عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2011, 09:43 PM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بانتي هولابا[5]

(1927م)



تبدو المشاهد المدنية الحديثة جليةً في قصائد الشاعر الفنلندي (بانتي هولابا)، وتأتي كدلالات واضحة على خلو مادتها الجامدة من أي عطاء وجداني يمكن أن يسهم في توليد مشاعر إنسانية متجددة تجاه الواقع المحيط بها.

ويتجلى من خلال هذه المشاهد التي يوظفها (بانتي هولابا) في نصوصه شغف الإنسان بجمال الطبيعة التي يجد في مخلوقاتها (العصافير مثلاً) تضافراً ضمنياً مع ذاته المفعمة بالمشاعر العاطفية.

يكتب (بانتي هولابا) برومانسية لا تَتعالَى على الواقع وإنما تنطلق من تفاصيله، إنه يربط التجريد بالزمن من خلال نصوصه.




الغِيَاب




أكثرَ مِنْ سُرْعَةِ الصَّوْتِ


تَشُقُّ الطائرةُ مَتْنَ السَّماءِ إلى شَطْرَيْنِ

العَصافِيرُ

الأكثرُ مَهارَةً في عَزْفِها المُنْفَرِدِ

مِنَ الآنَ

ستَرْتابُ في أغارِيدِها

أسْقُطُ مِنْ جناحي

الشَّجاعةُ تَخُونُني

كُلَّما فَكَّرْتُ فيك لأجْلِ خَلاصِي

اليومَ

أوَدُّ المَجِيءَ إلى قُرْبِك

لا شَيْءَ أجِدُهُ حقيقةً

لا الحجر، لا العالم، لا المسافة

إنَّ خَفْقَةَ جَناحِ عُصْفُورٍ

في السماءِ

أطْوَلُ عُمُراً

مِنَ المدينةِ بِجُدْرانِها الأسمنتيَّةِ

الزَّاحِفَة.

كانَ لا بُدَّ مِنْ أن أنْكَسِر


قَبْلَ أن أفْقِدَ أوْهامِي.[6]


• • •


[5] مجلة أفق الثقافية، 1 تشرين الثاني 2000م (بتصرف).

[6]ترجمة: سعيد هادف.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)