عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2011, 09:46 AM
المشاركة 4
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
* العقل .. هو اكثر الأشياء عدلا في القسمة بين بني البشر .
[justify]* أحمد الورّاق .. أهلا وسهلا بك في منبر الحوارات وشكرا لك لقيامك بنقل هذا السؤآل الطيب وكذلك لردّك على المتسائل بهذا الخصوص وأتمنى أن تساهم معنا بالمزيد من مثل هذه المشاركات القيّمة .. وأمّا عن مساهمتي بالسؤآل المطروح فهي كالآتي : [/justify]
[justify]* لا أتفق معك في أن التفكير هو عبارة عن حركة العقل الباحث عن حلّ لمشكلة في الداخل .. بل أنني اذهب إلى أن التفكير هو حركة للعقل تبحث عن حلّ لمشكلة في الخارج حتى ولو كانت نتائجها في بعض الأحيان داخلية .. إذ حسب معلوماتي هو أن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء وهذا ينفي عن الفكر الأفكار والمثيرات الداخلية .. وبالتالي من خلال ما تنقشه الوراثة والتربية والبيئة المحيطة بهذا الإنسان في صفحته البيضاء تتشكل لديه منظومة خاصة من الأفكار تبلور فيما بعد أسلوبه وطريقته في التفكير ومن ثم يبدأ بتطبيق ما حصل عليه من هذه المصادر في حلّ المثيرات أو المشاكل التي تعرض له في محيطه .. ولهذا يختلف البشر من شخص لآخر في وضع الحلول الممكنة لنفس المشكلة التي تعرض على مجموعة من الأشخاص .. إذ ترى حلولا مختلفة بالرغم من أن المشكلة واحدة .. وعليه تصبح إجابتي للسؤآل : أن الوراثة والبيئة والتربية هي التي تنقش قوانينها فيما بعد على الإستعداد الفطري الذي يولد به كل إنسان على قدم المساواة مع غيره ويسميه العلماء ( الصفحة البيضاء ) .. أعني أننا نولد جميعا بنفس الخاصية المسماة العقل ؛ وفيما بعد تأتينا الأفكار من الخارج بواسطة العوامل المذكورة ( البيئة ، الوراثة ، التربية ) , وهذا ما يفسّر الإختلافات بين الناس في علمهم وعملهم .. مشاركة قيّمة .. شكرا لك .. مودتي . [/justify]
احترامي و شكري على ترحيبك الطيب ..

ولكن كل الكلام الذي نقلته عن الثقافة الغربية ونظرتها للإنسان ، كله خطأ من وجهة نظري .. وأرجو الا تغضب مني شخصيا ، فأنا أرد على تلك الافكار المتعسفة لخدمة أيديولوجية مادية سقيمة لا تعبر عن الإنسان وتختزله بالمادة وقوانين المادة ، مع أن قوانينه معاكسة لقوانين المادة تماماً ، وتخدم اهواء ومصالحا في الغرب .. واستطاعت ان تفرض نفسها على الساحة ليس الا ..

ليس الانسان يولد صفحة بيضاء ، كما قال جون لوك وليس أنت .. و رددتها بعده .. بل انه عقل الانسان وذاكرته هي التي تكون صفحة بيضاء من المعلومات المادية وليست الشعورية التي لا تزيد ولا تنقص منذ ولادته حتى مماته والتي لا تضاف ولا تحذف أيضا .. فكيف يكون صفحة بيضاء وهو يقدر قيمة الامن ، ويقدر قيمة الحنان ، ويخاف ، ويملّ ، ويكره، ويحب ؟؟ هل هذه نقشت فيما بعد على الصفحة البيضاء ؟

الطفل يكره الاهانة كما يكرهها الكبير تماما .. الطفل يحب الوئام والالفة كما يحبها الكبير ايضا .. اذا كل ما في الكبير موجود في الصغير ، اذا استثنينا العقل المرتبط بالمادة والعالم الخارجي ، والذي يتعلمه الصغير شيئا فشيئا ..

انت تتحدث عن اختلاف الناس : ألا ترى ان اختلافهم دائما يتمحور حول ثنائية ؟ نعم قد يوجد اكثر من ثنائية ، لكن اذا استمر الجميع في الحوار الا ترى ان الجميع يتمحورون حول قطبين في الاخير ؟ انظر في السياسة مثلا في الدول الديموقراطية ، المجال مفتوح لتكوين الاحزاب الى حد كبير .. لكن من يتداول السلطة ؟ تجدهم في الغالب حزبان .. اين التعددية والخلافات المتنوعة ؟

الجمهور الرياضي متنوع في بداية كاس العالم ، ولكنه ينقسم الى جمهورين في الاخير .. فاين التعددية ؟ لماذا لم يستمر مشجعي الفرق الاخرى على تشجيع فرقهم والتوقف عندها ؟

لماذا مراكز القوة العسكرية في العالم تتمحور حول قطبين ؟ واذا ضعفت احدى القوتين قالوا ان هناك اختلال في موازين القوى وظهر فراغ يـُحتاج إلى ملئه ..

لماذا قامت الحروب العالمية على قطبين ؟ اين التعددية ؟

ولماذا هناك شيء اسمه خير وشيء اسمه شر ؟ ولا يوجد شيء ثالث ؟ لو كانت البيئة والظروف والتربية هي المؤثرة فقط كما تقول ، و نعلم ان الظروف متنوعة ، لما وجدت الثنائيات ابدا .. اليس كذلك ؟ اذا ليست التربية والظروف هي المؤثرة .. بدليل النزعة الى الثنائية والاستقطاب كقانون مستمر ، وعلى مر العصور ..

اذا اريد حسم اي موضوع يكون الاتجاه الى الثنائية وليس الى التعددية .. كما يفعل البرلمان من خلال التصويت : مع أو ضد ..

لماذا توجد دائما في الحكومات حمائم و صقور في كل قضية ؟ اين التنوع ؟ اين بقية الطيور ؟

الظروف اكثر من ثنائية ، فلماذا يتجه الناس الى الثنائية ؟ الخير والشر مثلا ، لا نجد الظروف تتحكم في اختيارهما ، فأحد يعامل معاملة سيئة ويكون سيئا ، وأحد يعامل معاملة سيئة ويكون خيّرا احيانا ، وأحد يعامل معاملة حسنة ويكون سيئا ، وأحد يعامل معاملة حسنة ويكون حسنا أيضا .. وفي نفس الظروف .. اذا الاختيار بين ثنائية الخير والشر والحمائم والصقور اختيار حر .

تجد البلد يمر بنفس الظروف ، وتجد البلد واعضاء القيادة ينقسمون بين حمائم وصقور مع انهم يمرون بنفس الظروف . لماذا لم يكن رايهم واحدا ، ما دامت الظروف هي المؤثر الوحيد والفعال ؟؟

الجميع يعلم ان جنديا مثلا ، يصل الى معسكر الاعداء ، سيعلم ان منهم من عامله بقسوة ، ومنهم من عامله بلطف ، مع انه عدو لهم جميعا ! في كل لجنة قضائية او غيرها ، كل متهم يعلم ان بعض الاعضاء تتجسد فيهم القسوة وبعضهم تتجسد فيه الطيبة ، فلماذا هذه الثنائية مستمرة في كل شيء وفي كل مكان ؟

هل نقول ان ظروفهم هي التي جعلتهم يختلفون ؟ لكن ظروفهم متنوعة بينما هم اختلفوا على شكل ثنائية حمائم وصقور !! فما السبب ؟

لا اعرف سببا الا الاختيار الحر بين قطبين .. قطب الحقيقة وقطب الانانية .. وقد يحصل الانتقال بين القطبين ، ولكن باختيار حر ايضا .. فلا شأن للظروف في هذا الموضوع .. (قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها) .. هنا اختيار حر .. ولا احد يزكي نفسه بدافع الظروف ولا احد يدسي نفسه بدافع الظروف ايضا ..

-وربنا يجعل في طريقك اولاد الحلال .. ويبعدك عن اولاد الحرام -.. ثنائية يعرفها العوام ..

لو كانت المسالة متوقفة على الظروف والبيئة والتربية فقط ، اذا لأمكن تهيئة مجموعة من الأفراد كي يكونوا على ما نرغب به من أفكار وتوجهات من مثل الامن العالمي والسلام ، او السوبرمان النتشوي مثلا ، وطالما ان هذا لا يمكن تطبيقه ، اذا هو غير علمي ، ويبقى وجهة نظر تخدم ايديولوجية مادية ، لكنها نظرة مهينة للانسان ، وتحتقر ذاتيته واختياره الحر وتجعله كالكاس افارغ الذي يعكس ما يملأ به فقط ، أو كالكمبيوتر الذي نبرمجه كما نشاء .. وهذه نظرة مهينة للانسان يقدمها الفكر الغربي المادي مع مجموعة من الافكار الاخرى المهينة ..

تحية ..