عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
6666
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,699

+التقييم
0.77

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
07-12-2014, 01:27 AM
المشاركة 1
07-12-2014, 01:27 AM
المشاركة 1
افتراضي العروض والإيقاع في اللغة والأدب
[COLOR="Red" مفهوم الإيقاع[/COLOR]
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1.كلمة الإيقاع
1.كلمة الإيقاع لم ترد في الثقافة العربية إلا للدلالة على مكون من مكونات الموسيقى درس وصنف في الكتب المتخصصة. ويقابل هذا المفهومَ مفهوم الوزن في الشعر... ويشترك المصطلحان في كثير من الميادين: طبيعتهما المتعلقة بالزمن, تعاملهما مع هذا الزمن، بنيتهما، نوعية الإحساس الذي يثيره كل منهما عند السامع، الفطرية التي هي من سمات ملكة ممارسهما ، تلاقي مجاليهما قي الغناء ...
2.النقاد العرب القدامى لم يستعملوا إلا كلمة الوزن عند دراستهم للشعر, واللغويون استعملوا المصطلح نفسة في تقنينهم للأشكال الصرفية. أما الإيقاع فهو غائب أو شبه غائب من معجم أهل البلاغة وأصحاب فن الشعر وعلماء الكلمة. وما نشاهده اليوم من تواتر لهذه المفردة في خطاب الباحثين، وحتى في الكلام العادي، فهو ناتج عن التأثر بالثقافة الغربية التي أصبحت تستعمل هذا المصطلح في كل المجالات تارة كمرادف للتكرار, وتارة كأخ للسرعة, وأحيانا بدون معنى مضبوط...
3. استعملت كلمة إيقاع / ريتم في الشعر اليوناني واللاتيني ثم في اللغات الأوربية الحالية التي انفصلت عن اللغات القديمة، فهو أحد مكونات عروض شعرها، ليس دائما مضبوطا وموحدا، ولكنة وارد ومتداول. واستعملت هذه المفردة أيضا قي الموسيقى. بصفة مضبوطة دقيقة. فلا غرابة إذن أن يكون الإيقاع في المخيلة الغربية همزة وصل بين فنون الكلام وفنون النغم وأن نراه مستعملا في العديد من المجالات.
2.مجالات الإيقاع
1. كثيرا ما يرتبط لفظ الإيقاع بمجالات مبهمة، وتكون معانيه مرادفة للسرعة أو التناوب أو الزمن، وأحيانا يكتسي شاعرية سطحية تزيد من غموض معناه. فالبعض يتكلم عن إيقاع المحبة, والآخر عن إيقاع الزمن أو إيقاع الرياح...كل هذا أصبح معتادا عند الشعراء والكتاب وحتى عند الصحفيين... بحيث أن كل شيء أصبح في هذه الدنيا إيقاعا لدى البعض...
2. وقد يرتبط الإيقاع بظواهر طبيعية معروفة ومدروسة مثل:
ـ إيقاع القلب الذي يدرسه الطبيب.
ـ إيقاع التنفس الخاص بحركة الرئتين.
ـ الإيقاع البيولوجي للحيوانات والنباتات.
ـ إيقاع الفصول.
ـ إيقاع الليل والنهار.
ـ إيقاع الأمطار أو إيقاع الطقس عامة.
ـ إيقاع إشارة دلالية كأضواء إشارة المرور.
3. ويستعمل الإيقاع في المجالات الفنية والجمالية: في الشعر والموسيقى كما ذكرنا، ولكن أبضا في النثر حيث يتكلم النقاد عن إيقاع الكلمات والجمل، وجرس الألفاظ الذي يكوّن بتواتره إيقاعا في رأيهم...
كما يستعمل الإيقاع في فنون الرقص والرسم والنحت وهو خاضع لتصورات الناقد وأحاسيسه وانطباعاته...
وفي كل هذه الحالات يُعرَّف الإيقاع بطرائق مختلفة متفاوتة الدقة وقد لا يعرف، ويمارس بصفة حدسية وقد لا يمارس...
3.الإيقاع والعلوم الدقيقة
لو يحثنا في معججم للرياضيات أو الفيزباء عن مفردة الإيقاع لما وجدناها وذلك لأن الفهوم لم يُنَظّـر ولم يدرس ولم يعط له حتى تعريف علمي موحد.
ولو تأملنا في مفهوم الإيقاع لرأيناه مرتبطا بالزمن... والمادة العلمية التي تسنتعمل الزمن بصفة أساسية هي علم الحركة.
وعلم الحركة يربط بين الزمن والمسافة. فالجسم الذي يتحرك يحدد موقعه في الفضاء بواسطة أبعاده وهو يتحرك في مسار معين، وموقعه مرتبط بالزمن وسرعته تتطلب المسافة والزمن وكذلك تسارعه...
أما الإيقاع فإنه مرتبط بالزمن وحده لا يستعمل الفضاء أو المسافة... القلب الذي يدق لا يقطع أي مسافة والنفس الذي يدخل الرئتين لا تهمنا منه إلا علاقته بالزمن، وكذلك الشأن بالنسبة لتعاقب الليل والنهار، وتتالي الفصول، ودقات الطبول في الموسيقى، وتتالي السواكن والحركات في الشعر...
وغياب الإيقاع من النظريات الرياضية والفيزيائية راجع لغموض المفهوم، وتعدده وكون الكثير من مفاهيمه تؤول إلى مفاهيم تقليدية معروفة، مدروسة مثل السرعة والتواتر والدورية... هذا لا يمنع من أن العلوم الدقيقة في حاجة لدراسة هذا المفهوم.

