الموضوع: صوّلة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
5036
 
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية

سعاد الأمين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
176

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
May 2012

الاقامة

رقم العضوية
11181
09-12-2014, 08:37 AM
المشاركة 1
09-12-2014, 08:37 AM
المشاركة 1
افتراضي صوّلة
صوّلة
منتفخ الأوداج مد صدره للأمام، وتقعر ثم رفع يده ملوحا، والمسبحة ترتجف رعبا تتأرجح بين أصابعه..صاح بصوته الجهوري ذو الصافرة:
ـــ أدفنوا البئر...
الأهالي يهابونه، شق عليهم دفن بئر أجدادهم، ولكنهم لايستطيعون التحدث . فى حضرته..من وسط الجمع تسلل قصير القامة ضعيف البنية ولكن في قلبه أسد.
ــــ من أين نجلب الماء ياشيخنا؟!
قفز الشيخ إلى أعلى حتى كاد أن ينكفئ على وجهه غاضبا :
ـــ من أنت حتى تجادلني؟
ساد المكان هرج ومرج وهمهمات خجولة حائرة، ينتظرون:
ــ أنا عبد الحكيم القصير ياشيخ..أسأل من أين نجلب الماء؟
ــ إذهبوا إلى حفير بِشة خلف ذلك الجبل لجلب الماء.
ارتفع الضجيج، وبدأ الغضب يعلن قدومه:
ــ الحفير بعيد كيف نصله وتحفه الصخور؟
وقال آخر:
ــ كيف تذهب النساء لجلب الماء الطريق خطر؟
أدار لهم أذن صماء. لم يكترث لإحتجاجاتهم،
أشار الشيخ لمعاونيه وعبيده بدفن البئر، عند غروب هذا اليوم، ولايريد أن يرى تجمعهم حولها كل يوم فهو يخشي التجمهر وضجيج الدلاء.
فى اليوم التالي، أصبحت البئر أثرا بعد عين. بكت النساء تجمعهن حولها كل صباح لجلب الماء.
قُهر الرجال لم يستطعوا حماية بئر أجدادهم، وشعروا باليأس والخذلان وقبعوا فى منازلهم كان يوما عبوسا..حتى الحيوانات اتخذت طريقها فى هذا الصباح نحو البئر منكسة أذنيها!
منذ ذلك الصباح لم ير الأهالي شيخهم فى المسجد أو فى داره، سرت شائعة بأن جنّي كان يحرس البئر أختطفه لجهة غير معلومة.. بحثوا عنه فى كل مكان. انتظروه ليالي وصباحات كثيرة ولم يعد.
عندما ضاق صدره بسره العظيم، أباح ود هجام عبد الشيخ الذى ورثه من رقيق كان لجده الأول.بأن الشيخ مدفون داخل البئر... ليوكد لها بطولاته، أخرج مسبحة الضلال، التي مانفكت تصحاب الشيخ حيثما ذهب وهزها قائلا:
ــ لقد خنقته بها..
صرخت صرخة مكتومة:
ــ أنت..؟أنت جنّي البئر؟!!
ثم أغمى عليها...
أرخى المسبحة داخل صندوق سري، ونظر إليها فى غيبوبتها وهمس فى أذنها :
ــ ستعود البئر.. وسأكون حرا!
فانتفضت. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة