الموضوع: الأدب المجري
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2011, 10:59 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
(أُمِّيْ)







طَوالَ الأُسْبُوعِ كُلِّه


جَذَبتْني فِكرةٌ واحدة

إنني أُفكِّرُ بلا انْقِطاعٍ في أُمِّي

خَيالي يَسْتَحْضِرُها وهِيَ تَصْعَدُ في سُرْعَةٍ نَحْوَ السَّطْح

والسَّلَّةُ الثقيلةُ مُعلَّقةٌ في ذِراعِها


.....


وأنا الفتى الصغيرُ عِنْدَئِذٍ في البَراءَة


أصْرُخُ في أسْفَلَ، وأضْرِبُ الأرضَ بِقَدَمَيّ

فَلْيَحْمِلْ غَيْرُها فوقَ أذْرُعِهِمْ هذا الحِمْلَ الكبيرَ مِنَ الملابِسِ المغسولة

وأنا الذي يَجِبُ أن تَحْمِلَهُ إلى السَّطْح


.....


صَعدَتْ وصَعدَتْ ونَشَرَتْ غَسِيلَها


في غيرِ ضجرٍ ولا تَلَفُّتٍ، وفي صَمْت

والغسيلُ النَّاصعُ الذي يَلْمَعُ ويَجِفّ


يَتطايَرُ ويُوْشِكُ أن يَتناثَرَ في الفَضاء..[5]


(على الدانوب)[6]


على أوَّلِ حِجارَةِ المرفأِ جَلَسْت


أبصرتُ كيفَ يَطْفُو قِشْرُ البِطِّيْخ

سَمِعْتُ ما يكفي, واسْتَغْرَقَني التفكيرُ في مصيري

عندما يُثَرْثِرُ السَّطْحُ تَسْكُتُ الأعماق

خابِطاً حكيماً عظيماً كانَ الدَّانوب

كما لو أنهُ جرى من قلبي أبعدَ فأبعد

مِثْلَ العَضَلاتِ, إذا ما كانَ الإنسانُ يَعْمَلُ، يَطْرُقُ, يَبْرُدُ, يَحْفِر

هكذا انْطَلقْتُ, هكذا أنْشَدْت

وهكذا ارْتَخَتْ كُلُّ موجةٍ وكُلُّ حَرَكَة

ومِثْلَ أُمِّي الطَّيِّبَة

غَسَلْتُ كُلَّ أقذارِ المدينة

هكذا أنا, كما لو أنني مُنْذُ مائةِ ألفِ سَنَة

أُبْصِرُ الذي أراهُ فَجْأة

لحظةً واحدةً ويَكْتَمِلُ الزمنُ كُلُّه


الزَّمنُ الذي يَرْقُبُهُ مَعِي مائةِ ألفٍ مِنْ أسْلافي[7]






ترجمة: نبيل ياسين









- - - - - - - -



[5] مجلة الآداب الأجنبية، العدد: 112، خريف 2002م، السنة: 27.
[6] الدانوب: النهر الذي تقع عاصمة المجر (بودابست) على ضفتيه.
[7] ترجمها عن المجرية نبيل ياسين.



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)