عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2012, 12:47 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
صفات وسمات اليتيم مصطفى بطل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" في عهد الطفولة المبكر:

في لقاء بين الرواي وبطل الرواية ( مصطفى سعيد ) تم في بيت سعيد تحدث سعيد أخيرا عن قصته وكان (الطيف الساحر) قد ظهرا مجددا حول عينيه، كما يخبرنا الراوي بشكل واضح، وأوضح من أي وقت مضى (وكأنه لمع البرق)، وقدم مصطفى سعيد للراوي أوراق تشير إلى انه فعلا مصطفى وانه من مواليد الخرطوم في 16 أغسطس 1898 وانه متوف الأب والأم فاطمة الصادق.

وبين مصطفى للراوي أنها قصة حياته قصة طويلة وانه لن يقول له كل شيء ولكنه قال ما يكفي لنتعرف إلى المزيد من الصفات والسمات التي امتلكها هذا اليتيم.

لقد اخبر مصطفى الراوي بأن أباه مات قبل أن يولد ببضعة أشهر ( فهو يتيم قبل الولادة إذا من ناحية الأب) ، وهي اشد حالات اليتم تأثيرا. وانه لم يكن له إخوة وان الحياة لذلك لم تكن عسيرة عليه وعلى أمه التي وصفها وكأن وجهها يغطيه قناع كثيف وكأنه صفحة بحر له ألوان متعددة تظهر وتغيب وتتمازج. وانه لم يكن له أهل، ويوضح علاقته بأمه بأنها كانت جافة حيث يصف تلك العلاقة:
" كانت كأنها شخص غريب جمعتني الظروف صدفة في الطريق".

ويضيف مصطفى " لعلني كنت مخلوقا غريبا، أو لعل أمي كانت غريبة" وانه لم يكن يتحدث لامه كثيرا ، ويضيف
"وكنت ولعلك تعجب أحس إحساسا دافئا بأنني حر، بأنه ليس ثمة مخلوق أب أو أم ، يربطني كالوتد إلى بقعة معينة ومحيط معين".

ويصف مصطفى حياته في الطفولة المبكرة كما يلي " كنت أقرا وأنام، اخرج وادخل، العب خارج البيت، أتسكع في الشوارع ليس ثمة احد يأمرني أو ينهاني. ..إلا أنني منذ صغري، كنت أحس بأنني ..أنني إنسان مختلف، اقصد أنني لست كبقية الأطفال في سني، لا أتأثر بشي، لا ابكي إذا ضربت، لا افرح إذا أثنى علي المدرس في الفصل، لا أتألم لما يتألم له الباقون، كنت مثل شيء مكور من المطاط تلقيه في الماء فلا يبتل ، ترميه على الأرض فيقفز".

وهذه صفات الطفولة المبكرة لهذا اليتيم ( مصطفى ) الذي فقد أباه قبل الولادة يمكن تلخيصها بما يلي :
- جاف في تعامله مع أمه وكأنها شخص غريب جمعته الظروف صدفة بها.
- غريب في سلوكه، فلم يكن يتحدث كثيرا حتى لوالدته والتي يصفها بأنها شخص غريب أيضا وكأنها البحر بأوجهه المتعددة ونحن نتعرف لاحقا أنها هي أيضا كانت يتيمة وليس لها أهل وربما أن ذلك ما يفسر سلوكها الغريب هي أيضا.
- إحساس دافئ بالحرية.
- إحساس بأنه إنسان مختلف، أي انه ليس كبقية الأطفال في سنه.
- لا يتأثر بشي، ولا يبكي إذا ضرب، ولا يفرح إذا أثنى عليه المدرس في الفصل مثلا.
- لا يتألم لما يتألم له الباقون.
- عديم الإحساس وكأنه شيء مكور من المطاط تلقيه في الماء فلا يبتل، ترميه على الأرض فيقفز.


يتبع،،