عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2013, 11:11 AM
المشاركة 1419
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اثر غياب الاب على الطفل
بقلم الدكتور ويد هورن.. ترجمة ايوب صابر.

يعيش اليوم 1 من كل 3 أطفال في الولايات المتحدة من غبر ألأب البيولوجي. فكر في اثر هذا الواقع؟ واحد من بين كل ثلاثة أطفال من أطفال الولايات المتحدة سيذهب إلى الفراش للنوم من دون وجود الأب ليقرأ لهم قصة، أو يأتي لهم بكأس ماء، أو أن يقبلهم على جبينهم متمنيا لهم نوما هنيئا، ا وان يسري عليهم إذا ما شاهدوا كابوسا أثناء نومهم.
ويبدو جليا أن مشكلة غياب الأب تزداد سوءا، وهي حتما لا تتحسن. وتشير بعض التقديرات إلى أن 60% من الأطفال الذين ولدوا في الولايات المتحدة في تسعينيات القرون الماضي سيعيشون جزاء مهما من طفولتهم في منزل من دون وجود الأب الطبيعي.
والصحيح انه ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة فان تجربة غياب الأب الطبيعي في طفولة الأطفال الأمريكان تصبح ظاهرة ملموسة يختبرها معظم أطفال الولايات المتحدة حيث يعيش معظمهم لمدد طويلة من دون الأب البيولوجي.

هناك سببان رئيسيان لغياب الآباء في الولايات المتحدة عن العائلة. الأول هو الطلاق....ففي الولايات المتحدة اليوم تنتهي 40% من الزيجات لأول مرة بالطلاق وذلك مقارنة مع 16% في ستينيات القرن الماضي. وحيث أن 3 من كل 5 عائلات تتفكك بالإطلاق يكون لديها أطفال فان ما مجموعه مليون طفل تقريبا يدخلون كل عام قائمة من يعيش من غير أب كنتيجة للطلاق.

أما ثاني أهم سبب لغياب الأب فهو إنجاب الأطفال من خلال علاقات خارج نطاق الزوجية. حيث يقدر عدد الأطفال الذين يولدون في الولايات المتحدة هذه الأيام خارج إطار رابط الزواج بمليون طفل تقريبا، وهو ما يعادل ثلث المواليد الأطفال هناك، وذلك مقارنة مع نسبة الـ 5% فقط التي كانت موجودة في ستينيات القرن الماضي....وذلك يعني أن الزيادة تجاوزت نسبة الـ 600% خلال الأربعون عام الماضية.

طبعا هناك من يقول بأن هذه التحولات والزيادة الصاعدة في نسب من يعيش من غير أب لا يعني شيئا..وهم يعتقدون انه في الواقع لا يهم إن كان الأب موجود أو غير موجود.

لكن الباحثين يرون غير ذلك. فقد أظهرت الدراسات التي أجريت بأن الأطفال الذين يعيشون في الولايات المتحدة في بيوت يغيب عنها الأب هم عرضة للفقر أكثر بخمسة مرات من الأطفال الذين يعيشون مع الأب وألام.

أيضا أظهرت الدراسات بان الأطفال الذين يغيب أو ينفصل عنهم الآباء هم عرضة للوقوع في مشاكل عاطفية وسلوكية يلزمها علاج نفسي أكثر بــ 2 إلى 3 مرات من الأطفال الذين يعيشون في ظل وجود الوالد.

كما أشارت الدراسات أيضا أن الأطفال الذين يكبرون في غياب الأب، يرتكبون جرائم بصورة اكبر، ويكون أدائهم اضعف في المدارس من الأطفال الذين يعيشون في ظل الأب.

ولكن أكثر الآثار مأساوية لغياب الأب هو أن يرتكب الأطفال الذين يعيشون من غير والد فعل الانتحار بنسبة اكبر من الأطفال الذين يعيشون في بيوت تواجد فيها الأب والأم.

ما يبدو واضحا أن الأطفال الذين يعيشون في ظل غياب الوالد يواجهون مخاطر اكبر في وقوعهم في أزمات صعبة. هذا لا يعني بأن كل الأطفال الذين يعيشون من دون أب سيواجهون مشاكل حتما، بل الصحيح أن بعضهم يتمكن من العيش بعيدا عن الوقوع في مثل هذه المشاكل.

لكن البحث اظهر بان الأطفال من دون أب يواجهون مشاكل أكثر من الأطفال الذين يعيشون مع والديهم ( الأب وألام )، وأنهم أكثر عرضة للوقوع في المشاكل أثناء نموهم.

وللأسف فأن مشكلة غياب الأب ليست أمريكية فقط بل هناك ما يشير بأنها أصبحت أيضا ظاهرة عالمية.
مثلا نصف عدد الأطفال الذين يولدون في السويد هذه الأيام يولدون خارج إطار الزواج، وكذلك الحال في الدنمرك بينما يولد ثلث أطفال كندا خارج أطار الزواج. ويمكن القول بأن 20% من أطفال كل العائلات في بريطانيا وكندا واستراليا والنرويج يعيشون في بيوت يغيب عنها الأب.

إن الزيادة في نسبة البيوت التي يغيب عنها الأب لا تقتصر على البلاد الصناعية. فمن المتوقع مثلا أن تصل نسبة الطلاق في كوبا إلى 75%. بينما تصل نسبة البيوت التي تعيش في ظل غياب الأب في كل من ترنداد وتوباجو إلى الثلث. وتصل النسبة في الكاميرون – إفريقيا إلى الخمس.

وتشير الدراسات إلى أن المشاكل التي تنتج عن غياب الأب في البلاد الأخرى هي نفس المشاكل التي تقع لغياب الأب في الولايات المتحدة. وقد أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من المراهقين في هولندا بأن الأطفال الذين يعيشون من دون أب لديهم استعداد اكبر للوقوع في مشاكل نفسية كما أن نسبة محاولة الانتحار بينهم أعلى من أولئك الذين يعيشون في ظل وجودد الوالدين الأب والأم.
وأشارت دراسة سويدية أن الأطفال الذين لم يعيشوا مع والديهم ضمن رباط الزواج كان أدائهم الأكاديمي اقل من أولئك الذين كانوا يعيشون مع والديهم. كما أشارت دراسة في فلندا بأن الأطفال الذين يولدون خارج أطار الزواج تكون احتمالات ارتكابهم جرائم ضعف تلك لدى الأطفال الذين يولدون في إطار الرباط الزوجي، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والاقتصادية. أما في استراليا فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 64% من الأطفال الذين يعيشون في ظل غياب الأب يعيشون في حالة فقر.

لقد تأسس برنامج تمكين الشباب لمساعدة الآباء من إيجاد رابط من الود والأمان مع أبنائهم والمحافظة على ذلك الرابط. ونحن على يقين بأنه إذا ما لعب الآباء دورا أهم في حياة أطفالهم بأن تكون حظوظ الطفل في النجاح في حياتهم أعظم.
انتهى ،،