عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2880
 
هيثم المري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


هيثم المري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,700

+التقييم
0.98

تاريخ التسجيل
Jul 2019

الاقامة
في مكان ما على الأرض

رقم العضوية
15882
07-12-2020, 06:41 PM
المشاركة 1
07-12-2020, 06:41 PM
المشاركة 1
افتراضي || عِنـــــاقُ المَــــْوت ||
عِنـــــاقُ المَــــْوت / بقلم : غادة زهير

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صوت نحيب من الداخل يصل مسمعي ، طرقاتٌ ضعيفةٌ على الباب ، صوت صغيري يصرخ : طرقات أبي هذه ، والدك أصبح في السماء ، يقول أبي بغصة و ألم ...

ألحدوه التراب ، و قرأوا فاتحة الكتاب عليه ، فُتِحت عيناه ، فسمع قرع نعالهم ، تخبط داخل الكفن، صرخ و لم يسمعه أحد ، الهواء يقل ، إني أتنفس ، انا حي ، أم أنني ميت ، لكن الملائكة لم تزرني ، لم أُسْأَل ؟! ، ما هو الوقت الآن أفي الليل أم في النهار أنا ، نُبِش التراب و فُتِح غطاء الكفن ، أحد اللصوص كان سبيل نجاتي و خلاصي ، أُغشِي عليه و لربما مات ، هربت .. ركضت .. ترنحت ، صوت نحيب من الداخل يصل مسمعي ، طرقاتٌ ضعيفةٌ على الباب ، صوت صغيري يصرخ : طرقات أبي هذه ، والدك أصبح في السماء ، يقول أبي بغصة و ألم . نقف أمام بعضنا بوجوم ، طفلي يحتضن قدماي لآخر ما وصلت له قامته ، صفعةٌ من يديّ أبي المتخشبتين ، ثم دمعة و احتضان معتصر ، أمي نائمة تخشى أن تستفيق من حلمها ، أقف فوق رأسها ، متخدر مثلها أنا أيضا ، تتحسس وجهي و صوت مباركات يأتي من الخارج ، الناس بالخلف متجمهرون ؛ ليروا الميت الحي ، زوجتي التي حزمت حقائبها ؛ لتذهب لبيت أهلها تقف خجلة مني ، رُفِع العزاء و وضعت الولائم احتفالًا بعودتي و استبدلت القهوة بالعصائر و التمر بالحلويات الشعبية ، و الكل متجمهر يريد أن يسمع قصتي ، تحضر الشرطة محررةً بلاغاً بما حدث ، يستطلعون وجهي ، يكرمهم أبي ، إخوتي آخر من حضر ، يهنؤني و يعتذرون بطول الطريق و تأخر الوقت! نمت بعد العصر ، حين استيقظت وجدتني في قبري ثانية ، صوت إخوتي يأتيني من فوقي يحتضون أبنائي هذه المرة ، زوجتي ألقت بالحقائب جانباً تعاهدني بألا تبرح بيتي ، صوت ندي يرتل علي سورة الملك ، أدعية رطبت قلبي ، صرخت أنا حي الآن ، انصرفوا و قرع نعالهم بات بعيداً ، ماذا الآن ؟ أبرزخ أم جحيم ؟! تخبطت في كفني مرة أخرى ، هل نمت في القبر و ساورتني الأحلام ، صرخت بكل ما أوتيت ، صوت أقدام تحوم حول قبري ، نصف ساعة أخرى مرت بتقديري ، الصوت أصبح أكثر ضجيج هنا ، نبش التراب و فتح القبر ، أعادتني الشرطة إلى المشفى الذي دخلته بغيبوبة و خرجت منه ميتاً ، فحوصات كثيرة أجريت علي و أنا صامت ، أنازع الأفكار بداخلي ، صوت أبي العجوز يركض في ممرات المشفى ، آخر مرة رأيته يركض كان شعره يكسوه السواد ، أمي تركض ، زوجتي و أبنائي ، إخوتي و بعضٌ من أصدقائي ، خشيت أن أفرح كثيراً فأموت حقاً ، و ما زلت حائراً ألا زلت نائماً أم أخرجت حياً !
قصة تأثرت بها كثيرا
فنقلتها لكم