عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2010, 11:18 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دور النقد؟

بقلم احمد عدلي

ما هو دور النقد الأدبي أو رسالته في تعليم القارئ كيف يتذوق العمل الفني ويفهمه ... خاصة عندما يكتب الناقد في جريدة شعبية ... بشكل واضح أنا لا أفهم الكتابة إلا كعمل تواصلي، ولا أستطيع أن أتصور نفسي أكتب لنفسي بل لا أفهم الكتابة إلا كرسالة حتى لو اعتبرني البعض موديلا قديما لم أتخلص من أدران الحداثة وأندس في عوالم ما بعد الحداثة... فعندما يصر الناقد الذي يكتب في جريدة شعبية أن يكتب لغة أكاديمية أو معقدة مستغلقة على الفهم بالنسبة للمثقف غير المتخصص الذي يحاول أن يبدأ أولى خطواته في عالم قراءة الأدب فلا أعتقد أن هذا الناقد يقدم الرسالة الصحيحة ، مثال كتب الناقد المصري المعروف صلاح فضل في جريدة الأهرام عن ديوان محمود درويش "كزهر اللوز أو ابعد " ما نصه: " نلاحظ أن لغة السرد الشعري سرعان ما تمضي متوازية وموقعة على نسق التداعي الوجداني المتمثل في الجمل الإنشائية المفعمة بالتوتر لتنعقد كثافتها في عدد من البؤر المركزة تتجمع عندها حالات الوجود و التعبير في انخطافة واحدة" فهل هذا النص النقدي الذي يبدو أكثر تعقيدا من النص الشعري الذي يتحدث عنه مناسب لموقعه في جريدة شعبية غير متخصصة في النقد والأدب؟ أعتقد أن الناقد إذا أصر على كتابة مثل هذه اللغة المستغلقة فيجب عليه أن يكتفي بالكتابة في الدوريات الأدبية التي يقرؤها متذوقوا الأدب الراسخين في العلم باساليب النقد الأدبي وتعبيرات النقاد

نقطة أخرى فلقد ألقيت نظرة على مدارس النقد الشائعة ، ولكنني أعتقد أن المدارس الأكثر شيوعا في نقدنا العربي المعاصر هي تلك التي ترى أن وظيفة الناقد هي تفسير النص سواء في ضوء الملامح الذاتية لشخصية الكاتب (وهي المدارس الرومانسية) أو في ضوء دراسة علاقات النص بعضها ببعض (ليس بغرض النظر في ملامح الاسلوب الأدبي وطرائقه بل بغرض تفسير النص واكتشاف معانيه الكلية) أو علاقة النص بالخلفية الاجتماعية والطبقية لكاتبها( من ذلك النقد المتأثر بنظرية بالبنائيةالتوليدية وأفكار لوسيان جولدمان ) .. هذه الطريقة التي تجعل الهدف من قراءة النص هو استخراج الدلالة والقيام بمهمة تفسيرية تهمش للغاية البناء الجمالي للنص الأدبي رغم أنه الأساس الذي بدونه لا يعتبر الأدب أدبا من الأساس ... التشكيل الجمالي اللغوي هو لب العمل الأدبي وليس مناسبا أن يجعل الناقد همه في تدمير هذا التشكيل لاستخراج المعنى المخبأ داخله لأن المعنى مرتبط بالبناء اللغوي ارتباطا لا يمكن فصله ... فليس صحيحا أن المعنى المختبئ في قول الشاعر
"أضحى التنائي بديلا عن تدانينا
وناب عن طول لقيانا تجافينا"
هو " لقد افترقنا بعد طول قرب ومودة " فالتأثيرات العاطفية التي تصنعها الموسيقى والمجازات هي جزء لا يتجزأ من معنى البيت الشعري ، أي المدلول العقلي /العاطفي الذي يخلق في القارئ عند قراءة البيت وعندما يلقي أحدهم البيت فإن اسلوب الإلقاء يدخل ايضا ضمن المؤثرات التي تخلق المعنى في نفس المستمع .. إن التصور بأن الأسلوب هو شيء زائد عن المعنى هو أمر غير صحيح بالمرة لأن التعبير الأدبي لا يمكن أن يكون له معنى أصلا إذا خلصناه من تشكيله الجمالي، فالمعنى في العمل الأدبي هو عين الشكل.

http://www.shrooq2.com/vb/showthread.php?t=4606