عرض مشاركة واحدة
قديم 02-29-2016, 10:00 AM
المشاركة 42
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الرواية العربية والمحكي الفانتاستيكي

في ندوة بالبيضاء نظمها مختبر السرديات بكلية ابن امسيك وأهديت للأديب سليم بركات

احتضنت كلية الآداب ابن امسيك بالبيضاء، يوم الجمعة الماضي، ندوة فكرية في موضوع "المحكي الفانتاستيكي في الرواية العربية: مقاربات في النوع" نظمها مختبر السرديات التابع للكلية تكريما للشاعر والروائي العربي سليم بركات.
وشارك في الندوة التي ترأس أشغالها الناقد نور الدين صدوق، مجموعة من الأساتذة والباحثين منهم الدكاترة عبد الرحمان غانمي ومحمد بوعزة وعبد اللطيف الزكري ومحمد المسعودي وبوشعيب الساوري والمصري إبراهيم محمد عامر (قرأ مداخلته نيابة عنه ذ. المعاشي الشريشي)، وشعيب حليفي. وفي بداية اللقاء سعى الناقد نور الدين صدوق إلى تقديم الإطار النظري للقاء وحاول فيه التطرق إلى حضور "الفانتاستيك" في الرواية العربية أو الأدب الغربي، وأن "الفانتاستيك" أضحى جنسا قائما بذاته، وهو عبارة عن كتابة تجريبية مغايرة تتوسل عناصر الحكاية والأسطورة والرمز بهدف خلق أفق مختلف متمرد عن المألوف من المعاني والصور الأدبية. وأشار صدوق في مداخلته إلى تجربة الأديب السوري سليم بركات التي شكلت، حسب صدوق، انعطافا وتحولا على مستوى الكتابة الإبداعية، وشكلت نوعا جديدا من الكتابة السردية المخلخلة لأسلوب الكتابة التقليدية المألوفة والمتداولة، من خلال مجموعة من أعماله الروائية مثل "فقهاء الظلام" و"أرواح هندسية" و"الريش" و"معسكرات الأبد" وغيرها. وكانت أولى المداخلات للدكتور عبد الرحمان غانمي بعنوان "تجليات البعد العجائبي في رواية عبور البشروش" لسليم بركات، مركزا على ملمح التخييل الذي تحكم في جميع مستويات الرواية من حيث الفضاءات والشخوص واللغة والزمان، معتبرا أنها رواية "لا تحكي عن العالم وإنما تتحدث معه وتحاوره وتناوشه، كما تهادنه وترواغه، وتدمر التصورات الذاتية حول العالم والعلائق والأشياء". أما د. محمد بوعزة فتناول في مداخلته موضوع "ما فوق الغرائبية في رواية فقهاء الظلام"، وهي لسليم بركات، وقسم مداخلته إلى قسمين الأول تناول فيه مفهوم العالم الروائي عند سليم بركات، من خلال التركيز على إستراتيجية الكتابة، وعلى مفهوم وتطور الكتابة، وتصور سليم بركات للكتابة الروائية، بينما تناول في القسم الثاني بعض مظاهر ما فوق الغرائبية في رواية "فقهاء الظلام". وقدم المداخلة الثالثة للدكتور عبد اللطيف الزكري (قرئت بالنيابة عنه) في موضوع "شعرية الفانتاستيك في رواية "كأنها نائمة" لإلياس خوري، التي اعتبرها بمثابة نقطة انطلاق لإبراز المفارقة الصادمة المتمثلة في الواقعية العربية المعاصرة، والتي لا تتحقق بعمق وجاذبية إلا بعد أن تتجاوز عتبة اللاواقعية. بينما تطرق د. بوشعيب المسعودي في مداخلته إلى "اشتغال الفانتاستيك وتجليات المسكوت عنه في رواية ليالي ألف ليلة لنجيب محفوظ تكشف آليات اشتغال الفانتاستيك في هذه الرواية المتميزة في متن محفوظ، إذ يجسد النص رؤيته للمجتمع استنادا إلى المتخيل، وذلك قصد الوقوف عند أوجه الاختلال ليس فقط* في الواقع الاجتماعي المصري، وإنما في منطق الوجود ذاته، وفي الحياة بصفة عامة، مبينا أنه انطلاقا من هذه الآليات الفنية، تمكن الكاتب من فضح المسكوت عنه في المجتمع، وطبيعة السلطة وعلاقتها بتدبير اليومي وتسيير شؤون الناس. معتبرا توظيف محفوظ للموروث السردي العجائبي خاصة ألف ليلة وليلة أفقا جديدا، باعتبار أن هذا الموروث أداة ورؤية اتسمتا بالجدة والقدرة على تجلية تقاطع الواقع باللاواقع، إذ كان هذا التوظيف حداثيا بامتياز، ومتقدما على فترته التاريخية، إذ استطاعت الرواية أن تستشرف التحولات التي تعرفها مصر حتى اللحظة الراهنة.
من جهته، تطرق د. بوشعيب الساوري إلى "قلق الفانتاستيك "، مقدما جردا تاريخيا لمفهوم الفانتاستيك عند الغرب، ومؤكدا أن تمثل العالم الذي يقيمه الفانتاستيك غير منفصل عن الأزمات، والمآزق السياسية، والاجتماعية، والعلمية، والفلسفية، والأدبية، التي حدثت بشكل فجائي في نهاية القرن 18. بسبب أزمة القيم العميقة التي دفعت الإنسان إلى خلق قيمه الخاصة.

عزيز المجدوب