عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2013, 03:38 PM
المشاركة 17
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي عضو مميز ..~
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الأستاذ القدير حسام الدين بهي الدين ريشو


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نبذة عن حياة الأستاذ حسام الدين بهي الدين ريشو ..

هو حسام الدين بهي الدين محمد ريشو من مواليد 6 سبتمبر 1954 م ، مصري الجنسية ، بدأت موهبته الكتابية تتكشف للنور وهو في المرحلة الثانوية ،
حيث كان لمدرس اللغة العربية إبراهيم الملاح - رحمه الله - الفضل في ذلك بعد أن ضمه إلى جماعة المكتبة وأرشده إلى كيفية القراءة والكتابة .
و جاء تطورها بعد أن رأى أول عمل له مطبوع ورقيا .

ولما كان وما زال الأستاذ حسام الدين ريشو على حياء ، لجأ للورق كي يكتب ويعبر عن جميع مشاعره التي لا يستطيع أن يصرح بها ، فكانت الكتابة هي الملاذ الوحيد الذي
يعبر به نحو البوح و يعبر عن نفسه دون حياء .

وحدث أن أقيمت ندوة لاختيار من يمثل المحافظة في مؤتمر للأدباء الشبان على مستوى الجمهورية العربية المصرية وطافت لجان من كبار الشعراء والأدباء لاختيار العناصر الشابة ،
وتحدث الأستاذ حسام الدين أمام اللجنة برئاسة الشاعر الكبير / محمد إبراهيم أبو سنه .. ليفاجئ باختياره عضوا في هذا المؤتمر ، ليتعلق أكثر بالكتابة والكتاب .

كانت أول قصة قصيرة تم نشرها في مطلع شبابه بمجلة الشباب العربي وبجانبها لوحة فنية .. ودراسة بقلم الناقد ( إيهاب إسماعيل ) ..
كانت القصة بعنوان ( كل في طريق ) .. وجاء على لسان الأستاذ حسام الدين :
" ... لكن القصة التي هزمتني وبعثرتني هي قصة منشورة هنا في منابر بعنوان ( عندما تعانقت عقارب الساعة )
إذ كانت لي صديقة حرف مغربية .. تعرضت لجراحة في القلب .. أثناء إجرائها العملية في بلادها كنت أنا في مصر أتلظى وأتألم ..
متصورا حالتها وهى هناك تحت مشارط الجراحين ... وأنا هنا في مصر حائر تائه
فعبرت عن ذلك بقصتي
وحدث ان نجحت الجراحة وقرأت هي القصة ... وقالت لي بعد قراءتها ( تمنيت أن أكون أنا وأنت عقربا ساعة .. لنتعانق كما يتعانقان كل ساعة )
وللأسف حدثت انتكاسة ثانية استدعت جراحة أخري .. ماتت بعدها ، وخلفت لي حزنا لجرحا لن يندمل ... "

و جاء على لسانه أيضا :
" أنا عضو في منابر منذ أبريل 2011 وراق لي هدوئها واحترامها لأعضائها .. وحرصها على حريتهم ماداموا لا يضرون بالآخرين
وكان أعضاؤها على مستوى راق من الإبداع ، كانت تعليقاتهم تمثل دافعا لي لمزيد من الإبداع
حتى انى لا اخفي عليكم كنت أكتب أحيانا .... ترقبا لبعض التعليقات التي كانت تروى ظمئي إلى لمسة إحساس أو وجدان راق .. "

نصائح يقدمها الأستاذ حسام الدين لكل شخص أخذ من الأدب طريقا :
- القراءة الدائمة
- عدم التوقف عند كلمات الإعجاب
- عدم التوقف عند الانتقادات
- اقرأ ... واكتب لكن لا تكتب إلا بمعايشة وإحساس أو تجربة
- اجعل لك مثلا أعلى تقرأ كل أعماله
فأن تقرا أعمال أديب او شاعر واحد .. وتكرر قراءتها ودراستها .. أفضل من أن تقرأ مرة واحدة لكتاب متعددين .
- عليك بدراسة قواعد اللغة فما لا يدرك كله لا يُترك كله .

كلمات يقولها الأستاذ القدير حسام الدين لكل عابر من فوق سماء منابر ثقافية :
منابر ثقافية ، اسم على مسمى ..
ربما تكون الحركة بها هادئة والعابرون قلة لكنها الأكثر نقاء وصفاء واحتراما ..
هذا ما أقوله شهادة حق يقين وأنا الذي أكتب في منتديات متعددة .



________________________________________

عندما تعانقت عقارب الساعة / حسام الدين بهى الدين ريشو .

بوتقة من أحزان كانت تعصف بي
حتى جسدي كان موجوعا
وساقيَّ تؤلماني بشدة وهي تئن من وقع الخطى في ردهات القلق .
تلك الساعة التي توقف عندها الزمن ؛ ربما لديَّ على الأقل ؛ عندما أغلقوا عليها باب حجرة الجراحة !!
لم أكن أتصور أن تغيب عني أو يفصلني عنها حاجز ما !!
أو لحظة ما !
حتى تلك اللحظة التي تكون فيها بين الحياة والموت ؛ ويكون القدر هو صاحب القرار الوحيد ؛ بينما نحن جميعا مصلوبون على كلمته التي لم يقُلْها بعد .
ثنتا عشرة ساعة هي زمن الانتظار الذي بدا كمقصلة تشتعل تحتها نيران الترقب والقلق .
أغمضتُ عينيَّ ومارست الزحف في أرض الأحلام لعلها تخبرني بشيء
لا .. بل بما أتمناه !!
كانت بالنسبة لي نورسا جميلا .. أنيقا .. يتوشح بألوان الطيف .. فاتنة .. شجاعة !!
تحتويك مقلتاها فتذوب مع نظرتها كل تعاسات الحياة ..ماضيها وحاضرها !
أتذكر همساتها الندية ..
بي رغبةٌ أن أحتويك ... أو تحتويني .. المهم أن نكون رقما واحدا ... غير معقول أن يري الناس ذلك ولا نراه نحن !!
الناس يسألوننى كلما تجولوا في حدائق مقلتي ... من هذا الذي كلما نظرنا في عينيك نراه ؟؟

كنتُ أضحك على إيقاع رقصة القلب وهي تخبرني بذلك .
تنقطع خيوط الحلم عندما يخرج أحدهم من حجرة الجراحة .. صمته قاتل .. يقتلني معه ألف مرة
أخلو من جديد الى صلوات .. وابتهالات .. ودعوات .. تعبرني نسمة هواء محملة برائحة المخدر والمطهرات
أنظر في الساعة ... مازالت عقاربها تتباطأ .. كمرهقة أعياها السير في الطرقات بحثا عن ابنها التائه !!
حاولت أن أفتعل هدوءا يتواري شجن القلب ونبضه المتوتر خلف ستائره ؛ وأنا أرى ابناءها الثلاثة ينظرون الي والدموع تترقرق في عيونهم !!
أحاول سرقة ابتسامة كاذبة .. فلا تخدعهم الحيلة .
اعاود من جديد الزحف في أروقة الذكريات .. يعانق أذني صدى صوتها وهي تغنى ل " درويش " الذي احببناه معا :

( يداكَ خمائل
لكنني لا أغنى
ككل البلابل
فأن السلاسل
تعلمني أن أقاتل ... أقاتل .. أقاتل
لأني أحبك أكثر )
تزداد ارتعاشة القلب .. فتجود العينان بفيض العبرات غير عابئة بنظرات القلق واللهفة والخشية ممن حولي .
كان الممر أمام غرفة الجراحة صامتا .. توقفت فيه الحياة إلاّ من أنين عقارب ساعة الحائط على أحد جدرانه !!
في غفلة
تعانقت عقارب الساعة
وجاءت صرختها كمخاض لميلاد ساعة جديدة
وأوشك القلق أن يفيض بفيضانه الجديد .. لولا أن فُتِحِ الباب .. وخرج الطبيب بوجه شاحب .. حاولت ابتسامة من أعماقه أن تغطي شحوب الوجه وهو يقول بكلمات محددة بدت كلحن طال مخاضه :
الحمد لله .. نجحنا .. هي بخير !!



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!