عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3416
 
محمد صالح رجب
أديـب مصري

محمد صالح رجب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة
مصر

رقم العضوية
5562
04-27-2011, 10:50 AM
المشاركة 1
04-27-2011, 10:50 AM
المشاركة 1
افتراضي الطريق إلى الجنة ( قصة بقلم : محمد صالح رجب )
الطريق إلى الجنة ( قصة بقلم : محمد صالح رجب )
حدث ذلك ذات يوم بعدها شعرت كأنما شيئا ثقيلا كان جاثما فوق صدري أزيح جانبا .. إنني أتذكر هذا اليوم جيدا عندما إنقسم الناس على أنفسهم وبذل كل منهم جهدا كبيرا لاقناع الآخرين..
كنت مع الفريق الذي يرى ضرورة وقف التهكم على إمام المسجد والابقاء عليه رغم تواضع علمه ، لكن .. لا أذن تسمع .. احتدم النقاش وتعالت الأصوات ، وزاد اللغط ، اتسعت هوة الخلاف ، وعندما بدا الاتفاق مستحيلا انسحب كل فريق وهو يصب جم غضبه على الآخرين..
عدت إلى منزلي متأخرا ، كنت أنا الأخر ناقما ، أتساءل لماذا كل هذا الهجوم على الرجل ؟! أهو لتواضع علمه؟ لقد أفسح المجال للآخرين ، كل جمعة خطيب مختلف وإن ظل في دفاتر الحكومة خطيب وإمام المسجد .. لماذا نكون سببا في قطع عيشه ؟
أسندت رأسي قليلا إلى الوراء في استرخاء ، أحاول أن أجد مبررا لموقفهم ، وبينما أنا كذلك أصابني النعاس ، لم أعد اشعر بشئ إلا بطائر أبيض يقترب مني ، يدور حولي وكأنه يحثني على القيام ، يستنهضني ، يمد جناحيه وكأنه يمد يديه ليأخذ بيدي ، وقفت ببطء شديد وباستغراب أشد ، كان يبدو وكأنه يبدأ معي من الصفر ، يعلمني كيف أطير..لكن لا أجنحة لي ، كيف أطير إذن ؟! كلا .. لا استطيع .. ويأبى الطائر إلا أن أطير معه .. فلأحاول إذن أمام هذا الإصرار العجيب ،اجتهدت في المحاولة ، كدت أتعثر ، هوى سريعا يسندني وكأني بأم حانية تسند ولدها.. انهض مرة أخرى وأحاول ، ما هذا ؟ إني أطير ، إننا نبتعد كثيرا عن منزلي ، هذه .. هذه قريتي.. إلى أين نتجه ؟ نجوم متناثرة أهي السماء ؟
حط بي الطائر في مكان أشبه بالجنة ، بساط أخضر يتأرجح في هدوء ، رائحة ذكية تعطر المكان ، أشجار .. أضواء تخطف الأبصار .. هدوء وجمال لم أر قط مثله .. بهرني المكان ، رحت أتبين معالمه ، وعندما عدت إلى نفسي لم أجد الطائر مكانه .. أين هو ؟
رحت أبحث عنه .. لقد اختفى ، لكن من هؤلاء القادمون ؟
ما هذه الأجسام فارعة الطول ؟ إن النور يشع من وجوههم ، إنهم يتوجهون صوبي ، ترى ماذا يريدون ؟
سيطر علي الهلع .. جسدي يرتجف ، أسناني تصطك ،قدماي لا تقو على حملي اشعر بخوف شديد ، اقترب مني أحدهم قائلا : السلام عليكم
- السلام عليكم .. إنهم عرب مثلي .. عرب عرب ، عاد إلى بعض التوازن المفقود وتساءلت :
- هل انتم عرب ؟
لماذا ؟
لأنكم تتحدثون العربية .
يا بني .. لغتنا هي لغة القرآن .. العربية .
تعني أنكم لستم عربا ؟
وهل يعني هذا لك الكثير ؟ أليست الأفضلية عند الله بالتقوى والعمل الصالح ؟
لكن النبي عربي ..
النبي أمي ..
ماذا تعني ؟ القراءة والكتابة أم لكل الأمم ؟
لم يقرأ في بادئ الأمر كما أنه لكل الأمم .
كلامك جميل .. ليت قومي يعلمون .
وأنت ؟
كدت أضيع.. أراهم منقسمين يكفر بعضهم بعضا، زاد الجدل حتى تاهت الحقيقة ..
الحقيقة لا تضيع يا بني .. فالله حق ، والأنبياء حق والملائكة حق والموت حق والبعث والحساب حق ..
لكن كيف أعيش في هذا العالم ؟
الأمر بسيط .. ارجع إلى كتاب الله .
لكن ...
نستودعك الله .. لقد أدركنا الوقت .
لدي أسئلة كثيرة أود أن ..
السلام عليكم
أرجوك انتظر .. انتظر ..
وأنا في شدة طلبي له إذا بالطائر يعود من جديد كأنه يحثني على الرحيل ، نهضت معه وبين الحين والحين ألقي نظرة إلى الوراء لعلي أراه مرة أخري ، ولم يشغلني عنه إلا أضواء قريتي التي بدأت تقترب شيئا فشيئا .. هذا بيتنا وإلى جواره مسجد القرية.. لقد حان ألآن آذان الفجر ..إنه يترامى إلى مسامعي.. الله أكبر الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمدا رسول الله ..
ووجدت أمي أمامي توقظني لصلاة الفجر .. كان المؤذن يردد حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
( تمت )
محمد صالح رجب