عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2019, 07:15 PM
المشاركة 65
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
مقاهي محفوظ لم تكن في القاهرة فحسب، الإسكندرية أيضًا كانت شاهدةً على جلساته بين أروقة بعضها، مثل "بترو" و"تريانون"، و"أتينيوس" المواجه لعمارة "ميرامار"، ذات الزخارف العتيقة الممزوجة بإبداعات فنون الطرازين الإسلامي والإيطالي، والتي زادها النجيب خلودًا، حينما كان يجلس يتمعن في سحرها، حتى أتاه وحي الكتابة، الذي ألهمه ومنحنا رواية تحمل نفس اسم العقار من رحم بُنات أفكاره عام 1967 قبل الحرب وبعد ثلاثية القاهرة.

وهناك مقاه أخرى ارتبطت باسمه، منها مقهى "علي بابا" الذي يطل على ميدان التحرير، حيث اعتاد أن يرتاده في الصباح الباكر ويجلس في طابقه العلوي متأملًا الميدان الفسيح من النافذة وهو يرتشف قهوته، ويطالع صحف الصباح، ليزداد المقهى شهرة وحركة، وخاصةً بعد حصوله على نوبل.

لا نظن أن أدب نجيب محفوظ سيكون بالثراء، الذي هو عليه لولا مقاهيه التي كانت من بين الأركان الأساسية في رواياته وأدبه، باعتبارها جزءًا رئيسيًا من الحارة الشعبية المصرية التي أخذ عنها حكاياته، وباعتبارها مكانا لدراما حية ومتفجرة بالمأساة والكوميديا في آن واحد، خلّد محفوظ أسماء الكثير منها في أعمال ستظل خالدة.