4.تعريف الإيقاع
1.الإيقاع مرتبط بالمجال المعرفي أو السياق الدلالي الذي يظهر فيه ومن هذه الناحية فهو ليس مفهوما مفردا. ومن هنا أتت صعوبة تعريفه تعريفا واحدا شاملا.
2. تعريف الإيقاع في الموسيقى هوربما أدق التعاريف لأنه يقود إلى تصنيفات متفق عليها وممارسات حقيقية.
3.تعريف الإيقاع في الشعر مرتيط بالعروض والإنشاد. وهو يتغير حسب اللغات وطبيعة الشعر والنظريات العروضية. وقد يكون هذا التعريف مضبوطا أو مبهما. وأحيانا نراه يوازي الوزن وأحيانا يعارضه...
4- الإيقاع في جماليات اللغة أصعب تحديداً من الإيقاع في الشعر وهو في الغالب مستمد منه، وتعريفه غير مضبوط.
5- التعاريف المبهمة للإيقاع كثيرة وهي لا تقود إلى أي مقولة إجرائية يمكن أن تجسد الإيقاع بواسطة رمز مكتوب أو منطوق.
6ـ إذا نظرنا إلى كل التعاريف الجادة للإيقاع فإنه بإمكاننا أن نضعها تحت راية التعريف العام الآتي:
تعريف : الإيقاع هو اقتران حَدَث متكرر بالزمن.

5.عناصر التعريف
1. كل خطاب يخص الإيقاع يقتضي حدثاً . فالحدث قد يكون دقات القلب، أو خطى العداء، أو قطرات من الماء تتساقط، أو نقرات على طبل، أو حروف اللغة عند النطق بالكلام.
وهذا الحدث يفترض فيه أن يكون مثل النقطة في الهندسة، غير قابل للتجزيء. ويكون أيضاً منفصلاً عن أشباهه، فهو قابل للعد discret بالمفهوم الرياضي واللغوي.
2. الحدث بتكراره يقسم الزمن إلى سلسلة هكذا:


متتالية الأزمنة : ز1 ، ز2 ، ز3 ، ز4 ، ز5 ، ز6 ، ... تكوّن متتالية إيقاعية.
الطبيب الذي يدرس دقات القلب لا يهمه فقط تواترها أي عددها في الدقيقة، وإنما يهمه أيضاً كونها رتيبة أي بحيث ز1 = ز2 = ز3 ... أو متزايدة، أو متناقصة، أو مضطربة...
3. الزمن ليس دوماً الزمن الفيزيائي. فالزمن الشعري مثلاً تحدده الوحدات اللغوية وهو يختلف كما سنرى عن الزمن الذي يقاس بالساعات.
4. يتطابق الحدث أحياناً مع الزمن. يحدث ذلك في الشعر مثلا حيث المقطع اللغوي هو قياس الزمن أو وحدته.
5. في بعض النظريات يفترض في الحدث أن يكون على صنفين: صنف الحدث البسيط، وصنف الحدث الـمُعَلّم. وذلك مثل الساكن والمتحرك والمقطع الطويل والمقطع القصير ، والمقطع الساذج والمنبور، والنقرة الخفيفة والنقرة الثقيلة.
6. يفترض أحيانا في الإيقاع أن يكون ذا مستويات شبيهة بمستويات اللغة. وقد يفترض فيه أن يكون متكررا الخ ...
منقول