عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2015, 01:56 PM
المشاركة 11
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذ ياسر علي ..
بما أننا وصلنا لنقاط اتفاق عامة ..
فالتفاصيل إذا أحيلت على الأصول الكلية المتفق
عليها فلن يكون هناك خلاف إن شاء الله .. والخلاف يرد إلى ما يرفع
به الخلاف (وهو الوحي المعصوم) ..لكن قبل هذا
سأناقشك في بعض ما ذكرت في المشاركة السابقة ..

تقول :
فالذي يسعى إلى جعل الناس على منهج واحد فهو واهم لا أكثر


أقول :
ومن الذي يسعى إلى ذلك ..؟ الذي يسعى إلى ذلك يعتدي على سنن الله الكونية ..
إنما الدعوة تكون إلى جعل ((المسلمين)) على منهج واحد لأن دينهم واحد
وكتابهم واحد .. وكتابهم دعاهم إلى الاجتماع ونهاهم عن التفرق ..
التفرق حتى في أبسط صوره ..
روى أبو داود (2628) عن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ) فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالَ لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ . صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وروى مسلم (430) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآنَا حَلَقًا فَقَالَ : (مَالِي أَرَاكُمْ عِزِينَ) ؟



تقول :
فلا أدل على هذا الاختلاف ما نشاهد عليه الفرق الإسلامية اليوم ، فهي كلها تنهل من نفس المعين ، لكن لكل منها أولوياتها ، و لكل منها أسسها المعرفية التي تستنبطها من الكتاب والسنة . وتصل هذه الفرق حد التناحر والتنافر و التناقض ، و السبب هو في أنانيتها و سعيها إلى احتكار الحقيقة ، مما يجعلها تلجأ إلى المنهج الإقصائي و عدم قبول الآخر .



أقول لك:
الافتراق داخل دائرة الإسلام هو من علامات النبوة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به فلابد أن يقع وليس هذا إلا من باب القدر الكوني لا الشرعي .. فالتفرق سنة كونية لكنها مبغوضة في الشرع
فكما أخبرنا عليه السلام بوقوع الخلاف دلنا على سبيل النجاة والأتلاف.. ولو كانت الفرق ترد الخلاف لما يرفع الخلاف لما وقع التناحر والإقصاء .. ولو كانت تنهل من معين واحد لما اختلفت.. هذا تناقض في القول .. ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا .. الأيات ))
الرسول أخبر أن كل الفرق في النار ( وهذا إقصاء منه صلى الله عليه وسلم بمصطلح العصر) إلا واحدة .. وهى تلك التي تتبع الكتاب والسنة بفهم الصحابة سلف هذه الأمة ..
وكلها في النار أي متوعدة بالنار وليست مخلدة فيها كالمشرك .. فهم في دائرة الإسلام لكنهم مبتدعة خارج دائرة السنة ..
فأي شخص يكتل بعض المسلمين في تنظيم ويضع لهم أصولاً تخالف أصول السنة فلابد ان يحصل منه الشقاق والخلاف والتناحر
ولابد أن يؤول الأمر للسيف كما قال أئمة السلف .. لن تجد مبتدعاً
في دين الله إلا وأخر أمره السيف واستحلال القتل للمخالف .. وليس
لمخالف السنة بل لمخالفه هو فيما ابتدعه في دين الله ..



تقول :
أعلم أن الإسلام منهج متكامل ، و صالح لكل زمان و مكان ، و قابل للحياة ، لكن لن يتم تنزيله بدون اجتهاد حقيقي ، يقف على الضوابط الحقيقية التي يمكن من خلالها تحقيق الحد الأدنى من الالتزام



أقول :
انتبه لعبارتك تلك فسوف تنقضها بما يلي .. الإسلام منهج متكامل
أى لا يعوزه شيء .. فلماذا قلت بعدها :
هنا نحن بحاجة إلى الثقافة الغربية ، فلا يمكن أن تحمل فكرا أنانيا و اقصائيا و تبني به أمة ، فالغرب يعج بمختلف الطوائف و مختلف الملل والنحل ، لكنها استطاعت أن تتعايش ، و يحترم بعضها بعضا في ظل القانون و العدالة ، وهذا فكر ليس شيطانيا بل عصارة اجتهادات و توافقات و احترام سنن الله في كونه .

أقول : والسؤال الأن .. هل الإسلام صاحب المنهج المتكامل يحتاج
للثقافة الغربية حتى يستطيع التعايش مع الملل المخالفة.. إذن هو ليس بنمهج متكامل !
أم أن المسلم المنحرف (الأناني )بحاجة إلى العودة إلى منهج الإسلام الحق وليس منهجه هو ليعرف كيف يتعايش مع المخالف ..
يا أخى الكريم ..كل هذا المدح للغرب في تعايشه هل ترى أنه واقع حقيقي للغرب ..
لا عنصرية ولا قتل للمخالف .. ولا لتحطيم رؤوس الأطفال على الصخور.. لو شئت لأتيك بنقول من معتقدات القوم يشيب لهولها الولدان ..
ألم تبني أمريكا حضارتها إن ساغ لنا تسميتها حضارة على جماجم الهنود الحمر ..
ألم تقرأ تاريخ الحروب الدينية في الغرب داخل الملة الواحدة..
ألم تسمع عن لافتة (ممنوع دخول الكلاب والزنوج) .. من صاحبها ..
ولن أحدثك عن جرائمهم مع المسلمين فلاأخالك تنكرها.
لاشك أن الأمة تعاني من التخلف في الدنيا .. وهذا مترتب على التخلف والتخالف في الدين ..
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ))
لابد أن تضع يدك على أصل الداء .. كانت العرب قبائل متفرقة لايعبأ
بهم أحد ولا يقيم لهم وزنا .. ثم جاءهم هذا الدين الحنيف ..فصاروا
به أعز وأقوى وأنجب الأمم .. صارت ترتجف لهم القلوب مهابة وإجلال .. اهتزت لهم عروش الشرق والغرب وجائتهم الدنيا زاحفة
وكانوا فيها أزهد الناس .. وهذا هو الرعيل الأول ..
السلف الصالح ...
ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات .. بدلو وحرفوا وابتغوا العزة في غير هذا الدين فأزلهم الله ..
هذا هو بيت القصيد .. إذا أردت الإصلاح فعليك بطريقة الانبياء والرسل .. دعوة للتوحيد ونبذ للشرك .. مع توحيد المتابعة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ونبذ للأفكار المخالفة المنحرفة ..نبذ للخرافة والدجل والعته الفكري.. والعمل الصالح بهذا المعتقد المصفى .. فنعود للأيام التي قد خلت .. ويتحقق لنا وعد ربنا ..
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))
((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ))
((نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " .))