عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2020, 08:04 AM
المشاركة 1468
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

.... أَخْنَثُ مِنْ دَلَالٍ ....

فهو أيضاً من مُخَنَّثي المدينة ، واسمه نافذ ، وكنيته
أبو يزيد ، وهو ممن خصاه ابنُ حَزْم الأنصاري أميرُ
المدينة في عهدِ سليمان بن عبد الملك ، وذلك أنه
أمر ابن حزم عاملة أن أَحْصِ لي مخنثي المدينة ،
فتشظَّى قلمُ الكاتب فوقعت نقطة على ذروة الحاء
فصيرتها خاء ، فلما ورد الكتاب المدينة نَاوَله ابنُ
حزم كاتبه فقرأ عليه " اخْصِ المُخَنثين " فقال له
الأمير : لعله أَحْصِ بالحاء ، فقال الكاتب : إن
على الحاء نقطَةً مثل تمرة ، ويروى مثل سهيل ،
فتقدم الأمير في إحضارهم ، ثم خصاهم ، وهم
طُوَيْسُ ، ودَلَال ، ونسيم السحر ، ونومة الضحا ،
وبرد الفؤاد ، وظل الشجر ، فقال كل واحد منهم
عند خِصائه كلمةً سارت عنه ، فأما طويس فقال :
ما هذا إلا خِتَان أعيد علينا ، وقال دلال : بل هذا
هو الخِتان الأكبر ، وقال نسيم السحر : بالخصاء
صرت مُخَنّثاً حقاً ، وقال نومة الضحا : بل صرنا
نِساء حقاً ، وقال برد الفؤاد : استرحْنَا من حَمْل
مِيزاب البَوْل ، وقال ظل الشجر : ما يصنع بسلاح
لا يستعمل ، ومَرَّ الطّبيبُ الذي خَصَاهم بابن أبي
عَتيق ، فقال له : أنْتَ خاصي دلال ، أما والله إنْ
كان لَيُجيد :

لمنْ طَلَلٌ بذَاتِ الجَزْ * عِ أَمْسى دَارِسَاً خَلَقَا

ومضى الطبيب ، فناداه ابنُ أبي عتيق أنِ ارْجِعْ ،
فرجع ، فقال : إنما عنيتُ خفيفَه لا ثقيله .
قالوا : وكان يبلُغُ من تخنُّثِ دلال أنه كان يرمي
الجِمار في الحج بسُكَّر سليماني مُزعفراً مُبَخَّراً بالعُود
المطري ، فقيل له في ذلك ، فقال : لأبي مُرَّة*
عندي يَدٌ فأنا أكافئه عليها ، قيل : وما تلك اليد ؟
قال : حَبَّبَ إلي الأبنة .
وقولهم :

*أبو مُرَّة : كنية إبليس