عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 11:55 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معجزة للإفطار



ما يميز هذه القصيدة لبيشوب اجتماع خمسة صور واقعية:

القهوة ، كسرة خبز ، شرفة، والشمس والنهر، وصورة تجريدية واحدة تتمثل في المعجزة ومن ثمّ؛ مزج غريب ذكي ورقيق لكل الأشكال سويّة.

(المترجم)






عند السادسة وبينما كنّا في انتظار القهوة


في انتظار قهوة وكسرة خبز هنيئة


تُقدّم لنا من ثمّة شرفة


مثل ملوك الأزمان الغابرة، أو مثل معجزة


كان لا يزال شيء من الظلمة


وقدم واحدة للشمس


تمتدُّ وتستلقي على خرير نهر طويل



....



العبّارة الأولى اليوم للتو عبرت النهر


كان البرد قارصاً وأملنا أن تكون القهوة


دافئة، فمنذ البزوغ لا شمس


تدفئنا؛ ظننا أن كسرة خبز


ستصبح رغيفاً مدهوناً بالزبد


على طريقة المعجزة


في السابعة


طلّ علينا رجلٌ من الشرفة



....



ظلَ واقفاً لدقيقة في الشرفة


ينظرُ فوق رؤوسنا ناحية النهر


ثمة خادم سلّمه


كل ما يلزم لصنع معجزة


فنجاناً واحداً من القهوة


ولفة عجين، ما لبثت أن أصبحت كسرة خبز


رأسُه، إذا جاز التعبير


كانت في السحاب - تجاور الشمس



....



أتراه رجل مجنون؟ ما الذي كان يحاول عمله


تحت الشمس، هناك في شرفته


كل واحد أعطي كسرة خبز واحدة وكانت يابسة


البعضُ ازدراها وألقى بها في النهر


أمّا الفنجان


كانت فيه قطرة واحدة من القهوة


البعضُ ظلّ في المكان


في انتظار المُعجزة



....



يمكنني أن أحكي ما شاهدته بعد ذلك


لم تكن معجزة


فيلاّ جميلة تقبَعُ تحت الشمس


ومن أبوابها تنبعثُ رائحة القهوة الساخنة


في المقدمة


شرفةٌ من جصّ* أبيض نقشته


عصافير كانت تعشّش على طول النهر


رأيتُ ذلك بعين واحدة وكانت كسرة خبز قريبة منه



....



وصالات عرض وغرف من رخام


كسرة خبزي هي السرايا التي أعيش فيها


صنعَتْها من أجلي المعجزة


منذ الأزل


وضع حجرها حشرات وعصافير ونهر


هكذا كل يوم، تحت الشمس


في وقت الإفطار اجلس في شرفتي


وقدمي ممدّدتان، أحتسي جالون من القهوة



....



كنّا نلعقُ كسرة الخبز ونبتلعُ القهوة


وثمّة نافذة تعبر النهر لتُمسك بالشمس


كما لو أن معجزة كانت تحصُل


على الشرفة الخطأ





* A Miracle for Breakfast / Elizabeth Bishop 1927-1979 - 1983



الجص هو الجبس أو الكلس - (المترجم)



ترجمة د. شريف بُقنه

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)