عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 12:15 AM
المشاركة 39
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عدْني بِوصْلٍ منكَ يا فاتِني=فأنْتَ لي مَصْدَرُ إلْهامي!
وأنت لي دُونَ الورى مُتْعَةٌ=تُشُعِلُ أَطْراسي وأَقْلامي!
جاشَتْ بصَدْري ذِكْرياتٌ لها=عِطْرٌ بأيَّامي وأَحلامي!
أيَّامَ كنْتَ الفاتِنَ المُسْتوِي=بِمُهْجتي. والمُغدِقَ إلهامِي!
إنَّي أُكَنَّي عَنكَ مِن بَعْدِما=لاقَيْتُ مِن هَجْرِكَ مَا أَسْقَما!
شَقِيتُ منه. يا لَهذا الهوى=شّرِبْتُ منه سَلْسَلاً .. عَلْقما!
كانَ اللَّظى يَسْلِبُ ِّمنِّي الكرى=حِيناً.. وحِيناً كانَ لي بَلْسَما!
وكانَ لي في شَفَتَيْهِ اللَّمى=يُسكَرني .. يَجْعَلُني المُلْهَما!
وكنتُ لا أُبْصِرُ إلاَّ المُنَى=مُشْرقةً.. تُورِدُني جَنَّتي!
إلاَّ الطُّيورَ الشَّادِياتِ التي=تُطْرِبُني.. تُشْعِلُ لي صَبْوَتي!
لا فِكرتي تِشْغَلُني بالذي=يُكْرِبُ كالأَمْسِ. ولا مُهْجَتي!
أَوّاهِ كانَت سوى فَترةٍ=حالِمةٍ .. ثم انْتَهَتْ فَتَرَتي!
ودَهَمَتْني يَقْظَةٌ كالرَّدى=قاسيةٌ.. جَفَّ بها جَدْوَلي!
أَذهَلني منها عُزُوفُ الهوى=عنِّي. كَسَهْمٍ حَطَّ في مَقْتَلي!
ما كانَ أَقساهُ. فكيف ارْتَضى=سفكَ دَمي؟! كيف لَوى مِفْصَلي؟!
ما كنْتُ هائِماَ يَكْتويِ=فَيَرْتَضِي باللَّهب المُشْعَلِ!
وكانَ لِي النَّجْمَ الذي أَهتدي=بِنُورِه في الحالِكِ المُظْلِمِ..!
يَسْخو بْه من غَير ما مِنَّةٍ=سخاءَ مَنْ يَحْنُو على المُلْهَمِ..!
كانَ هو المُلْهْمُ هذي الرُّؤى=كأَنَّما يَغْرِفُ مِن مِنْجمِ..!
يَحُوطُني بالحُبَّ يَروِي به=صَدايَ رِيَّ المانِحِ المُنْعِمِ..!
وقال لي يَوْماً .. أَلا تَشْتَهي=جَنايَ؟! إنَّي لا أُبِيحُ الجَنى!
إلاَّ لمن كانَ شَدِيدَ الجوَى=مُسْتَعْذِباً فيه الضَّنى والوَنى!
فإِنَّه يَحْظى به ناعِماَ=من شِقْوَةٍ يَشْتارُ مِنْها المُنى
وأَنْتَ حتى الفَقْر تَرْضى به=منه.. فَبَعْضُ الفَقْرِ بَعْضُ الغِنى!
قد كُنْتَ هذا.. واصِلاً.. حانِياً=فكيف ضَرَّجْت الهوى بالصُّدُودْ؟!
كيف تَحَوَّلْتَ إلى عاصِفٍ=أَهْوِي به للسَّفْح بعد النَّجُودْ؟!
ما كُنْتُ أسَتَأْهِلُ هذا الأسى=ما كُنْتُ أسْتَأهِلُ هذا الجُحُود!
خَسِرْتَني .. قد كنْتَ تَعْلو الذُّرى=مِنَّي. وقد كنْتَ تُلاقي الخُلُودْ!
راوَدَني الغِيدُ .. فلم أَنْجَذِبْ=لَهُنَّ.. لم أَحفَلْ بحور الجنانْ!
كُنَّ على ما يَشْتِهيه الهوى=حُسْناً ودَلاَّ من حَصانٍ رَزَانْ!
يَشْغَفْنَ بالشَّعْرِ. وبالمُعْتَلي=به إلى النَّجْمِ.. وَضِيءِ البَيانْ!
وقُلْنَ لي .. دَعْ عَنْكَ تِلكَ الَّتي=تُشْقِي .. وأَنْتَ الحُرّ تأْبى الهَوانْ!
لسَوْف تَطْوِينَ الحَشا دامياً=منِ بَعْد أَنْ بارَحْتُ ذاك الحِمى!
فإِنَّني اليَومَ على صَبْوةٍ=تَحْمي. ولا تَسْفِكُ ِّمنِّي الدَّما..!
حَوْلي من الخُرَّدِ ما أَزْدَهي..=به. وما يَرْوِي شدِيد الظَّما..!
وهُنَّ يَطْوِين نَقِيَّ الهوى=فلا فؤاداً جائراً .. أَو فَما!
الحُسْنُ لَوْلا الشَّهْرُ ما يَسْتَوي=إلاَّ قَليلاً من حَنايا الوَرى!
الطُّهْرُ يُعْلِيهِ .. ويَهْوي الخَنى=به إلى الدَّرْكِ.. ويُغْوِي السُّرى!
والخُلْدُ لِلشّعْر إذا ما سَما=وعافَ بالعِزَّ خَسِيسَ القِرى!
عَلَيْهِ. أَنْ لا يَنْحَني صاغِرا=فالشاَّعِرُ. الشَّاعِرُ لن يَصْغَرا

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....