الموضوع: الكتابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2021, 05:23 PM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الكتابة
المعنى الوحيد لغياب الكتابة، بالنسبة للكاتب، هو الموت، الموت غرقا في بحر التفاصيل اليومية التافهة
موت النفس أو العقل الفعال، فالكتابة هي طعم الرّوح، مذاق الحياة المختلف، الاحتمال الوحيد لوجود حقيقي، وجود منفرد بذاته، متعال ، مفصول كلية عن حياة القطيع، ارتعاشة النفس تختصر التفاصيل نحو الماوراء، ما وراء اللغة الظاهرة، اللغة الاصطلاحية التي تسير بها الأمور والمصالح والعلاقات اليومية، ولكن عندما تصبح الكتابة باباً للرزق، ومن ثم هدفاً للطعن ، ومرمى للخصوم، فمن يكتب؟ وهل عاد هناك من يستطيع الكتابة، كتابة الحياة؟
هكذا أنا اليوم، ذكرى ماضية، صورة منسية، أو أي شيء آخر عدا أن أكون أنا كما كنت قبل خروجي من شرنقة الذات الأصلية، من رحم الكتابة، فلاشيء تبقى منّي بعد أن أفنيت بعضاً من عمري ابتذالاً في معارك صغيرة لا تساوي كلها قيد حرف واحد من أي كتابة حقيقية تعيد للكيان توازنه الضائع.


الكاتب القدير ياسر
كنت هنا بمشاركة متواضعة أمام مقالتكنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الثقافة عموما مرت من الشفاهة إلى الكتابة، والحضارة بنت القلم، فعندما يريد الباحث دراسة عصر من العصور يتجه صوب ما كتب في تلك الحقبة وبذلك يستنبط الطريقة التي تعامل بها الناس يومها مع واقعهم، ويستكشف مميزات الوعي في تلك الحقبة. فالكتابة جزء من الحضور الواعي، ونقلة في التجربة الانسانية، فالذي لا يكتب لم يستمتع بعد بتلك النقلة، ولم يتلذذ بتلك الإضافة في تجربته الذاتية، كنت أظن ولا أزال أن الكاتب له بصمة خاصة في تطور الوعي البشري. وفي التعريف بعالمه. يعتقد البعض أن الأولين استكملوا هذا الورش وأظن أن الكتابة متدفقة كنهر، روافده هي التجربة الإنسانية ومتى استمرت استمر الوعي بها وبشكل مغاير في الغالب لما كانت عليه.

تحية لقلمك النابض.