عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2013, 09:39 PM
المشاركة 10
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
لأنني من المدافعات عن حرية المرأة و كيانها المستقل استفزني عنوان يحتوي مفردة العوانس و توقعت أن أجد نصا يكرس المجتمع البطريركي و تذكرت على الفور " ترويض الشرسة " لشكسبير و لكن تعودت أن يكون العنوان مخاتلا و يخفي في ثناياه الكثير
و العنوان احتوى على مفردتين متضادين (جمهورية ) مما يوحي بديمقراطية و حرية و (العوانس) مما يشير إلى مجتمع أبوي لا يعترف بالمرأة ككيان إلا من خلال ذكر يلحقها باسمه
و لكن الدخول في مفاصل النص يقول بأن هذه المسرحية هي بمثابة بيان رقم أول لثورة على مجتمع لا يحترم هذه المرأة و ثورة على اقتتال بني الانسان و ما يخلفه من دمار و فقد و قيم سلبية بينما ليس له ايجابية بالمطلق
و المرأة هي سر الكون ففيها تكمن بذرة الحياة و يبقى الرجل عاجزا عن هذا بالمطلق .. إذا لا وجود له دون هذه الانثى
هن سبع نساء و رجل واحد في دلالات لا تخفى على القارئ فالمرأة هي مركز الخلق و الخصوبة و الرجل واحد لا يقدر على التنوع الذي تستطيعه المرأة
سبع نساء ، سبع سماوات .. أرضين سبع .. سبع عجاف .. سبع حصاد، سبع حرث، سبع خطايا و سبع فضائل ، سبعة أيام لخلق الكون استخدام الرقم سبعة كان ذكيا جدا بحيث يحيل القارئ إلى انثيالات و انزياحات عميقة
و أحاطت هؤلاء النسوة بجوانب متعددة للمرأة في رمز إلى المضحية كأم يسوع و المنتظرة كبينلوبي و المتسلطة كالليدي ماكبث و المترددة كأوفيليا .. الخ
و كان تحريك الشخصيات على الخشبة في طريقة دائرية غير هادفة إلى شيء سوى أن تنقل للمتلقي التردد و الحيرة و التيه الذي يعيش به مجتمع كامل حطمته الحرب و الفقد و الانتظار لرجل أتى في نهاية المطاف عاجزا و من أجل هذا أغفل الكاتب أسماء الشخصيات ليعطيها أرقاما و كأنه اعلان لفقدان الامل في أي تغيير .. إذا ما نفع الاسماء ؟ نحن نسير نحو عالم نصبح فيه مجموعة من المرقمين ينتظرون نهاية ما كما يقول الياس كانتي في مسرحيته " المرقمون "
في أرض يباب كهذه مر عليها طائف العقم ليس ثمة ضوء يلوح في الأفق
أ. عمر مصلح
مع نص مسرحي متألق سعدت أن أكون هنا
ينشر في مجلة منابر ثقافية مع التقدير
تحيتي لك دوما
في ترويض النمرة اشتغال آخر، كما تعلمين أيتها الغالية
أما هنا فاشتغلنا على موضوعة العنوسة كونها قضية تزلزل عروش الجمال..
فالحروب والحصارات والعَوَز الناجم عن تحطيم رؤوس الأموال على مؤسسات استهلاكية..
سببت هذه الآفة الكوارثية.
أما العنوان فهو أصلاً للقاص الكبير عبدالستار ناصر، حين أطلقه على قصة، وكانت تتمحور حول الرغبة الجنسية من وجهة نظر فرويدية.
وحين فكرت بمسرحة القصة، ضغطت عدد الاناث إلى سبع شخصيات، لما لهذا الرقم من قدسية في أغلب الأديان.
( ألسماوات، طبقات الأرض، السبع المثاني، عجائب الدنيا، أيام الأسبوع، ألجمرات، أشواط الطواف، مراحل تكوين الإنسان، ألوان الضوء المرئي، ألوان الطيف الرئيسية، .. .إلخ.)
وكل شخصية لها أسبابها، واعراضها النفسية الناجمة عن هذا الشعور المقيت، كما تفضلتم بالإشارة إلى اوجه الشبه مع شخصيات شغلت عالَم الدراسات النفسية والاجتماعية.
وما الجمهورية إلا إشارة إلى روح التحرر والانعتاق.
أي ان مقاربتكم وقعت على المعنى إسماً وروحاً.
حقيقة توقفت عند مداخلتك أيتها الأنيقة كثيراً، كونها تحتاج إلى مد مساحات واسعة من الحوار، لما تحتويه من رؤية ناقدة مبصرة، وعمق استدلالي كبير.
وأعجبتني جملة "بيان رقم واحد"
هذا يعني انها ثورة لا انقلاب، وتغيير أسماء فقط.. وهذا ينم عن وعي هائل.
أما وقوفك على عدد النساء والرجل الواحد.. فأقول معضداً، نعم .. مع إضافة سيميائية لقهر الرجال الحقيقيين، وما تولده الحروب.
ومن هنا كان من الضروري الإجهاز على آثام الواقع الدامي، بعد تعريته أمام من يرى بعين المصلحة المجردة.
من ناحية أخرى.. لم يعد للإسم معنى ولا دلالة، طالما المسمى فقد شرعية الأمل.
لذا بات حري بأن نلغي الإسم ونعتبر الشخصية رقماً، سيكون شاهداً على المتسببين.
أما إخراجياً، فقد اشتغلت النص على أنه كارثة تشمل المعني والمجتمع، بتوزيع الممثلات على كل خارطة المسرح.. خشبة وصالة، وبين الجمهور وخلفه وأمامه.
أما التشكيلات الحركية، التي كانت حواراً سيميائياً مجاوراً للحوار المحكي، فهي مدروسة تماماً.
لك الشكر سيدتي.. لوضعك أصابع الرحمة على مكامن الوجع.
وامتنان لنشرك النص في مجلتكم الغراء.
محبتي.