عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011, 12:13 AM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





المرحلة الثانية:


اعترى الضعف اللغة الأوكية في هذه المرحلة، وتفرعت عنها لهجات محلية متنافرة إلا أن هذا الركود لم يمنع ثلة من الأدباء أن يهبوا من سباتهم ينادون بإحياء البروفنسية، ورأوا في الفرنسية لغة هجينة، وحدثت نهضة للأدب البروفنسي كان من أعلامها بي دو غاروس Pey de Garros الذي ترجم مزامير داود بلغة أوكية ناصعة البيان، وقصائد غسكونية (1567م)Poesias gasconas، وغيوم آدر Guillaume Ader صاحب القصيدة الملحمية «النبيل الغسكوني» (1610) Lou Gentilome gascoun يمتدح فيها هنري الرابع الغسكوني، وبيير غودلان Pierre Goudelin، وغاسبر زيربان Gaspar Zerbin، والكاتب المسرحي نيقولا فيزيه Nicolas Fize الذي كتب «أوبرا فرونتينيان» (1679)L’Opéra de Frontignan.



وأهم ما ميز الأدب البروفنسي في هذه المرحلة أنه عبر عن ذوق باروكي Baroque، ولكن أسلوب الهزل هيمن على نصوصه، وهو هزل ينشأ من الواقع بخلاف الهزل في الأدب الفرنسي الذي يشوه الواقع بأسلوب ساخر.


وقد سعى الشعراء والكتاب أيضاً بتأثير من بيير غودلان، الذي يعد رائداً في إحياء اللغة البروفنسية، لإحياء التراث الاتباعي (الكلاسيكي)، ومن أهم هؤلاء الشعراء جان دو فاليز Jean de Valés الذي كتب نصاً هزلياً عن الكاتب الروماني فرجيل، والشاعر فرانسوا دي كورتيت François de Cortète الذي كتب قصائد ريفية ونصوصاً كوميدية تميزت بأسلوبها الرقيق الذي مازال محطاً للإعجاب حتى اليوم.




المرحلة الثالثة:


بدأت في نهاية القرن الثامن عشر وبقي خلالها الهزل الأوكي مسيطراً على الأدب في بدايتها، ونبغ فيه أعلام منهم ج. ب. فافر J.B.Favre الذي كتب قصيدة بطولية سـاخرة هي «حصار كاداروسا» Lou Siège de Cadaroussa ورواية «قصة جان»Istoriade Jan يصور فيها عادات الحياة الريفية وأخلاقياتها، وهناك أيضاً ج. ب. جيرمان J.B.Germain، وإستاينول Estaynol، وأنطوان فابر دوليفه Antoine Fabre d’Olivet صاحب كتاب «اللغة الأوكية وأصول مبادئ تكوينها النظرية والتطبيقية»Langue d’oc rétablie dans ses principes constoutifs thèriques et pratiques وهو كتاب جم الفائدة إذ اشتمل على اتجاهات الفكر السائدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.


ثم أسهمت طائفة من الأدباء في إحياء اللغة الأوكية، منهم جان جوزيف ديولوفه Jean Joseph Diouloufet وجاك جاسمان Jacques Jasmin، وماريوس بوريلي Marius Bourelly وغيرهم، وبشر هؤلاء بمدرسة تأصلت بعدهم لإحياء التراث الأوكي.


ففي سنة 1854، في قصر مدينة أفينيون Avignon، اجتمع لفيف من الشعراء البروفنسيين أمثال فريدريك ميسترال Frédéric Mistral وجوزيف روماني Joseph Roumanille وتيودور أوبانيل Théodore Aubanel وأسسوا مدرسة أدبية باسم «فيليبريج» Félibrige كما أصدروا مجلة سنوية باسم «الحولية البروفنسية» L’Almanach Provençal وكُرِّست هذه المجلة لإذاعة أفكار هذه المدرسة الأدبية وما يكتبه أعضاؤها، وعنيت بتوحيد كتابة اللهجات الجنوبية، وإحياء النصوص البروفنسية.


وقد تألقت أسماء كثيرة أنعشت الأدب البروفنسي وجددته من أمثال أوبانيل وروماني الذي اشتهر بشعره الدنيوي الصادق وبأعماله النثرية التي تميزت بالطرافة وخفة الروح. أما ميسترال، الذي منح جائزة نوبل عام 1904، فقد تميز من معاصريه من الشعراء بقصائده القصصية الطويلة مثل «ميريو» (1895)miréio و«كاليندو» (1867)Calendau.


وقد ابتعد غيرهم من الشعراء السلفيين البروفنسيين عن التجديد، فجمدوا الشعر في صيغ وموضوعات محددة. وفي عام 1923 أسست مجلة «أوك» Oc التي نشرت أدباً بروفنسياً عصرياً فيه روح الجدة، ومن كتّاب هذه المجلة شارل كامبرو Charles Camproux وجورج ريبول Georges Reboul و ايف روكيت Yves Rouquette وروبير لافون Robert Lafont الذي كتب «جوان لارسيناك» (1951)Joan Larsinac.
كان الأدب البروفنسي مجداً تليداً من أمجاد العصور الوسطى، وترك أثراً واضحاً في آداب فرنسا وإيطالية.



زكي عروق، محمد قاسم



- - - - - -


مراجع:

ـ الأدب الأندلسي من منظور إسباني، ترجمة الطاهر أحمد مكي (مكتبة الآداب، القاهرة 1990م).



E.ANATOLE et R. LAFONT, Nouvelle Histoire de la Littérature Occitane, T.I (Paris 1970)


E.CAMPROUX, Histoire de la Littérature Occitane, 2Céd -Paris 1971-




الموسوعة العربية







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)