قِطَّةٌ بِطَعمٍ مُختلف
ذاتَ يومٍ عاصفٍ قد هَبَّ فيه الأملُ الجوريُّ وَالحبُّ وَهَمسُ الياسمين
وَجُنونُ العاشقين
لذتُ بِالأنسامِ .. لكني .. وَفي لحظةِ قَلبٍ سَمَكِيِّ الطَّبْعِ يَنسى كلَّ شيءٍ ..
ما عَدا غَدر القطط
رَمَقَتْني قِطَّةٌ تَسبحُ في طَيفِ الجمال
حُلوةً كانت .. ولكنْ لم تكنْ مثلَ القطط
قِطةٌ أَذكرُها
مَلأتْني بِالسعاده
قطةٌ تَعدلُ عندي أَلفَ غاده
غير أني .. وَبِحالي
ليس عندي عَظمَةٌ كي تُلفِتَ الأنظارَ أو سَردينةٌ تُغري القطط
بل رَغيفٌ أَبيضٌ يَشدو بِطعمِ الروحِ وَالقلبِ الْمُحَلّى
بل وَظَنّي كانَ أَحلى
حَدَّقَتْ فِيَّ طَويلاً .. غَمَزَتْ لي ..
عَينُها الخضراءُ كانتْ أَمَلاً أَخضرَ يَحتَلُّ المكان
وَدهاليزَ الزمان
صَعَقَتْني بِمُواءٍ كانَ أَشْجى
وَبِأَلحانٍ كَسِمفونِيَّةِ العِشقِ القديم
غَمَرَتْني بِالحنان
صِرتُ لا أعرفُ مِن أينَ ؟.. إلى أينَ ؟.. وماذا ؟
غازَلَتْني .. فَاحْتَسَيْتُ الحبَّ شَهداً
وَخَجِلْتُ
كانَ مِن حقِّ الجمال
وَالرُّمَنسِيَّةِ أَنْ أَبدَأَها بِالشِّعرِ وَالحبِّ وَعَذبِ الكلمات
وَلذيذِ البَسَمات
فَقَرَأتُ الشعرَ وَالنثرَ وَأشجانَ الخواطر
إنني يا قِطَّتي شِعرٌ وَشاعر
فَأَشارتْ بِيَدَيْها راضِيَه
وَبِعَينَيها السِّهامُ القاتِلاتُ الماضِيه
فَكتَبتُ
وَنَثرتُ الكُتُبَ الْمَلْأى بِأَنغامِ الغَرام
وَفَرَشتُ الأرضَ أَقلاماً تُغَنّي وَمَحابِر
وَدَفاتِر
فَدَنَتْ مِني وَفي أَنفاسِها نارُ الهوى
رَمَقَتْني مَرَّةً أُخرى حَناناً .. وَدَنَتْ
وَدَنَتْ .. ثم دَنَتْ
فُجأَةً مِن فَرطِ ما فيها مِنَ الشوقِ وَمِن حَرِّ الجوى
خَمَشَتْني .. وَمَضَتْ