عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2011, 12:40 AM
المشاركة 14
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
13 - وأشمالاه / محمد الصالح منصوري

وا شمــــــــــــــــــــــــــــــــــــالاه ..!

الثور الوحشي داس على شمال معزتنا، وتحدى الجميع ، من يتجرأ على القرب منه ليرفع قدمه ؟ معزتنا مصابة بمرض...ترضع نفسها ، إن تركنا الشمال تحت قدم الثور بقي الجديان بغير حليب....والأيام تمر ، والجديان ينهكهم الجوع فيتضاءلون ...راعينا يقول : عار أن يبقى الجديان جياعا ... عار أن يموتوا بين ظهرانينا ونحن مكتوفي الأيدي....ولكن ما السبيل؟ الذئب انتقض وضوءه إثر علمه بمقدم الإمام ، لم يكن ليولي فارا لو ائتمه الديك ، ولكن الديك تخلى عن المهمة للسلوقي ...ونسي فقهاؤهم أن يعدوا القوة من نواقض الوضوء .... إن الديك بحيلته عقد صفقة مباركة ...ولكن ينبغي أن يفكر في النزول من الشجرة ...أن يفكر في العمل.. .. إلى متى والسلوقي ملازم للمحراب ؟ ولكن بمن يستنجد ؟ أيستنجد بالثعلب مثلما استنجد الثعلب بالملك الحزين...إنه خلصه من عظمة غص بها في حلقه بمنقاره الطويل ..وطلب أجرته وكان يظن أن مطلبه عادلا ...لأنه لم يكن يعلم وأن الثعلب ينتهج سياسة القوة ...ألم يكن في مقدوره أن يرطم رأسه بين أنيابه ؟ يا لسذاجتك أيها الملك الحزين ..ألم تقنع بنجاتك أجرة
ورضخ المسكين ولم يكن في إمكانه غير الرضوخ للأمر الواقع مثله في ذلك مثل جدياننا الضياع ....أمهم تمتص ثديها بشدة ....تلتهم حليبها لعلها تظنه حليب غيرها ، كالقطة التي دخلت حانوت حداد ووجدت مبردا فأخذت تلحسه والدم يسيل منه وهي تبلعه وتظنه من المبرد ..وتلذذت بآخر قطرة من دمها ....فاستلت روحها بلسانها...وتساءل القطط : هل أشركت بقتل نفسها ... وهل تعاقب فتحرق في جهنم ...وبقي علماء القطط حيارى في هذه القضية ، فأكثرهم قالوا بعقابها لأنها قتلت نفسها " نفسا بغير حق" .أما علماء الفئران فإنهم عللوا المسألة بأنها ليست خطيرة ، إذ القطة وقعت ضحية الطمع ، إذن فهي شهيدة وستدخل الجنة !! والجديان لم يدلوا برأيهم ، فهم ضياع ، ضياع ..جياع عطاش يكاد يقتلهم الظمأ ...وقدم الثور لما تزل على الشمال، لأن الذئب انتقض وضوءه ، ماذا يستطيع الجديان فعله؟ الحمام استطاع أن يخلص الحمامة التي وقعت في شبكة الصياد ...رفعوها جميعا وفروا بها إلى مكان بعيد ....وخلصوها من الشبكة .....والجديان جياع ...والجديان ضياع..وماذا يفعلون؟ التمسوا مناصرتهم من الأسد...والأسد قال : أنا كل ما أستطيعه أعيركم فروي ...فالبسوه معا لتكونوا كأنكم واحد ، وتشجعوا واهجموا عليه ...وارفعوا مخالبي في وجهه ...إنه جبان سوف يفر..
ولكن معزتنا لا زالت ترضع ثديها ... إنها سوف تقضي على نفسها دون أن تعلم...ويعدها الفئران شهيدة...ويضحك الثور ملء شدقيه ...الجديان يصيحون واشمالاه .. وا شمالاه ! يجب أن نفكر في حل حتى ولو فيه شيء من المهانة ! كلا نحن لا نرضى بالمهانة ، نريد الموت ..اسكت يا عبيط إنها الحيلة ليست المهانة ...وجمعوا شيئا من الحشيش يريدون إهداءه للثور ليتخلى لهم عن شمال أمهم ...ولكن ، ماذا ؟ إن الثور غارق في الحشيش ...إنه يريد شيئا آخر ...إنه يريد الكرامة ...إنهم يصيحون..والثور جاء أول مرة على صياحهم إن أوتارهم الصوتية صحيحة وأصواتهم مدوية جلبت لهم الهمّ من حيث لا يعلمون ...الغرابان نصحا السلحفاة بعدم فتح فيها كي لا تسقط لأنها كانت تعضّ على العصا التي عضّ على طرفيها الغرابان ليأخذاها إلى مكان به ماء ....ولكنها لم تصبر ، فتحت فاها فوقعت ضحية ....الجديان وقع لهم مثلها تماما ...ولكن ماذا يفعلون ؟ ليس الوقت وقت مذاكرة وتأنيب ...العمل ، العمل ، العمل ...الشمال تحت قدم الثور ...والمعزة ترضع ثديها ....والراعي ينفخ في شبابته ....والذئب انتقض وضوءه إثر علمه بمقدم الإمام .

*******************

محمد الصالح المنصوري ..
الثور الوحشي سيدي بات لعنتنا التي تتربص بنا كلما استطار الغضب فينا وألجم خنوعنا ..
كليل وجع الوحشية في غيهب الفوضى والإقصاء ..
والظنون التي تتلقف بقايا حسرتنا وتُطعمها للوحش في هنيهة إستسلام هي الجنون بعينه ..
عبرت من هنا وأنا أتوخى زئير الثور في بوحك ..
ومضيت وكلماتك تسكنني وتمدني بالشتات والألم ..
كن بخير ما استطعت ..
تحية لحرفك المستاء والرائع