عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2019, 07:23 AM
المشاركة 6
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مقطع فايز Faiz syllable
2. المقطع الشعري:
وهو نظام بناء الجملة الصوتية الشعرية، وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو باختصار : حركة المتحرك أمام و حول الحرف الساكن ، بكيفيات و كميات معلومة.
ومعلوم أن رائد هذا المجال هو صاحب علم العروض و القافية الخليل بن أحمد الفراهيدي ، رحمه الله تعالى.

وجد الفراهيدي أمامه ورثاً أدبيَّاً رفيعاً و غزيراً ،والعرب قبله تميز بين النثر و الشعر ، فالشعر له موسيقا عالية ناتجة عن انتظام الساكن و المتحرك في حركة معينة لا تختلف في النص الشعري
، بل قل إن الشعر يفرض إيقاعا معينا تتعوده أذن السامع مما تسمعه ، و تتوقعه فيما بعده، فإذا ما حدث خلل في ذلك الدفق النغمي ، أعلته و حطت منه ، بعكس النثر ، حيث لا اضطرار و لا تكلف.

و طبيعة الشعر ولدت في ذهن عبقري العربية الحاجة لاختراع مصطلحات تضبط الشعر ، فقال بالتفاعيل، و التفاعيل تمثيل خطي للجمل الشعريةبل تتعدى مسألة ضبط النغم ، إلى ضبط الهيأة الشعرية.
فالطويل ليس كالهزج ، و لا الكامل مثل المضارع ، لا في النغم ( تتالي الأصوات) ولا في الشكل ( الهيأة )

فالطويل:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن.

و الهزج:
مفاعيلن مفاعيلن = مفاعيلن مفاعيلن.

فالإيقاع الموسيقي في الطويل (الرتم) يختلف عنه في الهزج ، وهيأة الشطر في الطويل أطول بكثير من الشطر في الهزج، ومثله في الكامل مقارنة مع المضارع.

وتسمية البحور ( ألوزان) الشعرية بتسميات مثل:
الطويل ، البسيط الكامل ، الرمل ، الخبب ، الوافر ، .........

مرده لمسألة : علاقة المتحرك بالساكن ، فيما يسمى بعلاقة الأسباب بالأوتاد ، فمثلا :
الطويل: سمي بذلك لأنه أولا أطول الشعر، بالإضافة إلى أن الأوتاد تقع في أول أبياته.
و المديد: سمي بذلك نظرا لامتداد الأسباب في الأجزاء السباعية الخاصة به، فكان أحدهم في أوله والآخر في آخره.
والرجز: وهو مأخوذ من البعير، وسمي بذلك نظرا لما واقع به على ثلاثة أجزاء.
والبحر الرمل: حيث أن الرمل هو أحد أنواع الغناء، الذي يخرج من ذلك الوزن فسمي بذلك.

ولكل بحر سبب في تسميته ،وهذه الاختلافات مردها سبب واحد فقط ، هو علاقة المتحرك بالساكن كما و كيفا، عددا و مكانا.

فالمقطع الخليلي ( الشعري) يضبط به:
النغم و الهيأة و التسمية

والخليل بن أحمد لم يوجد الشعر ، لكنه تعامل معه كظاهرة ، فجمع عيناتها، ثم حللها ، ثم صنفها ، ثم وضع لها مصطلحات ضابطة ثابتة ، وحضور المصطلح في ذهن الفراهيدي هو سبق ليس له بل للعربية بفضل الله تعالى.

درس الخليل الصوت الشعري جيدا، فقال إن الشعر لا يخرج عن هذه التفاعيل منها خماسي و منها سباعي:
فالخماسي مثل: (فعولن) و مقلوبها ( فاعلن)
و السباعي مثل: (متفاعلن) و مقلوبها ( مفاعلَتن)
ووجد أن مكونات تفاعيله لا يخرج عن شيئين ، هما : سبب و وتد.
بل لا يخلو شعر منهما أبدا، و إن غاب أحدهما في تفعيلة قدر له قدره، فمثلا :
فعِلن أصلها فاعلن
و المجلوب في الفهم كالمنطوق في اللفظ .

و السبب سببان : خفيف من متحرك و ساكن ، و ثقيل من متحركين
والوتد وتدان: مجموع من متحركين بعدهما ساكن ، و مفروق ساكن بين متحركين.

مما سبق نستنتج أن الخليل تعامل مع حركة المتحرك و الساكن في الشعر وفق طبيعتهما الشعرية ، لا النثرية ، و بين ما ينالهما من نقص و زيادة ، مما لا نجده في النثر .

وهذه نقطة جوهرية فالمقطع الصوتي في مجال من اللغة يعامل وفق ظروفه الخاصة به ، لا وفق التنظيرات العامة لعلم اللغة ( اللسانيات).

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا