
المشاركة 8
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من كلامنا :
(طلاقة)
نقول فلان فيها طلاقة وقد يبالغون فيقولون فيه طلاقة زائدة ، وهم يعنون فيه شهامة ورجولة ونجدة.
قال صاحب اللسان :
(وطَلُقَت يدُه بالخير طَلاقةً ) ، وقال:
(ووجه طَلِيقٌ كطَلْق، والاسمُ منها والمصدر جميعاً الطَّلاقةُ.وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه.)

يقول أبو تمام :*
أو لا ترى أن الطلاقة جنة =*
من سوء ما تجني الظنون ومعقل

وهو يعاتب أبا دلف في طلاقة يده بالخير و تقطيب جبينه وعبوس محياه .

ولا يحمد المعروف حتى يكون وجه باذله طلق المحيا فطلاقة اليد مع طلاقة الوجه*
أي الكرم مع البشر هما جناحا الغاية في الكرم ، وفي هذا المعنى قال العربي :
أُضَاحِكُ ضَيْفِي قَبْلَ إِنْزَالِ رَحْلِهِ=
وَيَخْصَبُ عِنْدِي وَالْمَحَلُّ جَدِيبُ
وَمَا الْخَصْبُ لِلْأَضْيَافِ مِنْ كَثْرِةِ الْقِرَى=
وَلَكِنَّمَا وَجْهُ الْكَرِيمِ خَصِيبُ.

ومن هذا بيت البحتري :*
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتى كاد أن يتبسما

فقوله الطلق أي المشرق ، قال صاحب اللسان :
( ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة، وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ: مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ ولا مطر ولا قُرّ، وقيل: ولا شيء يؤذي)

فالحاصل أن قولهم فلان فيه طلاقة يعنون طلاقة اليد و طلاقة الوجه .
ويقولون فلان مطلق أي به طلاقة .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا