عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2012, 03:41 PM
المشاركة 509
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
في حزيران الفلسطيني يشتعلُ الوجع والحصاد
التفاحةُ انشطرت رجل وامرأة
2008-06-09
امل جمعة –رام اللة/ فلسطين
التفاحةُ انشطرت رجل وامرأة

وقفت على المنصة تشكر الحضور المثقف رجالا ونساء، وتروي بصوتها -المجرب والخبيربجذب الاخرين - كيف هاجمها النقاد مع صدور روايتها الاولى "لم نعد جواري لكم" - كتبته سرا عن زوجها آن ذاك –اتهموها بالعجز والقصور عن فهم (ماهية الرجل والمرأة ) ، وقالوا:"امرأة محبطة تكره الرجال وتكره انوثتها. اختبأت سنوات قبل ان تصدرروايتها الثانية (الصّبار) وفي مطلع الثمانينات خرجت "كعبادالشمس" من عمق الارضلتحلق بالضوء ، وتنبأت بها بالانتفاضة الاولى لتأتي فيما بعد روايتها "بابالساحة" مشهدا روائيا يؤرخ للمرأة والانتفاضة .
فجأة، وسط انتباه الحضور الشديد اخرجت الروائية سحر خليفة من كيس بلاستيكي ابيضتفاحة حمراء يانعة امام الجمهور المندهش صارخة بمرح وبالم مستتر:" لولا التفاحة لماكنا نحن ولا انتم ولولا فضول حواء لما وقفت على هذه المنصة"، القت بها لنائب رئيسجامعة بيت لحم ( د.روبرت سميث) قائلة: " لا تأكلها احتفظ بها وتذكر ان التفاحةالمشطورة بين الرجل والمرأة لابد ان تكتمل بهذا الشكل .
الروائية الفلسطينية سحر خليفة ابنة مدينة نابلس_ شمال الضفةالغربية_ ، تأتيوطنها فلسطين وبالتحديد الى مدينة بيت لحم -جنوب الضفة- لتكرم في" مؤتمر الادبالقلسطيني الثالث" والذى تحتضنه جامعة بيت لحم للسنة الثالثة على التوالي بعنوانلافت ومثير (الأدب النسوي في فلسطين) ويرعى من جهتين، نسوية وثقافية مركزالمرأةالفلسطينية للابحاث والتوثيق والتي تديرها زهيرة كمال وزيرة المرأة الاولىوالسابقة ومؤسسة عبدالمحسن القطان الثقافية المتمركزتين في مدينة رام اللة .
بين الجمهور جلست سيدة بشعر اسود وصوت جميل، غنى للوطن والحرية يوما ما / قبل انتختار سامية بدران الصمت . تقول :" منذ سنوات الحاني واغنياتي لا تجد من يطبعهااو يروج لها . دمعت سامية -مدرسة الموسيقى في مدرسة الفرندس-وفيلم قصير يستعرض حياةسحر خليفة ويحكي عن كبت وظلم مارسته الام اولا ثم مدرسة الراهبات الداخلية ومرورابزواج اجبرت عليه اثمر زهرتين جمليتين قبل ان تشهر قلمها وتعلن نهاية عصر الجواريعام 1974، لتنطلق وتنضم لجامعة بيزيت ولها من العمر 32 عاما ، وام لمراهقتين لتحصلعلى درجة الدكتوراة من جامعة ايوا الامريكية "دراسات المرأة والادب الامريكي"،
لفتتانتباهي هذة السيدة المتحمسة لأدب سحر خليفة وشدتني دمعة فلتت منها قالت في اروقةالاستراحة : اتدرون هذه السيدة الظالمة ( وتقصد والدة سحر خليفة ) كانت السبب فيحياتي، فقبل ان تنقذني من الغرق في بئر مجاور لبيتنا ولي من العمر سنتين انجبتامي ،احترت في مشاعري-تقول منفعلة - اسمع واشاهد خالتي تتحدث عن اول سجانيها " جدتي " التي احبها وخالتي التي ربتني كابنتها الروحية .
تلك المشاعر المتناقضة تعيشها النساء تجاه بعضهن واردة كثيرا في حياتنا العربية .سحر خليفة تعد اليوم من اشهر الكاتبات النسويات في المنطقة العربية ولا زالت اقلامالنقاد والناقدات تطال الروايات الست التي اصدرتها ومنها "باب الساحة "والذي صدرنهاية الثمانينات كانت حجر الزاويه الاهم ورغم الترجمات التي وصلت الى ثلاث عشر لغةلكتبها توصف بانها" كاتبة نسوية "هذا الوصف تصر عليه وان بدا وصفا نقديا ملغومافالمتلقي العادي مثلا لا يحسم ان كان الوصف على سبيل المدح او الذم .
انا كاتبة نسوية اقر بذلك ملتزمة بقضايا المرأة تجهر بها سحر خليفة بالمؤتمر بما يشبه الاعلان ، في مؤتمر اتخذ عنوانا له الادب النسوي وخصصت اوارق عمله الكثيرة للذاهب الى الرواسات الممهورة بتوقيع النساء وتشرح :"ابنتي مثلا تتصرف بحرية وتدافع عن نسويتها بقوة لكنها ترفض لقب نسوية ، والشاعرةالعظيمة فدوى طوقان صرحت في اكثر من مرة ،"انا لست بشاعرة نسوية" ومع ذاك كتابها "رحلة جبلية رحلة صعبة" هو اقوى مثال على ما اقصد بالكتابه النسوية كان هذا في محضر اجابتها عن الفرق بين الادب النسوي والادب الذي تكتبه النساء وهو محور المؤتمر المنعقد يومي 6/7 حزيران الجاري .يقودنا هذا لتعريف مصطلح الأدب النسوي والذي جاء في اجندة المؤتمر" الكتابة من وجهة نظر نسوية ملتزمة بقضايا المرأة بغض النظر كانت ابداع رجل او امرأة لكن بالغالب ولاسباب مفهومة ومبررة النساء يكتبن بها اكثر. وهذا يختلف عما يسمى بكتابة النساء برأي الناقدة سماهر الضامن
==
سحر عدنان خليفة
حياتها في سطور:
- ولدت عام 1941.
- تعلمت في ابتدائية الخنساء في نابلس من 1949 – 1953,
- متوسطة صهيون – القدس عام 1954- 1955.
- كلية راهبات الوردية عمان الأردن عام 1955- 1959.

تقول سحر خليفة عن حياتها في كتاب عثرت عليه في مكتبة بلدية نابلس ص. 564 + 565+566:
- ولدت في نابلس عام 1941 من عائلة محافظة.
- كنت إحدى ثماني بنات إلى جانب ولد واحد، ماتت اثنتان منهما وهما ما زالتا طفلتين، وكنت اسمع نسوة العائلة يتبادلن تعليقات تشي بالارتياح لان العبء نقص اثنتين. بمعنى أننا كبنات عوملنا كما لو، كنا عبئا، بعكس أخي الذي عومل منذ البداية كما لو كان سر استمرار العائلة وسرج سعادتها. وهكذا وعيت مشكلة التمييز الجنسي منذ الطفولة.
- طفولتي كانت مليئة باللعب والحركات الصاخبة . الضجيج كان متنفسي، لكني حين كنت أعود إلى البيت واخلد إلى السكون كنت أحس بوحشة خانقة.
- كان أبي منشغل بعمله، أمي بهموم الحمل والميلاد والذرية، أخواتي كل في عملها الصغير، فاستعضت عن برودة الجو بعالم مليء بالخيالات والهوايات المتعددة المتنوعة. قصص مليئة بالإحداث المختلقة أقصها على أقران الطفولة على أنها حقائق فيصدقونها كما أصدقها أنا.
- تنقلت بين المدارس المتعددة. فترة الابتدائية قضيت معظمها في مدرسة الخنساء الابتدائية في نابلس، وفترة الثانوية قضيت معظمها في كلية راهبات الوردية في عمان.
- مراهقتي كانت صعبة لأبعد حد. وعانت أمي كما عانيت أنا من أحاسيسي المتطرفة. وفي تلك الفترة قرأت كثيرا ورسمت كثيرا ورقصت وغنيت وملأت الدنيا ضجيجا وأزعجت الآخرين فابكوني وأحببت وكرهت فعاقبوني فتماديت حتى كادت أمي تفقد عقلها خوفا مني وخوفا عليّ، فوضعتني في مدارس داخليه لراهبات تعمدت أن يكن صارمات، فأخفتهن كما أخفنني ثم أحببتهن كما أحببني.
- تأثرت باللمسة الشعرية التي تحيط بحياتهم: دهاليز معتمة وأخرى مضيئة وترانيم تنطلق من وراء زجاج الكنائس الملون مع عنبر البخور وأعياد تكثر فيها الشموع والزينات والورود وشجرة الميلاد والمغارة والتماثيل الصغيرة بين نباتات تزرعها في أوعية صغيرة بانتظار العيد.
- كان لكلمات الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط أثرها العظيم في نفسي حين سمعته في أول محاضرة ألقاها في المنتدى الثقافي في نابلس حين تحدث عن الفن، ومنذ ذلك الحين أصبح إسماعيل شموط قدوة ومثالا ومعلما. وكان كبيرا فأحاطني بالرعاية وكنت صغيرة ومضعضعة الثقة فرفع معنوياتي وباتت كلماته وتجاربه الفنية والحياتية نورا اهتدي به والتجئ إليه كلما اشتدت وطأة الحياة عليّ.
- زواجي كان كابوسا أفقت يوما وكنت في الثامنة عشرة فوجدتني مقيدة الى رجل هو ابعد الناس عني. وبالإضافة إلى بعده النفسي والعاطفي والفكري فقد كان مقامرا مدمنا مما جعل حياتي الزوجية حطاما لا أمل فيه. ورغم ذلك جاهدت السنة تلو السنة حتى يستمر الزواج ويظل البيت قائما من اجل البنتين وأجلي فلم أوفق، وانتهى الزواج بعد 13 سنة وكنت في الحادية والثلاثين.
- روايتي الثانية لم نعد جواري لكم كان لها اثرا كبيرا على حياتي إذ كانت الحد الفاصل ما بين الزواج والأدب. وكان زواجي قد وصل الى مرحلة من اليأس كادت تؤدي بي الى الانتحار فكان قبول الرواية للنشر في دار المعارف مؤشرا على وجود أمل في النجاة.
- في شهر أيار عام 1972 غادرت زوجي وليبيا إلى غير رجعة. ووجدتني أعود إلى البداية ولكن بمسؤوليات وهموم وطموح أكبر من إمكانياتي بكثير. وكنت لا املك إلا إلف دينار هي حصيلة عملي في ليبيا، وشهادة ثانوية، وأحلام كبيرة- وطفلتين.
- وكانت العائلة التي طالما فمعتني وحمتني قد أضحت شتاتا ، أبي تزوج امرأة أخرى. أمي هدتها هموم الدنيا، أخي مصاب بالشلل أثر إصابته بحادث سيارة. أخواتي بعضهن متزوجات وبعضهن يخططن للزواج ، وأنا وحدي ضد العالم وفي رقبتي مسؤولية طفلتين وحلم كبير.
- منذ البداية كنت اعرف ما أريد ، أن أصبح أديبة وذات دخل ثابت..كان ذلك ما أريده باختصار فسعيت نحوه مباشرة ودون تردد.