عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2012, 03:53 PM
المشاركة 510
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اهم الاحداث المؤثر في طفولة سحر خليفة:

في ردها على سؤال من الصحفية نوارة لحرش من جريدة النصر الجزائرية في 21 أفريل 2009جاء فيه :
- برأيك ما هي أهم أسئلة الرواية الفلسطينية، هل بقيت نفسها أسئلة الهوية والوجود أم إنضافت لها أسئلة أخرى؟
تقول سحر خـليفة : الأدب بالنسبة لمعظم الأدباء الفلسطينيين أداة صراع من أجل الحرية والتغيير. هذا بشكل عام، أما بالنسبة لي، فأنا أعمد أن أطلق في رواياتي الأسئلة الحارة ذات الأبعاد الوجودية، والسياسية، والاجتماعية، وكل ما يمكن أن يمس وجودنا: ما يعطله أو يحركه أو يقلقه.

بالنسبة لي، كان الأدب كل هذا: أسئلة وبحث وفهم وتصوير وجمال، رسم بالمشهد والكلمة، فكما سبق وقلت، بدأت حياتي الفنية كهاوية، ثم تطورت. أصبحت أديبة ملتزمة. تعلمت أن أكون ملتزمة.

ربما بحكم ظروفي الشخصية، وربما لأني عشت مرحلة انتكاسات واحتلال وانتفاضات وثورة ونضال وعنف ودمار.
- و ربما لأن الفن الفلسطيني بجملته كان تعبيرا عن ألم جماعي متواصل وأحلام فردية لا تتحقق.
ربما بسبب كل هذا وذاك اخترت لنفسي هذا النوع من الفن: الأدب، الرواية، الرواية السياسية ذات الأبعاد الوجودية حيث الأفراد يتصارعون مع الذات ومع الخارج. والخارج مجتمع ما زال في طور التكوين ومستعمر، ومفاهيم ما زالت محكومة بالتقليد ورفض التجديد وتقييد الفرد. والذات التي تجد نفسها محاصرة بدوائر متتابعة لا حصر لها. فهناك الإخفاق الذاتي، فالاجتماعي فالسياسي المحلي فالعالمي.
وكلما زاد الوعي وانكشف المحيط زاد الإنسان تساؤلا وتعمقت أزمات الفرد. لكن الفرد هو البذرة، بذرة المجتمع ولبنته المرصوصة في ذاك البناء. ومن العبث التساؤل حول من الأكثر تأثيرا في الآخر: الفرد في المجتمع، أم المجتمع في الفرد. فهذا من ذاك، وذاك من هذا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعزل الواحد عن الآخر. وعليه، فحين نصور الفرد من خلال عمل فني - وبالذات في الرواية، لا بد وأن نأخذ بالاعتبار تأثير الخارج على الداخل، أي تأثير المجتمع على مسرى الفرد. ولا بد أيضا من رصد تحركات الفرد ومعاناته وتفاعلاته والأساليب التي يبتدعها أو يرتضيها للتعبير عن ذاته ومكنوناته.
- وهذا ما أحاول فعله في رواياتي: تصوير أفراد مأزومين يعيشون واقعا لا يرضيهم. يثورون عليه، أو يسحقون تحت ثقله، أو يقدمون التضحيات لتغييره سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، المستوى الفردي أو الجماعي.
- فقضيتنا كمجتمع مهزوم مأزوم متخلف، لا يمكن حصرها بالاحتلال والاستعمار. ومسألة التغيير أعقد وأصعب من مسألة الاستقلال الوطني والتحرير. ولذلك، نجد دعاة التغيير والتطوير ملاحقين، وأحيانا منبوذين ومستهدفين في مجتمعهم مثلما هم ملاحقون من قبل حكوماتهم والمستعمر. وهذا ما أحاول رصده في رواياتي. أو بالأحرى، هذه هي الأسئلة التي أطرحها والأجواء التي أرصدها والإجابات التي أبحث عنها من خلال شخوصي، ومن خلال الجو، ومن خلال واقع أحياه وأعرفه وأتصارع معه وأتمنى لو أغيره، أو أساهم في تغييره. أي أن أقذف في مياهه الآسنة بحصاة تساهم في تعكير ركوده.

واضح ان سحر خليفة عاشت طفولة ونشأة صعبة جدا اختبرت فيها الموت وهي في سن صغيرة حينما توفيت اثنتان من اخواتها الثمانية، لكن ازمتها امتدت مع ام صعبة ومدرسة داخلية متزمته هي راهبات الوردية وهي تقع في مكان بعيد عن مكان الولادة ( عمان )، وزواج تقليدي مبكر في سن الـ 18 وكانت حياتها خلاله اكثر صعوبة ولم يقف الحد عند ذلك فلما عادت بعد عذاب الزواج لمدة 11 سنه وجدت العائلة قد تشتت فالوالد تزوج من امرأة اخرى والاخ الوحيد اصيب بالشلل نتيجة لحادث سيارة.

اذا عاشت سحر خليفة ظروف شخصية صعبة وظروف عامة اصعب تمثلت في مرحلة انتكاسات واحتلال وانتفاضات وثورة ونضال وعنف ودمار، فجاءت الكتابة عندها تعبير عن ألم فردي والم جماعي متواصل.

مأزومة.